فضل شاكر

هذا اللقاء أجريناه مع فضل شاكر في 1 نيسان-ابريل 2014 ونشرناه في الجرس الاسبوعية، واعتقدت الوسائل الاعلامية أنها كذبة أول نيسان لأنه كان يتحدث لأول مرة عبر الاعلام بعد الحوادث التي تعرض لها وأردته مشرداُ.

نعيد نشر اللقاء هنا على موقعنا عل من لم يقرأ المجلة يقرأ إجابات فضل هنا.

• فضل شاكر: كفى تصويري بأنّي قاتل ومجرم لم أقاتِل حتى أقتُل!

• إبني درس في مدارس إنجيلية عن الديانة المسيحية ورتّل في الكنائس!

• البلد تأسَّس على توزيع حصص لضمانات تطلبها 18 طائفة!

• لا تواصل بيني وبين الأسير

أحكي عن طرف اختار لنفسه الصفة المذهبية وصادر قرار مجموعات بأكملها

• هذا أسلوب ترهيب استعملته بعض أجهزة المخابرات لتخويف كل إنسان حاول أن يقول رأيه

• بعض وسائل الإعلام لا يتحرون الحقيقة قبل أن يبثوا أخبارهم صوّروني هولاكو القرن الواحد وعشرين!

•  «لما قول الحقيقة بينصدموا وبينسوا إنّو اللي عم قولوا هو ردة فعل طبيعية لإنسان حس بالظلم»

• أنا إنسان أشتاق وأفتقد وأحنّ

• أقول لإبني: «خليك مؤمن يا محمد إنّو الله فوق الجميع»

• ظلمت كثيراً «فاتوا عالفيلا وسرقوها وحرقوها وعلى مرأى من إسم كتير كبير بجهاز كبير بالدولة ومنعوه حتى يقرب»!

• أتأمل خيراً بوجود اللواء ريفي في وزارة العدل

• أنا  فضل شاكر الصريح الذي يسمي الأشياء بمسمياتها «فكيف إذا كنت على حق»؟

فضل

الحقد ثم الحقد ثم الحقد، هو سبب كل مصيبة بين الشعوب اللبنانية، بل بين الدول اللبنانية، التي لم يجرؤ أحد بعد على إعلانها، رغم حضورها بقوة.

لكل مذهب في لبنان دولته، بل لكل مجموعة لبنانية دولتها وعلمها وقياداتها ونظامها الحر الخاص بها، «وفوق الدكة» فإنّ هذه الشعوب ورغم استقلالها عن بعضها خفية، فإنها تتقاتل مدعيةً بأنها تنتمي إلى دولة واحدة ودستور واحد!

الشعوب اللبنانية هذه، تتشدق بالديمقراطية والحرية، وهما عباراتان عصيتان عن الفهم، فنجد مثلاً مدافعاً بطلاً عن الحريات يقوص رفيقه لأنّه اختلف معه بالرأي!
الكل متورط حتى الفاهمون معنى الديمقراطية والحرية، هم أيضاً متورطون لأنّ قلوبهم سوداء ويفهمون السياسة على أنّها قضية شخصية لا قضية إنسان ودولة.

أدعي بكل فخر أن قلبي أبيض، وأني أتعاطف مع كل مظلوم حتى ولو كان فضل شاكر، الذي لا أعرفه شخصياً، ولم يكن يوماً من ضمن أصدقائي النجوم، وهو الوحيد من بين الكل على الساحة من أطل ذات يوم على شاشة الـ LBC وعبر منابر كثيرة وهدّدني وأساء لي، وذات مرة أطل مع طوني خليفة وقال ما لا أنساه في عمري وهو:

«أنا رح إسحب ملف الآداب لنضال الأحمدية»!

فضل شاكر

ورغم أن هذه العبارة وما تبعها  تمسّ شرفي، إلا أني لم أحمل البارودة وأقوص فضل، بل أطليت في نفس المكان ورددت عليه بالكلام. لم أستخدم عبارات الردح وقلت فقط: «لو كان فضل شمندر رجال يطلع ملفات».

وبعدها ساد صمت طويل وانتهت المصيبة بيننا وتوقفت المعارك الدموية الكلامية، ولم نصبح أصدقاءاً، ولم نلتقِ ولم نتغد ولم نتعش ولم نتهاتف، فقط قامت الهدنة بيننا لكن على قاعدة لا كره ولا حقد، وأن من حقه أن يقول ومن حقي أن أكتب ضده ومن حقه أن ينفعل وأن يردّ ضدي.

هذا حدث وظل يحدث لأكثر من عشر سنوات حتى جاء العام الماضي وأعلن فضل عبر مجلة (سيدتي) وبشكل مفاجئ ومذهل بأنّه سلفي، وكتبت أنذاك بأنه حر في أن يكون ما يريد. وقامت القيامة ضدي ولم آبه لأني أحترم حرية الإعتقاد والرأي والتعبير ولأنني ألتزم ما نص عليه الدستور اللبناني.

فضل شاكر

وحين بدأت الأحداث في صيدا كنا في الجرس مثل كل الصحافيين، ومثل كل اللبنانيين، كنا أعلنا فضل إرهابياً بعد أن شاهدنا الفيديو الذي صدّقنا بأن فضل يقول فيه وبشكل ساخر، بأنه قتل اثنين من عناصر الجيش اللبناني ثم بدأنا نتحرى ونتابع على مدار أشهر إلى أن عرفنا تفاصيل كثيرة تؤكد أن فضل لم يقتل عناصر من الجيش اللبناني وأنّ للفيديو حكاية أخرى.

الآن فضل فار من العدالة، وإن ثبُتت عليه التهم فمصيره الإعدام، لكن ماذا يقول هو نفسه في أول حديث له بعد فراره إلى جهة لا نعرفها..

هنا الحوار أنقله اليكم بالحرف:

• أستاذ فضل، هل تعتقد أنّ المظلوم يُظلَم عندما يطق من الظلم؟

– من يشعر بالظلم والقهر من الصعب أن يظلِم، حتى لو ظُلم بردة فعل غير مقصودة، بل يراجع نفسه. عدا عن أنّ يُنهيني عن الظلم، «وبيكفي إذا ظلمت حدا إتذكر» قوله تعالى: ومن يظلم منكم نذقه عذاباً كبيراً.

ألا تعتقد أنّ كل الشعب اللبناني مظلوم في ظلّ نظام مذهبيّ تركه لنا الاستعمار، وغذّاه أسياد النظام الذين كانوا خدماً للاستعمار أي خونة البلد؟

– «ما بدي روح هلقد وخوّن ناس وإتهم ناس»، لأنّي لست في موقع أن أحاسب الناس، رغم أنّي لا أنكر ما قلتِه، «بس أنا هون عم بحكي عن طرف معين هوي اختار لنفسو الصفة المذهبية»، وصادر قرار مجموعات بأكملها، و«عم يحكي بإسمها وعم يظلم كل مين بيكون عندو رأي غير رأيو»، أو كل من يحاول أن يرفع الصوت بوجه الظلم.

فضل

أنت إبن الجنوب، وأنا ابنة الجبل، وذاك أو تلك ابنة طرابلس، وغيرنا من كل البلد، كل واحد منا مصيبته «على قدو»، والمستفيد الوحيد هو الزعيم، ومعه أولاده المرفهين، و«نحنا ولادنا مشردين عم يعيشوا أيتام بلانا».

– «حضرتك عم ترجعيني لنفس النقطة». هذا  النظام موجود، وأنا أوافقك أنّه علينا تغييره، «بس هالشي ما بيصير بين ليلة وضحاها». أساساً طرح السؤال فيه تقسيمات طائفية، وهذا بيدل على أنّ حال البلد الذي تأسَّس على توزيع حصص لضمانات تطلبها 18 طائفة مزروعة في تفكير كل واحد منّا.

نحن نفكر بالمظلومين ونتعذب لأجلهم، بينما المسؤول أكان رجل دين أو رجل دولة هو من يربح في النهاية، بعد ما يتخلى عنّا الكل.

– اسمحي لي أن يكون فهمي للموضوع مختلف عن فهمك، لأني أنطلق مما يمليه عليّ ديني، وديني يأمرني بنصرة المظلوم، و«ما حدد المظلوم مين»، لكنّه أمرنا بنصرته رفعاً للظلم، وهذا ما أحاول أن أقوم به.

فضل شاكر

ألا تعتقد أنّ تقسيمنا لخلايا تكره بعضها هي أنجح طريقة لتعبيد الطريق أمام المسيطر، للقضاء علينا؟

– هذا المبدأ موجود منذ وجد ما يُسمى بالسياسة والسلطة والمصالح شخصية، فكلها تقوم على مبدأ (فرِّق تسد). «بس الخلايا اللي حضرتك عم تذكريها هون، ما بتنطبق على حالتنا». حالتنا بكل بساطة، هي ظالم ومظلوم.

لكنّ الوطن هو كلنا «مش نصنا ولا ربعنا»؟

– صح، ونحن ننادي بالتعايش مع شركائنا في الوطن، لكن ضمن مجال الإحترام المتبادل، وفي حياتي الشخصية لم يكن لديّ مشكلة بهذا الأمر، بدليل أنّ ابني درس في مدارس إنجيلية، ودرس عن الديانة المسيحية ورتّل في الكنائس، و«هيدا السؤال المفروض يتوجه مش إلي»، بل لكل جهة تريد أن تُقصي كل الناس، وأن تكون كلمتها بمثابة الأمر الذي يلزم تنفيذه وإلا ارتفع الإصبع مهدداً بالثبور وعظائم الأمور.

فضل شاكر وابنه محمد

• لأجل من تناضل والمسؤول الأكبر يرفض أن يناضل و«قاعد يفاوض الروسي وغيرو على مصالح مشتركة ليبقى عالكرسي»؟

– عندما اخترت هذا الطريق، لم يكن همّي أي مسؤول أو وزير أو زعيم، «ولو كان همي رضى المسؤولين ما كنت مشيت بهالطريق»، وهو الطريق الصحيح لمناصرة المساكين، «اللي ما إلن حدا إلا الدعاء لرب العالمين»، وهو العليم بأحوال كل القلوب، والنوايا، ونسأل الله القدرة على فعل القليل.

• من وقف بجانبك؟

– رب العالمين يكفيني، وأحاول أن كسب رضاه، فأمام رضى الله يسقط كل شيئ، ولا يخلو الأمر من أصدقاء صادقين يؤمنون بما أؤمن.

فضل شاكر وابنه محمد

«حتى الناس العاديين وينن»؟

– «كل واحد مصيبتو عقدو». لا أطلب من أحد أن يقف إلى جانبي. كل إنسان يؤمن بما أؤمن به، أعتبره يقف إلى جانبي، ولو بشكل غير مباشر.

حتى عشاقك «ما بيعرفوا غير ينحبوا بالسر»، لأنّهم جبناء أو «خليني قول معترين مرعوبين»؟

– هذا أسلوب ترهيب استعملته بعض أجهزة المخابرات لتخويف كل إنسان حاول أن يقول أنّ رأيه من رأيي، حتى وصل الأمر بهم إلى توقيف كل من تصوّر معي والتحقيق معه، و«طبيعي صوري أنا وملتحي».

إذا كنت تكره أسلوب فلان، لم لا تجادله كما قالت الآية القرآنية: (وجادلهم بالتي هي أحسن)، وهي دعوة من الله عزّ وجل للكلمة الطيبة والحوار المنطقيّ البنّاء في كل مجالات الحياة. لا للتعصّب.. لا للشتيمة.. لا للعنف اللفظي.. لا للإيحاءات الهازئة. «ما عمبتفلسف عليك لأني بعرف حالي مسمّي وما بطبق هالحكي أبداً لأن ناقصني إيمان».. لكنّك خضت تجربة صعبة صقلت قلبك وروحك وجعلتك تصبح أكثر شفافية من شدة الوجع. هل تفكر بتغيير أسلوبك من محارب لصوفيّ يحكي بهدوء مع ابتسامة، مثلما كان يفعل الرسول (صلعم) مع اليهودي الذي كان يرمي أمام منزله الزبالة؟

– أنا هو أنا، فضل شاكر الصريح والذي يسمي الأشياء بمسمياتها بدون مواربة، «فكيف إذا كنت على حق»؟ لكن للأسف، تعوّد الناس لدينا على كذب المسؤولين عليهم، لذلك «لما تقولي الحقيقة، بينصدموا وبيعتبروكي هجومية وبينسوا إنّو اللي عم تقوليه هو ردة فعل طبيعية لإنسان حس بالظلم»، ويتناسون التنبّه للفعل الذي نتج عنه ردّ الفعل.

فضل شاكر

أعلم أنّك لم تقتل جنوداً من الجيش اللبناني، لكن كيف ترتب الفيديو الذي جنّد الناس ضدك؟

– بالنسبة للتوضيح، «حضرتك فيكِ توضحيه»، أنا تجاوزته.. أما بالنسبة للفيديو المذكور فأنا أصدرت بياناً وضحت فيه ما حصل، وصاحب تسجيل الفيديو ظهر على التلفزيون ووضّح حقيقة تاريخ التسجيل. تاريخ التسجيل كان في 20-6-2013، والمعركة مع الجيش حصلت بتاريخ 23-6-2013، وهذا الفيديو تم تسجيله بعد يومين من اشتباك حصل بين الشقق، ضمن محيط المسجد مع شباب المسجد، وكان حصيلة الاشتباك وقوع قتيلين للحزب. علماًَ أنّي أوضحت أكتر من مرة، أنّي لم أقاتل حتى أقتل أحداً أساساً، وكما هو واضح في الفيديو، أنّي كنت أتلقى الأخبار من شباب موجودين، لجهلي أساساً بحصيلة الإشتباك. فرجاءً كفى تصويري بأنّي قاتل ومجرم، أنا لم أقاتل حتى أقتل.

أخبرني عن كل ما حصل من فضلك ولم لم تتواصل مع أصدقائك من قيادات وجنرالات وقضاة ومسؤولين لترفع الظلم عن روحك وهذا واجب دينيّ أولاً؟

– «ليه ما اتصلت بحدا من معارفي»؟ لم يكن لديّ الثقة الكافية «لأمن لحدا» في ظل الهجمة الشعواء التي تعرضت لها.

«ليه بدك تهرب من درب» ما يُسمى في لبنان بعدالة قصور العدالة المحكومة من قيادات المذاهب؟

– «الجواب ضمن السؤال، ما ضروري زيد شي عليه».

محمد مع والده فضل شاكر

ألا تعتقد أنّ الضيم الذي ينزل على المواطن اللبناني من أي مذهب كان، علته الزعيم «الداعس بقلوبنا مش الناس الموظفة عندو»؟

– عندما قلت لجهة واحدة في لبنان، لا للظلم، «نزل كل الغضب عليي وما بقا في وسيلة إعلامية ما هاجمتني وصرت مطارد ببلدي».

