البابا خورخي ماريو برغوليو
البابا خورخي ماريو برغوليو

لست مسيحية، أنا ابنة الجبل، ابنة بني معروف، ابنة لبنان الذي يحوي 18 طائفة بل 18 دكانة، «وكل مين على دينو الله يعينو»!
فرّقتنا السياسة المذهبية..
لكنّنا ورغم كل هذه الفروقات التي أدت إلى تفريق بالكيلو والوقية والرطل أحياناً.. فإننا نجتمع على حب بعض القديسين كـ مار شربل والحرديني وغيرهما وكذلك ينطبق الأمر على شخصيات دينية دخلت التاريخ فوحدتنا رغم «أتخن أنف» وأطوله.. لعن الله أصحاب الأنوف التي تفسد الشعوب!
نعيش في بلدٍ مسيّر لرغبات القوي ولأطماع الدول الكبرى..
وبدل أن ننشأ على مبدأ أن نحب بعضنا البعض، فقد قاتلنا وقتلنا بعضنا البعض إلى أن صار لبنان يملك ما يقارب الـ 500 ألف تابوت و3 مليون تابوت جاهز لإحياء قيد التعذيب حتى النفس الأخير.
ربّانا أهلنا على حب الوطن لكن عن طريق الانصياع لأوامر القائمين على طوائفنا، التي لم ننتمي إليها بل وجدنا أنفسنا فيها دون أن نُسأل!
نشأنا على عبادة أنبياء ورسل وعلى احترام قدّيسين وعلى مقولة من «آمن بالحجر يُبرك»..

البابا خورخي ماريو برغوليو سيد الفاتيكان يتبع خطوات يسوع
البابا خورخي ماريو برغوليو سيد الفاتيكان يتبع خطوات يسوع

شهدنا معارك داخلية، كادت مرّات تؤدي لحروب سببها الحقد المزروع بين أبناء الطوائف، في غياب أي دور إيجابيّ لأهل السياسية «يلي بينرفع الراس فيهم!»..
لذا لجأنا إلى الكنائس والمعابد والجوامع نبحث فيها عن أدنى حق، في أن يخلصنا الله ممّا نعيشه من بؤس وذل، وما يمتدّ اليوم ليُصبح عصراً أسود مع ثورات الجنس والحرية!
وفي ظل كل ما نشهده، تبقى بعض الأحداث المضيئة في حياتنا، سبباً وجيهاً لعدم فقداننا الأمل. وأذكر هنا انتخاب (خورخي كاريو بيرجوليو) أو بابا فرنسيس في آذار/مارس، بابا علينا، وإعلانه سيّد دولة الفاتيكان. (أصغر دولة في العالم)
هذا الرجل، هو مساحة الضوء في تاريخنا الحديث، وهو من نحتاجه في أيام كهذه، رجل فيه كل الفكر والعمق والانفتاح والصدق.
البابا، زار مؤخراً القدس المحتلة، الأرض التي وطأها يسوع المسيح، الذي جاء الكون حاملاً رسالة حب وسلام، وهو حسب المعلم كمال جنبلاط أي يسوع المسيح أول ثائر على الأرض.
من كنسية المهد حيث وُلد يسوع فخدم شعوباً ودفع ثمن رسالته السامية على يد من يحكمون الأرض والعرض اليوم!
فهل يصعب على من صلب يسوع أن يغتصب شعباً بأكلمه؟

البابا خورخي ماريو برغوليو  يعيش اليوم في غرفة عادية جداً، لا في جناحات وقصور
البابا خورخي ماريو برغوليو يعيش اليوم في غرفة عادية جداً، لا في جناحات وقصور

البابا في زيارته الأخيرة لفلسطين المحتلة، وقف حزيناً أمام جدار الإسمنت الفاصل بين الضفة الغربية والخط الأخضر، وبصمت قاتل خاشع صلى لخلاص شعب فلسطين..
في كلمته التي أثّرت بي كثيراً، دعا البابا العالم أجمع للصلاة لسوريا، وأمر باسم الله أن يتوقف بنو البشر عن الاقتتال من أجل الكرسي أو الدولار.. واعترف أمام راهب أنه عمل حارساً في ملهى ليليّ في شبابه ليؤمّن قوته، وأنّه سرق صليباً أعجبه من أحدهم.
هذا البابا الذي لم نرَ له مثيلاً، يعيش اليوم في غرفة عادية جداً، لا في جناحات وقصور.
هذا البابا يلوم كل الكهنة الذين يقودون أفخر السيارات، والذين يتباهون بما يملكون، لأنّه يعيش زهداً وترفّعاً عن كل ما يعبده الإنسان من ماديات الأرض.
هذا البابا، هو من قلب كل الشرائع والقوانين والأعراف رأساً على عقب، وأسّس لثورة جديدة، عندما طالب بدور أكبر للمرأة في الكنيسة، واعتبر أن الكنيسة لا يمكن أن تكون نفسها بدون المرأة ودورها، معتبراً أنّ المرأة هي أساس في الكنيسة.

البابا خورخي ماريو برغوليو قلب كل الشرائع والقوانين والأعراف رأساً على عقب
البابا خورخي ماريو برغوليو قلب كل الشرائع والقوانين والأعراف رأساً على عقب

هذا الرجل المسيحي يمثلني أنا الدرزية، وأعلن فخري بالبابا فرنسيس كمرجع دينيّ، فمن خلال أعماله علمني كيف يخدم الكبير قومه، مقتدياً بيسوع الذي خدم البشرية.
وأني وكي أخلِّص نفسي من خطيئة حكامي فإني أزور كل القديسين في لبنان، وأؤمن بهم، لأنّي كلما قصدتهم لا يردوني خائبة..
ساعدوني على تجاوز مرض محتم، فرسالة يسوع الإنسانية لم تفرّق بين دين وآخر ولا بين شخص وآخر..
ساعد يسوع الجميع وعمل خادماً لهم، والبابا يمشي على خطى سيدنا المسيح لا على طريقة بعض من سبقوه من معتمري الذهب والماس..
لم أولد مسيحية لكني أعشق البابا!

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار