زارت النجمة اللبنانية كارين رزق الله مكاتب الجرس، وكان هذا اللقاء الأول بيننا، ونحن لا نعرف كارين شخصياً إلا من خلال ابداعاتها في المسلسلين الأخيرين وأقصد هنا (قلبي دق ومش أنا).
ولا أنكر بأن نظرتي إلى كارين تغيّرت كثيراً، كنت أعتقد في البداية أنها متكبرة ومتعجرفة، ولكن كل توقعاتي كانت خاطئة فتعرّفت على إنسانة متواضعة جداً، هادئة، وخجولة بعكس ما نراها في مسلسل (عايلة على فرد مايلة) أو المسلسل العائلي القديم (مرتي وأنا).
تلك المرأة القوية في التمثيل، والتي أثبتت نفسها في الكتابة وتأدية الأدوار الصعبة، عانت كثيراً في شبابها خصوصاً بعدما توفيت والدتها (46 عاماً) بطريقة مفاجئة وهي في الـ 13 عاماً ولم تكن أنذاك ناضجة كثيراً، وفي هذه المرحلة تكون الفتاة بحاجة ماسة إلى والدتها لتكون إلى جانبها وكي تدلها على الطري الصحيح، ولكن كارين كانت “قدها وقدود” وربّت نفسها بنفسها بالتعاون مع والدها الذي لم يحرمها من شيء.
كما تحدّثت كارين عن الدراما اللبنانية التي تفتقر إلى هوية والتي تكون غالباً بيضاء ولا رسالة منها، مع العلم بأن مسلسلسي كارين (قلبي دق ومش أنا) تناولت فيهما قضايا عدّة ومنها: (الوراثة والبنات، الأديان، الشاذين جنسياً ونظرة المجتمع إليهم، قانون الإيجار وغيرهم) من القضايا المهمة جداً والتي تهم أيضاً المواطن اللبناني، كما أن كارين تعرف جيداً كيف تدخل الكوميديا إلى نصّها فتبعد عنا الملل والرتابة، وأعلنت موقفها من جائزة الموريكس دور وسبب رفضها الحقيقي لها كما نفت أن يكون سبب انسحابها اشتراطها على جائزة أفضل ممثلة.
المقابلة كاملة ننشرها لاحقاً، حيث تحدّثت كارين عن كل شيء بعفوية تامة، وبصراحة مطلقة لم تكن ديبلوماسية ولم تكن في الوقت نفسه عدوانية، بل كانت كل إجاباتها محترمة جداً، وعندما تريد الهروب من إجابة تحكي لنا نكتة كي تضيّع الموضوع..