محاولة قتل راغب علامة ووعد السعودية
محاولة قتل راغب علامة ووعد السعودية

لم يتعرض أحدٌ لمحاولات قتل في التاريخ الفني المعاصر. سمعنا عن مقتل سعاد حسني ولا يزاون يصرون على أنها انتحرت ولم تقتل. وقتل كثيرون لكن لا أحد كشف عن هوية القاتل ومنعم ذكرى وسوزان تميم وكلاهما ضاعت قضيتهما بين الأرجل.

حادثتان غريبتان لا يعرفهما القارئ العربي من الجيل الجديد، وهما محاولة قتل راغب علامة ومحاولة قتل وعد بعده. وكلاهما شاهدتهما وأشهد عليهما.

محاولة اغتيال راغب علامة حدثت في العام 1998 في الأردن، وكنت هناك، وكان من بين الموجودين لأحياء المهرجان.

النجوم، وكما أذكر (نجوى كرم وجورج وسوف وغيرهما).

كان راغب، أنهى إحياء ليلته، ويغادر الفندق إلى المطار، حيث يعود من عمان إلى بيروت. على باب الفندق، حيث كنا نقيم كضيوف للمهرجان، (حتى الآن لم أجد مبرراً لسبب تأخر السيارة التي كان يجب أن تقلني من على الباب الرئيسي للفندق إلى حيث كنت أذهب ربما حظي العاثر يريدني أن اشهد وأشاهد محاولة الإغتيال اللعينة لصديق كبرت معه تخرجنا سوياً من استديو الفن 1982 وتلاقينا في درب الجد والاجتهاد تعثرنا كثيراً وتعبنا وظُلمنا لكننا قفزنا فوق كل المهالك التي دبرها لنا الآخرون كما الحياة في عمر الفقراء).

راغب علامة مع وزير الخارجية عام 1998 بعد محاولة قتله
راغب علامة مع وزير الخارجية عام 1998 بعد محاولة قتله

إذاً كنت على الباب الخارجي للفندق، وكان راغب يغادر مع فريقه، ومن ضمنهم شقيقه خضر. وفجأة جُن المشهد، أسرع الجميع يحتمي من رصاصات انطلقت من سيارة مارة، ورغم أني رأيت السيارة ورأيت أحدهم ينظر إلى راغب ويحدق به وكان يجلس في المقعد الأمامي إلى جانب الشوفير، لكني لم أتوقع أن السيارة تمهلت وأن من فيها يحدقون باتجاهه بغايةِ قتلهِ. كل ما قدرْته آنذاك، أنهم من المعجبين المتيمين. الحادثة اللئيمة وقعت خلال ثوانٍ وأذكر أن راغب أُصيب بساقهِ وقامت القيامة. أسرعت أريد التأكد أن أحداً لم يمت. ولما لم أمكن من الوصول إلى راغب لأن كل أمن الفندق كان قد طوقه بلحظة عين وفهمت وبسرعة وربما قبل الجميع، أن من رأيتهم يتباطأون في السيارة، ليسو من المعجبين بل هم أنفسهم القتلة. حاولتُ كثيراً استجماع شكل القاتل لكن عبثاً ولم أتمكن من تقديم أي إفادة تساعد الأمن الأردني الذي كان رائعاً وتواجد في اللحظة عينها يحمي راغب. كل ما أعرفه أن القاتل بل القتلة في السيارة (لم يكن السائق) لم يكن يضع الكوفيه على رأسه أي أنه ليس من القبائل.

وقتها عرض رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري أن يرسل طائرة خاصة لراغب، كي تقله من الأردن إلى بيروت، واتصل به فوراً، وكذلك فعلت شخصيات رسمية كبرى، راغب شكر دولة الرئيس، لأن الملك حسين قدم له طائرة خاصة نقلته من عمان إلى بيروت في اليوم نفسه.

محاولة قتل وعد.

الحادثة الثانية وقعت في مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات، العام 2001، أو أواخر العام 2000 (أكتب مع طلوع الفجر ولا مرجع أمامي ولا أحد استيقظ لأسأله). كنت من بين المدعوين لحضور المهرجان، وكانت الليلة الرابعة والأخيرة، وكلها ليلة خليجية ولم أكن أعرف منهم إلا الكبير محمد عبده.

لم أكن أعرف من هي وعد، وقيل لي فيما بعد أنها كانت الإطلالة الأولى لها على المسرح. بدأت وعد الغناء على المسرح، وكانوا قدموها على أنها المطربة الخليجية دون ذكر اسم بلدها (السعودية) بعد منتصف الليل، وكانت الأوربت تقوم بنقل مباشر لكل الحفل، ولم يمرْ وقتٌ، حتى شاهدنا ومثل الأفلام، أحدهم يهجم راكضاً على المسرح يهجم مثل الغول، باتجاه وعد، وبلمح البصر أسرع خلفه أحدهم وعرقل طريقه ولم نفهم ماذا يحدث ومن هجم ومن منع وصوله. وتبين بعد دقائق عبر التهامس في الصالة أنه شقيق المطربة وأنها سعودية وأنه أراد قتلها.

حتى الآن لم أفهم إن كان أراد قتلها لماذا لم يطلق عليها الرصاص من على بعد أمتار قليلة؟ أم هل عجز عن إدخال السلاح نتيجة التشديد الأمني؟ وماذا كان سيفعل على المسرح الممتليء بفرقة موسيقية كلها من الرجال؟ والسؤال الأكبر كيف تمكن رجل الأمن من محاصرته في ثوانِ؟

نشر البعض آنذاك أن الأمن المصري كانت لديه معلومات، وصلت إليه من جهات، ولذا تمكنت الشرطة من السيطرة على الأحداث وتطويقها، بأقل خسائر ممكنة، وأهمها حياة وعد وكذبت المعلومات آنذاك. كذبت المعلومات لأن الصحيح، ولأني كنت هناك فأُقدر أن الأمن المصري لم تكن لديه أي معلومات، وإلا كان منع دخول شقيق وعد إلى الكواليس حتى، فكيف وقد تمكن من الصعود إلى خشبة المسرح وتقدم بخطوات كبيرة حتى كاد يصل إلى وعد (خطوتان فقط وكان وصل إليها.. فر أعضاء الفرقة قبل وعد التي لم تستوعب ما حدث للوهلةِ الأولى).

كل من كان هناك من الزملاء يعرف مدى شدة الحراسة التي كان يتمتع بها المهرجان، ودقة التنظيم، فلا يمكن أن تتوافر معلومات للأمن ويتمكن أحدٌ من اختراقهِ.

توقف بث الحفل عن شاشة الأوربت لدقائق طويلة، وسارعت لأتابع ما يحدث على الهواء، وراقبت عمرو أديب، الذي كان المذيع المباشر، وأردت أن أراقب كيف سيتصرف، وبدا غاضباً ومرتبكاً لكن أذكر أنه كان قوياً في آن ومتحدياً وأطل عبر الهواء وأعلن استكمال السهرة.

لم أعرف وعد إلا بعد سنة 2004 والتي أخبرتني كل شيء، لكن بتحفظ بالغ، وهذا أهم ما فيها أنها لا تعرض ما يخص عائلتها أمام أحد أياً كان فكيف أمام الصحافة. وعد حين هجم عليها شقيقُها على المسرح كان يمارس حقاً لا يملكه، هذا ما فهمته منها لاحقاً. وقالت آنذاك كلمات لا أفهم فيها، عن تقاليد العائلات السعودية و:المحرم” وأن المحرم كان زوجها وليس شقيقها. ولم تقل لي أنها كانت تتوقع هجوم شقيقها عليها كما كتبت الصحف بل الصحيح أنها لم يتخيل لها أن ذلك سيحدث، وأخبرتني أن كل شقيقاتها في الوسط الإعلامي، وهي فخورة بهن أي أنها ليست أول من خرق الجدار وخرج عن المألوف.

ولم تعلق وعد في لقاءاتي اللاحقة بها على أي معلومات حول إقامة دعاوى قضائية ضدها من أهلها حين احترفت الغناء بعد زواجها من لبنان العام 2000.

شقيقها الذي حاول قتلها مات العام 2014 واسمه سعود بكر يونس (الاسم الحقيقي لوعد هو حنان بكر يونس) وكانت وعد أعلنت ذلك بنفسها وترحمت عليه.

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار