منذ 7 سنوات إن كنت تتساءل هل يمكن لرئيس الولايات المتحدة الأميركية التنحي عن منصبه قبل انتهاء ولايته، فإنه أمر ممكن في الولايات المتحدة لكن ضمن شروط معينة وذلك إن شك الكونغرس بمصداقيته. فبعد أن يُتهم رئيس الولايات المتحدة الأميركية بالخيانة، بالرشاوى أو بجرائم أخرى ومخالفات قانونية، يقرر الكونغرس ما الخطوة التي عليه أن يعتمدها. وبالتالي تتم محاكمة رئيس البلاد أمام مجلس الشيوخ، ويتم إقالته من منصبه إن أُدين بأغلبية الثلثين. تمامًا كما حصل مع الرئيسين الأميركيين السابقين بيل كلينتون وأندرو جونسون. لكن حكم مجلس الشيوخ عليهما جاء يقر ببراءتهما.
يعتبر ذلك أمرًا سياسيًا وليس قضائيًا، لأن من يحصل على دعم أكبر في مجلس الشيوخ ينجو من هذا العقاب. أما الطريقة الثانية للإطاحة بالرئيس الأميركي فلم تُستخدم بعد. إذ ينص التعديل الخامس والعشرون من المادة 4 في الدستور الأميركي على أن نائب رئيس الجمهورية يتولى سدة الرئاسة إن أعلنت الحكومة بأن رئيس الجمهورية ليس بإمكانه القيام بواجباته وبمهامه الرئاسية.
How can a US President be removed from office?
It's a question that's starting to be on the minds of many.(Via Channel 4 News)
Posted by A Plus on Saturday, May 20, 2017
ربما ستتساءل أيضًا من هو الرجل الذي قد يتولى زمام الأمور إن تمت إقالة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب من منصبه؟
إنه نائب الرئيس الأميركي مايك بنس Mike Pence، وهو سياسي أميركي وحاكم ولاية إنديانا السابق. تم اختياره نائبًا للمرشح الرئاسي دونالد ترامب في سباقه نحو البيت الأبيض عام 2016 بعد منافسة قوية مع المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ليتولى مايك بنس بعد ذلك منصب نائب الرئيس الأميركي. وهو الآن على بعد خطوة من أن يتولى منصب الرئاسة مكان الرئيس الحالي دونالد ترامب.
كثيرة هي الاتهامات الموجهة ضد الرئيس الأميركي دونالد ترامب حاليًا في واشنطن بشأن حملته الرئاسية وعلاقتها بروسيا. لذلك، تم تكليف محقق خاص بالبحث في مزاعم تدخل روسيا في الإنتخابات الرئاسية التي فاز بها. وعلّق دونالد ترامب على هذا الأمر قائلاً: (التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات يؤذي بلادنا.) دونالد ترامب ينكر أي تدخل في حملته الانتخاببة الرئاسية في هذا الفيديو.
وتم تعيين المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI (روبرت مولر) لمهمة التحقيق في قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية. بالإضافة إلى ذلك، ترى هيئات الاستخبارات الأمريكية أن موسكو حاولت التدخل في سير الإنتخابات الرئاسية لصالح الجمهوريين وعملت على مساعدة ترامب.
وفي حال تم إدانة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتولى مايك بنس منصب الرئاسة مكانه.
لذلك نتساءل من هو مايك بنس وهل هو نسخة عن الرئيس دونالد ترامب؟
درس مايك بنس الحقوق وعمل مذيعًا إذاعيًا، وكان عضوًا في مجلس النواب من 2001 إلى 2013 ورئيسًا للمؤتمر الجمهوري، أي الشخصية الثالثة في هرم قيادة الحزب من 2009 إلى 2011.
يشدد بنس على القيم العائلية التقليدية، يعارض الإجهاض وزواج المثليين، ويعارض بشدة توطين اللاجئين السوريين.
تعيين (مايك بنس) كنائب لرئيس الجمهورية كان الخيار الأفضل للجمهوريين. إذ يشيد به أعضاء الحزب الجمهوري لخبرته في السياسة ولمصداقيته. وخلال الإنتخابات التمهيدية، دعم بنس المرشح تيد كروز في حملته ولم يكن على اتفاق مع دونالد ترامب ودان آنذاك فكرة ترامب بمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة واعتبرها أمراً مهيناً وغير دستوري.
لكن (مايك بنس) يدعم إسرائيل تماماً مثل دونالد ترامب، وقد عبّر عن ذلك من خلال الفيديو التالي.
https://www.youtube.com/watch?v=rjmXfmMgpAM
لذلك يبدو أنه لن يكون نسخة أخرى عن دونالد ترامب لا بل يُعتبر نقيضًا له. بما أن دونالد ترامب يميل أكثر إلى الألاعيب ويبدو رجلاً استعراضيًا أكثر، أما مايك بنس فهو شخصية متحفظة وعارض دونالد ترامب في حملاته التهجمية.
مايك بنس هو الرجل الذي يصلح الأمور بعد أن يتسبب دونالد ترامب بفوضى عارمة.
عندما اشتبك ترامب مع أسرة أميركية مسلمة فقدت ابنها خلال الحرب في العراق مثلاً، كان مايك بنس هو الذي أصدر بيانًا وقال فيه إن هذه الأسرة يعتز بها الأميركيون.
على أمل أن يكون مايك بنس رئيسًا حقيقيًا للولايات المتحدة في حال تولى سدة الرئاسة مكان المهرّج دونالد ترامب.
فانيسا الهبر – بيروت
)
