في خطوة غريبة جدًاعن سلوكيات الفنان اللبناني، بل خطوة أجنبية بالكامل، تخضع النجمة اللبنانية ماغي بو غصن لتدريبات ودروس خاصة في فن التمثيل لدى أستاذ خاص.

ماغي بو غصن كلنا يعرف أنها تخطت مرحلة التعلم وانتصرت في مختلف الأدوار التي لعبتها- هكذا يعتقد النجوم المصابين بجلطة الغرور- كما يعتقد القراء، وهي تحمل شهادة ديبلوم من المعهد العالي للفنون (تمثيل وإخراج) في فن الدراما من الجامعة اللبنانية، وهي من النادرات اللواتي تخرجن من الجامعة بين أقرانها إذا استثنينا كارين رزق الله، فقط لا غير. وكل ما تبقى من نجوم ومشاهير لم نسمع أهم أخضعوا أنفسهم مرة لتعلم فن أداء دور جديد. وسيُصعق الفاهم إن قُلت أن الغالبية الساحقة من نجوم الدراما في لبنان لا يراجع دوره ولا يدرس خلفيات وأبعاد الشخصية التي يؤديها لاعتقاده أنه بطل وأنه فوق التلمذة!

حتى أن إحدى النجمات وفي مؤتمر صحافي لها، قالت علنًا ودون أن يرف لها جفن، أنها وقعت على العمل الذي ستباشر تصويره بعد أسبوع من انعقاد المؤتمر وأنها لم تقرأ إلا الحلقات الثلاث الأولى! وحين راجعتها أسألها: كيف تفعلين ذلك؟ أجابت دون أن تفهم سؤالي أو كأنها استرخصت ما أقول أو لم تفهم! في الوقت عينه كان بطل العمل عابد فهد يتواصل معي ومع غيري يسأل عن أسرار الشخصية التي سيلعبها ويقيم دراسات وأبحاث عليها. لمَ كان يسألني أنا تحديدًا فلأنه عرف أن الشخصية التي سيؤديها عشتها مع أحد أقاربي وأعرف خباياها. كان عابد فهد يفعل ذلك ليلاً نهاراً في حين كانت النجمة تتفرج على الفساتين التي ستلبسها وهي على البلاتوه.

ولأن ماغي بو غصن دائمًا راهنت عليها أنها من المثقفات العاشقات لمهنتها وطالما شبهتها بالنجمة المصرية إلهام شاهين التي تقلق كلما قرأت نصًا وتشتغل عليه من الألف إلى الياء وتتعب على دراسة الشخصية خصوصًا حين تكون مركبة لذا اتصلت بها أسألها عن أسباب خضوعها للتدريبات وهل الدور يستحق كل هذا التعب؟ وهنا الحوار:

 أهم نجوم العالم العربي والغربي يخضع للتدريبات بشكل متواصل
أهم نجوم العالم العربي والغربي يخضع للتدريبات بشكل متواصل
  • ما قصة إخضاع نفسك للتدريبات؟

– سأكون صريحة.. كل مرة أحضّر لدورسألعبه أشعر برعب فأدرس الشخصية وخلفياتها وأبعادها. حين قرأت هذا النص شعرت أن الدور صعبًا فخفت.

* لمَ خفتِ؟

– لأن الدور صعب وهنالك قطبة مخفية فيه. الوصول للنجاح سهل لكن الحفاظ عليه أصعب والصعب يحتاج إلى مجهودات إضافية.

  • لكنكِ (تقاطعني)
  • لا يوجد لكن في العمل الدرامي، يوجد من يرغب بالتطور، أهم نجوم العالم العربي والغربي يخضع للتدريبات بشكل متواصل بل كبار النجوم يخضعون للكاستينغ. الدور الذي سألعبه استفزني واحتجت لعين مراقبة تعلمني وتتابعني وتضيء أمامي أسرار الشخصية وربما الشخصيات الكامنة.

* قلتِ أن الدور صعب.. لمَ؟

  • هو دور مركب وفيه شخصيات مختلفة لذا شعرت بحاجة للإجتهاد كي أطل أفضل من السنة الماضية

* مَن مِن زميلاتك اللبنانيات تفعل ذلك؟

لا أعرف.. أعرف أن وسام حنا في مسلسل (يا ريت) خضع لتدريبات عند عيدا صبرا.

* من في لبنان غير عيدا صبرا يدرّب؟

– توجد تقلا شمعون وبوب مكرزل الذي استعنا به واشتغل على أدوارنا في مسلسل (ثورة الفلاحين) الذي لم يُعرض بعد كما في مسلسل (يا ريت) وهنالك عدة أساتذة لم أتعامل معهم بعد.

  • العمل كوميدي؟
  • نعم نحن نعيش في زمن الكآبة حين تتمكنين من رسم بسمة على وجه الناس فهذا أكبر إنجاز وهذا يغريني ويسعدني.. كلهم يؤدون التراجيديا.

* دورك في مسلسل رمضان المقبل الذي لم تختاروا اسماً له بعد كيف هو؟

– من أصعب الأدوار التي ألعبها في حياتي وهو محطة مفصلية في عمري كممثلة، وتحلم به كل زميلة، لذا أعمل جاهدة كل يوم قبل الوصول إلى البلاتوه

*هذا الوصف للدور يشير إلى كاتب مهم؟

– نعم وهو السوري مازن طه الكاتب المهم جداً وهو من كتب مسلسل (كاراميل) وفيلم كراميل وأصبح يعرف قدراتي كممثلة ويتحداني في الكتابة

* “شو حلو الجو” تحدي متل فيروز وعاصي الرحباني

– هناك تواصل بيننا ويقول لي كتبتُ ذلك وأجيبه: “أنا قدا” أستاذ إكتب ما تشاء.. ويتحداني (تضحك)

* الشيخ قيس نجيب سيكون شريكك في العمل، هل يعقل أن يلعب كوميدي؟

– طبعاً (تضحك) شخصيته في المسلسل فظة،وفيها تحدٍ، الشيخ قيس نجيب طيب بفطرته الحقيقية ولديه روح الطرفة و قريب من الناس، لذا يستطيع أن يلعب كوميديا الموقف. في هذا المسلسل جنون الكوميدي سيكون أكثر مما شاهدتهِ في مسلسل كاراميل بكثير.

* في لبنان لا يوجد كتّاب كوميدي؟

– مؤخراً لم يكن معتمداً المسلسل الكوميدي في لبنان، بعد نبيه أبو الحسن وشوشو وأبو سليم وابراهيم مرعشلي وفريال كريم وغيرها من الأعمال الكوميدية المتفرقة (أقاطعها)

* يعني تؤسيسين لحضور الدراما الكوميدية من جديد في لبنان

– يا ريت أتمنى

* فيلم كاراميل ماذا ينتظرنا فيه في الصالات بدءًا من 21 هذا الشهر؟

– والله فيلم حلو مهضوم اشتغلنا من قلبنا والباقي رأيكم يحدد ما هو هذا الفيلم الذي نقدمه لكل العائلة من صغيرها إلى كبيرها. بعد نجاح المسلسل (كاراميل) رمضان الماضي قررنا الفيلم على أن يختلف عن المسلسل وهو موجه في السينما للمرأة وأغنية (كوني إنتِ) التي أطلقتها من الفيلم ومتوفرة الآن Online هي والفيلم رسالة لكل ست والتي عليها أن تخرج القوة الكامنة فيها بقالب كوميدي Light مهضوم، لذا هذه المرة سأسمع في كراميل أفكار النساء وليس الرجال.

  • يه.. هذه مفاجأة.. هل ستساعدين النساء في الفيلم؟

– صح

  • أي أننا سنرى معارك ومشاهد مضحكة للغاية لأن “نسوان ببعضها”

– ايه (تضحك)

* شركة إيغل فيلم تحضر لفيلم (كذبة بيضا) بعد كاراميل صحيح؟

– نعم، وهو من بطولة جيسي عبده طوني عيسى إخراج نبيل لبس وكتابة كلود صاليبا وهو لايت كوميدي.

  • ماغي بو غصن أصبحتِ نجمة أولى هل “سيفقع شرش براسك” كما حدث لغيرك؟

– إذا “فقع شرش براسي” يعني تكون نهايتي وتكون آخر سنة لي. وبما أن مشروعي طويل وأقدّر النعمة فرأسي سيظل معافى. من يقدرالنعمة لا “يفقع الشرش براسو”. “الي بيفهم هالدني ما بيفقع شرش براسو”.

* في الخارج يتعالج النجوم لدى مختصين حين يصابون بلوثة الغرور.

– في الخارج يتعالجون نعم لأن كل من حول النجم يخبرونه بأنه أُصاب. هنا يصفقون له دائماً ولذا يعيش النجم اللبناني في حالة توهان ولا يدرك المَصاب الذي ألم به، لذا على النجم أن لا يتوقع تصفيقاً دائماً وأن يتقبل النقد.

* أنت تعرفين أني كتبت وبلطف كما تحدثت عبر الشاشات عن إحدى النجمات التي أصيبت بالغرور وبدل أن تمتثل، رفعت دعوى ضدي (حُفظت طبعًا في الجوارير) لكن هذه النجمة سقطت وهي الآن طي جوارير زوجها، نحن نقوم بمهمتنا لكن أنتم لا تسمعون؟

– بالنسبة لي أنا أسمع، وكل عمري تلميذة شاطرة، وقابلة للتعلم والتطور لآخر يوم بعمري. المثقفون الذين يكتبون أقرأ لهم وأمتثل.

  • طيب.. ممثلة ثانية من اللواتي لعبن معك في كاراميل انتقدتُها وهي صديقتي، فعادتني، ورفضت أن ترمي عليّ السلام علي في أحد الأماكن؟ قولي لي بصراحة (تقاطعني)

– لا يمكن أن أعطيك رأيي بأي شخص ثاني.. رأي مجحف لأني سأدافع عن زميلاتي أدبًا.. أما فيما خصني فإذا كان الرأي الآخر ينفعني فأسمع ولا أعتبر من ينتقدني حاقداً.

* أسألك لأننا نعاني منكم أنتم النجوم، ذلك أنكم أصدقاء لي، والمصيبة كيف يمكن أن نفصل بين الصداقة والواجب؟

– تضعينني بين المجموعة وأنا لست كذلك وأنت تعرفين.. الصداقة “بمطرح والنقد البناء بمطرح ثاني”

* يعني إن لم يعجبني فيلمك (كاراميل) وكتبت لن أخسرك كصديقة؟

– “ما بدا سؤال” وأثق بذوقك ورأيك وإن انتقدتنا سيكون رأيك صائباً وعلينا أن نقرأ باحترام لا أن نعتبرك عدوة.

* من قلبك؟

– أكيد من قلبي ودائماً.. “أنا نفَسي طويل” الأيام تثبت الأقوال لذا الحمدالله أكسب الناس ولا أخسرها.

*هل توافقين على أن نجمات لبنان تفوقن على نجمات نجوم سوريا ونجوم تفوقوا على نجوم لبنان؟

– كيف حسبتيها؟

  • اقرأي مقالتي يوم غد.

تضحك ماغي وأتواصل عبر الواتس أب بالفنانة الكبيرة إلهام شاهين التي حصدت هذا العام 14 جائزة عن فيلمها (للنساء فقط) وسألتها عبر رسالة صوتية، أن تخبرني عن تجاربها في دراسة الشخصية، قبل الدخول إلى البلاتوه، ورغم أني أعرف، لكني فوجئت بمضمون رسالتها الصوتية التي تقرأونها هنا أو تستمعون إليها عبر هذا الفيديو.

ملاحظة: حين طلبت رأي إلهام شاهين لم تكن تعرف أني سأنشر صوتها وحين سمعت استأذنتها أن أنشر الصوت ولم أفعل قبل أن توافق ودون إلحاح مني.

إلهام شاهين قالت: طبعاً، هناك أدوار صعبة للغاية ولا يمكن للمثل أن يعتمد على خيالِه. مثلاً عندما جسدت دور امرأة مجنونة داخل مصحة للأمراض العقلية، في فيلم (أيام الغضب) ذهبت فعلاً إلى تلك المستشفى في العباسية وشاهدت الكثير من النماذج، وكان لا بد أن أتعرّف على تلك النماذج لأرى كيف سأجسد الشخصية. لا ينفع أن أستخدم خيالي. وعندما جسدت دور الأم المعاقة ذهنياً في فيلم (خالي من الكوليسترول) وكي أتقن أداء الشخصية ترددت لفترة من الزمن على مكان لتأهيل المعاقين ذهنياً والتقيت بشخصيات كثيرة وأمضيت وقتاً طويلاً معهم. لا يمكننا فقط الإعتماد على خيالنا، علينا أن نقابل نماذج عدّة قريبة للشخصيات التي سنجسدها.

وتابعت الهام شاهين قائلة: مثلاً عندما جسدت في فيلم (الهلفوت) دور المرأة الفقيرة والبسيطة جداً وبائعة الخضار في السوق وكنت صغيرة جداً بالسن آنذاك، ولم يكن لدي الخبرة الكافية، فذهبنا وصوّرنا في منطقة شعبية في الإسماعيلية وجلست أكثر من 10 أيام هناك وكنت أنزل للشارع بلباس الشخصية وأجلس مع أهل تلك المنطقة كي أتعرف عليهم وعلى عاداتهم أكثر، خدمة للدور، وكنت أراقبهم كل الوقت لأتعلم طريقة مشيهم وكلامهم ومصطلحات معينة قد يستخدمونها وأنا لا أعرفها. على كل ممثل أن يتقرب أكثر من البيئة التي يمثلها أو من الشخصيات التي يجسدها.

وأضافت الهام: في المسلسلات نحن نقوم ببروفات كثيرة قبل بدء التصوير بشهرين، نقرأ كلنا مع بعضنا أمام الكاتب والمخرج فنتلقى بعض الملاحظات منهما ونتقبّل بكل رحابة صدر. التمثيل يحتاج مجهوداً ودراسات عدّة.

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار