يطلّ المتنبئون وعالمو الفلك ككل سنة عبر الشاشات التلفزيونية ليتحدثوا عن التوقعات للسنة الجديدة، وغالبًا ما تكون توقعاتهم مليئة بالمفاجآت السلبية والإيجابية محليًا وعالميًا. قد يصدّق البعض هذه التوقعات أمّا البعض الآخر فيتجاهلها ويقول: (لا يعلم الغيب إلّا الله).
لكن بعض الأحداث التي حدثت خلال عام 2017 قد تبشّر اللبنانيين بالخير وأن لبنان متجه نحو الإستقرار والإزدهار والبحبوحة نظرًا لعدة عوامل من أبرزها:
- السفارة الأميركية الجديدة في لبنان:
في شهر أيار/مايو 2017، أعلن دايفيد هيل سفير الولايات المتحدة الأميركية في لبنان عن إنشاء مجمّع جديد للسفارة الأميركية في لبنان قرب السفارة الحالية في عوكر، في قضاء المتن. وأشار السفير دايفيد هيل إلى أن هذا المشروع يشكل استثمارًا في شراكة الولايات المتحدة الأميركية ولبنان ويؤكد التزام الدولتين بهذه الشراكة الطويلة. وبالتالي هذا المشروع الجديد التي تقوم به الحكومة الأميركية بقيمة مليار دولار تقريبًا، سيكون كناية عن تعزيز للعلاقات الديبلوماسية والمصالح المشتركة بين الدولتين والشراكة الدائمة التي تربطهما بالإضافة إلى الاستثمار الأميركي في لبنان.
- عودة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري:
توحّد اللبنانيون من كل الطوائف والمذاهب والميول السياسية، بعد أن أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري، عن استقالته من الرياض وأثار موجة من القلق لدى اللبنانيين الذين طالبوا بعودته معتبرين أن الإستقالة كانت قرارًا سعوديًا وليس بكامل إرادة سعد الحريري. إلّا أن ومع عودته إلى وطنه في 22 نوفمبر 2017، أعلن رئيس مجلس الوزراء اللبناني عن تريثه في تقديم استقالته رسميًا استجابة لطلب الرئيس اللبناني ميشال عون. مما أسعد اللبنانيين وعاد الرئيس سعد الحريري إلى ممارسة نشاطه الرسمي كرئيس لمجلس الوزراء اللبناني.
- المغتربون اللبنانيون وحقهم بالتصويت:
وأخيرًا، أصبح للمغتربين اللبنانيين الحق بالتصويت من خارج الأراضي اللبنانية وبالتالي المساهمة في الإنتخابات النيابية عبر الموقع الإلكتروني www.diasporavote.mfa.gov.lb، بحسب ما أعلنت عنه الوزارة الخارجية والمغتربين. كذلك، أعلن وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل في مؤتمر الطاقة الاغترابية في لاس فيغاس، الولايات المتحدة الأميركية عن منح المغتربين اللبنانيين قروضًا مصرفية، سكنية وأخرى استثمارية، لا تتجاوز فائدتها 2 بالمئة.
- السياحة والإستجمام:
لطالمًا كان لبنان منطقة جذب للسائحين الأجانب والعرب، بفضل التنوّع المناخي والثقافي والتاريخي بالإضافة إلى مميزاته والأنشطة المختلفة المتوفرة في المناطق اللبنانية والأماكن السياحية والأثرية مثل مدينة جبيل ومغارة جعيتا وقلعة بعلبك وغيرها، كذلك الأماكن المقدسة مثل الأديرة والمزارات والأضرحة. وكلّما كان الوضع الأمني بأحسن حالاته كلّما استقطب لبنان عددًا هائلاً من السائحين من الدول العربية أو الأوروبية أو الأميركية.
- النهوض بالإقتصاد اللبناني:
أعلن وزير الإقتصاد والتجارة اللبناني رائد خوري عن تكليف شركة ماكنزي McKensy & Co الأميركية للإستشارة الإدارية بإعداد خطة جديدة لإعداد هيكلة الإقتصاد اللبناني نظرًا لاعتماده بشكل كبير على التحويلات المالية وخصوصًا من أموال المغتربين اللبنانيين، فلتجنّب الوقوع بأزمات إقتصادية ومالية وخيمة في المستقبل، لا بدّ من صياغة مخطط للنهوض الإقتصادي بمساعدة McKensy & Co.
- ملف النفط في لبنان:
دخل لبنان لأول مرة عالم النفط والغاز. رغم أن البعض اعتبر ذلك نقمة على لبنان إلّا أنه إن تم استخدام الإنتاج النفطي بشكل صحيح وبدون محاولات السرقة والفساد بكافة أنواعه فلا شك أن الإقتصاد اللبناني سيتضاعف وستتحسن الأوضاع من حيث البنى التحتية والكهرباء وفرص العمل وغيرها. وبالتالي، صدر قرار عن مجلس الوزراء بمنح الترخيص لائتلاف ثلاث شركات أوروبية : فرنسية وإيطالية وروسية، للتنقيب واستخراج النفط والغاز في لبنان.
- الإنترنت في لبنان:
ما زال مدير عام شركة أوجيرو Ogero للإتصالات عماد كريدية على وعده في تحسين الإنترنت في لبنان من حيث السرعة والثبات بالإضافة إلى خفض أسعار كلفته. وقد أكّد عماد كريدية على الجهود المتواصلة التي تتم بهدف تحقيق هذه الغاية ورفع مستوى الإنترنت، علمًا بأن سرعة الإنترنت قد تحسنت بعض الشيء مقارنة بسرعتها سابقًا. كما أكد أن شركة أوجيرو تتعاون مع المديرية العامة للاستثمار والصيانة في وزارة الاتصالات لتأمين للمواطن اللبناني إنترنت أسرع بكلفة أقل. كذلك، يتم العمل على البنى التحتية لشركة أوجيرو حيث استُثمر بها مبالغًا طائلة لتحسينها وتطويرها وذلك بهدف الحصول على سرعات أكبر وإنترنت ثابت ومستقرّ في لبنان.
كل هذه العوامل تثبت أن لبنان يتجه إلى مرحلة أفضل من ذي قبل أكان على الصعيد السياحي أو الإقتصادي، آملاً أن يتحقق الإستقرار السياسي والأمني في البلاد. لكن لا شكّ أن لبنان حاليًا يشهد مرحلة تقدّم وتحسّن، رغم السلبيات لا بد من النظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس.
فانيسا الهبر – بيروت