أنت أكدت وبصوت أعلى من العالي، أنّك لست طائفياً ولا مذهبياً.. قدمت أنشودة لمناسبة الميلاد وابنتك متزوجة من شيعي وأنا درزية وزملائي في المكتب من كل الطوائف، وأنت لا تكرهنا ولا ترفضنا.. كلها إثباتات دامغة على أنّك مواطن نظيف.. «شو تهمتك»؟

– ملاحظة: ابنتي متزوجة من سني! «تهمتي، قلتها وبضل قولها لموت»، أنا ديني ينهيني عن الظلم ويأمرني بأن أقف إلى جانب المظلوم من أي طائفة أو أي جنسية كان، و«هيدا الشي ما عجب الظالم ببلدي». عندما يكون الظالم حاكم، لا تسألوا عن التهمة، تكون جاهزة.

إن كنت تريد الدفاع عن المظلوم السوري، أجبني من فضلك، من الأولى بالدفاع؟ «إذا كانت المعارضة صارت لعبة دولية بين الجبابرة روسيا وأميركا وأوروبا ودول العالم الأول.. إنت وأنا والشعوب المكسورة شو منقدر نعمل»؟

– «ما إلي بطلّاب المراكز والكراسي»، أنا أقف مع الثورة السورية، «مع اللي ضهر بدو حرية وبدو يعيش بكرامة، وما لاقى بوجو إلا رصاص وبارود». أنا مع الشعب «المعتّر» اللذي مات بدون ذنب. يا ويلنا من الله، أطفال يموتون من البرد والجوع، «شو بدنا نقول لربنا بكرا وقت الحساب»؟ لم نكن قادرين؟ «حتى لو ما قدرنا، عالقليلة نعمل المستطاع».

فضل شاكر

قل لي «كيف بيزبط لبنان بِرِضى الكل وبدون ما نكب حدا بالبحر»، لأن الكل يعتبر أنّ الحق معه؟

– «ممكن يزبط البلد إذا كل إنسان بيرجع لدينو»، لأنّ لا دين في الكون يرضى بالظلم. «أنا ما بدي كب حدا بالبحر، بس كمان بالمقابل ما بدي حدا يكبني بالمعتقلات، وينساني بس لأنّي عندي رأي غير رأيه». لا أريد أن يكون المواطنون في لبنان درجات، وأن أكون أنا مواطناً درجة ثانية أو ثالثة! أنا كفضل شاكر «يمكن أكثر إنسان طلع عليه إشاعات، ما بقي حدا ما عمل حساب إن كان عالتويتر أو الفياسبوك، ونازلين تهديد شمال ويمين وبإسمي». للأسف بعض وسائل الإعلام لا يتحرون الحقيقة قبل أن يبثوا أخبارهم. صوّروني هولاكو القرن الواحد وعشرين. لا أستطيع أن أقول سوى: حسبي الله ونعم الوكيل.

فضل شاكر

هل ظُلمت؟

– ظلمت كثيراً، «فاتوا عالفيلا عندي وسرقوها وحرقوها وعلى مرأى من إسم كتير كبير بجهاز كبير بالدولة ومنعوه حتى يقرب»!

وأسأل هنا قيادة هذا الجهاز، لمَ لم يُفتح تحقيق بالقصة، رغم أنّ هناك دلائل كثيرة، ومنها فيديو يؤكد الحقائق؟ «لهلق ما في تحقيق ولا اتهام إلا إلي»، يريدون فقط توريطي، علماً بأنّي كنت نائماً خلال الحادثة، واستفقت على صوت الرصاص. إلى أن يريدون أن يوصلوني، في أي اتجاه يريدون أن يوجّهوني؟ «نحنا بس المتهمين والمتورطين والإرهابيين، ونحنا بس اللي منعتقل ومنقتل»؟

كل هذا «ما بخليكن تستغربوا»؟ لدينا مشكلة حقيقية داخل مؤسساتنا التي نحترمها، «وفي كتير نقاط لازم إصلاحها أو تطهير المؤسسة أو المؤسسات». لبناننا لن يعود وطناً إلا إن طُبِّقت العدالة على الجميع.

فضل شاكر ذاك الفنان الراقي مع الصبوحة

•  تتعذب؟

– (لا يجيب).

هل تتواصل مع الشيخ الأسير، بما أنّك تلحق به على الـ Twitter وهو لا؟

– لا تواصل بيني وبين الأسير.

أين أولادك؟ هل تقول «وين ولادي، وين عيلتي، وين رفاقي»؟

– أولادي وعائلتي بخير الحمدلله، وموجودون خارج البلد بشكل اضطراري، «وهني كمان انظلموا وتهجّروا متلي، وأكيد مضايق عليهم».

• هل تبكي اشتياقاً؟

– أنا إنسان أشتاق وأفتقد وأحنّ، لكنّي الحمدلله  مؤمن بقضاء الله وقدره، قدَّر الله وما شاء فعل.

فضل

• إبنك محمد صديقي على الـ Twitter، ويبدو أنّه خارج كل السرب، ما تعليقك؟

– إبني محمد من الأساس لديه حياته وتطلعاته وهو بعيد عن خياراتي التي مشيت فيها، «بس بالنهاية بلعب دور الناصح الأمين له».

محمد يكتب وكأنّه إبن بيئة مختلفة، يستشهد بفلاسفة ويكتب تغريدات تبيّن أنّّه من أهم المثقفين، نسبة لعمره.

– الحمدلله، لديه شخصية مستقلة، نمّاها بتجاربه اللتي خاضها وحده، خصوصاً في الفترة الأخيرة.

فضل

• كيف ربيت ابنك؟

– ربيته مثلما يربّي أي والد ابنه. أن يخاف الله ويسعى لإرضائه، وأن يتكل على نفسه.

نشر محمد صورة على صفحته على الـ Twitter عندما كنت تعطه المايكروفون ليغني ماذا يقصد بالصورة برأيك؟

– «شاب مبسوط بصورة بتجمعوا مع بيو وحطها».

هل يدرس ابنك في الجامعة؟

– تعم يدرس إدارة أعمال، «بس اضطر يوقف هالسنة نتيجة الأوضاع اللي مرقنا فيها». كان وجوده إلى جانب العائلة ضروري، و«ان شا الله رح يكمل آخر سنة ويتخرج».

كيف تحكي معه وتوجهه بدون أن يرفض لك أمراً؟

– الأولاد في هذا العمر «صعبين وبدن يكونوا مستقلين». محمد شاب طيب وخلوق، ليس لأنّه ابني، «بس هوّي هيك». بدأ مرحلة الرجولة باكراً، لديه شخصيته المستقلة، «بس هيدا ما بيمنع إنّي كون صديقه الوفي».

كوفية الوسوف صارت لفضل

أنا أعرف كيف عشت عندما كنت صغيراً، لكن الناس لا تعرف، لأنك لم تحكِ مرّة.. «ممكن تخبرنا»؟

– عشت ضمن عائلة متواضعة وينقصها بعض أساسيات الحياة، «متل كتير عيل بهالبلد».

هل عشت فقيراً كثيراً أو محروماً من المدرسة وضرورات الطفولة؟

– «إيه انحرمت من إكمال تعليمي نتيجة فقدان الوالد بطفولتي».

شيرين وفضل

• كنت تفكر كيف تتخلص من حياة الفقر أو العوز؟

– «ما في إنسان فقير ما بيفكر يتخلص من فقره»، والحمدلله أعطاني موهبة، وكانت هي سبب عصاميتي في هذه الدنيا، «بس بعد هالمشوار كله تأكدت انو الدني بأموالها ومغرياتها فانية»، والآن أحاول أن أستغل موهبتي في سبيل الله.

غنيت لسنين طويلة بدون دعم أحد، واليوم صرت أهم مطرب عالساحة بدون ابتذال ولا إثارة، وبدون دعم أحد، ألا تعتقد أنّ هذه أكبر نعمة من الله؟

– «ربنا دايماً بيعطينا أكتر ما منستاهل»، رغم أنّي حوربت كثيراً من الإعلام وأقلامه الصفراء، وما زلت حتى الآن.

فضل

يقول رفاقك أو مرافقوك الذين كانوا يعملون معك أنّك انفعالي لكن حنون. وكنت «مأمنن مادياً وكريم معن وصاروا أيتام بعد ما تركتن، شو بتقلن»؟

– أنا عصبي، أما الرزق فهو على رب العالمين، وأنا كنت مجرد وسيط لإيصال رزقهم إليهم. «أكيد اللي بيرزق الدودة بالصخرة، رح يوصلهم رزقهم» بطريقة أو بأخرى.

هل تشعر الآن بالوجع أو التوق أو الشوق وأنت تجيب على أسئلتي؟

–  «يمكن بيعز عليي إنّي انظلمت كتير من ناس كان المفروض يوقفوا جنبي أو عالاقل ما يهاجموني وما يخذلوني»، وفي نفس الوقت، أنا مرتاح لأنّك مصرة على إيصال صوتي للناس، «يمكن لأنك تعرضتِ متلي بفترة من الفترات للظلم واختبرتِ هالشعور».

هل تفكر أن تخررج من المكان الذي دخلت إليه، وأعرف أنّ الشرط أن تتم معاملتك بعدل.

– من يرضى بأن يعيش مطارداً في بلده؟ «بس اللي وصلني لهون هي قلة العدل ببلدي واللي اضطرني لرفع الصوت. العدل هوي ذاته اللي بدو يحاكمني»!

فضل شاكر

طالما أنّ كل الإثباتات تقول أنّك لم تستخدم السلاح بهدف الترهيب، وحسبما أعرف جيداً، أنت لا تجيد استخدام السلاح، ولم تقتل أحداً، لم لا تقف أمام القضاء وتصبح قضيتك، قضية رأي عام؟

– (….)

هل تذكر عندما صرّحت بأنّك سلفي، تكلمنا على الهاتف، وكان رأيي غير رأيمن كانوا حولك، وقلت لك أنّه برأيي لا يجب عليك أن تتراجع لأنك حر، والسلفية لا تعني أن نقتل بعضنا، بل العودة إلى الجذور والتمثل بالرسول وأهل البيت. بعد ما حصل مععك، لم لم تفاوض وتخبر كل ما حصل لك في وسائل الإعلام؟ لم سمحت أن يرسموا لك صورة كما يريدونها، من كان يؤثّر عليك؟

– «ما حدا بيأثر عليي»، قد آخذ بآراء بعض المقرَّبين. أما الإعلام، فلم ينصفني من الأساس، بالعكس أغلبه كان متواطئاً لتشويه صورتي. أخذوا عليّ ردة فعلي، عندما اقتحموا منزلي، «نسيوا إنّوا سرقوا ونهبوا وحرقوا بيتي وقدام عيون الأمن اللي ما استرجى يفتح تمو».

متى سنراك خارج المعتقل الخياري؟

– عندما يريد رب العالمين، «ويصير في شوية عدل بهالبلد». أتأمل خيراً إن شاء الله، «هلق بوجود اللواء ريفي بوزارة العدل» وأتمنى منه أن يطّلع على ملفاتنا «ورح يعرف مدى الظلم الواقع علينا».

فضل شاكر

• إبنك محمد يريدك أن تعود إليهم.

– الله كريم وأقول له: «خليك مؤمن يا محمد إنّو الله فوق الجميع».

• «ناطرينك ترجع قلنا أي متى»؟

– «برجع بس حس بالعدل رح ياخد مجراه. برجع بس حس إنّي متلي متل أي مواطن بهالبلد، مش مواطن درجة تانية. برجع بس حس حالي حر وقادر قول اللي بدي اياه بدون تهديد ووعيد ومطاردة وحرق ونهب»!

نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار