منذ 7 سنوات للمنتجين في رمضان سباق أيضاً لا يلحظه إلا المتخصصين المهتمين بشأن الصناعة الدرامية. المشاهدون مرة لم يهنئوا منتجاً على عمل جيد أو هاجموه على منتَج سيء، لأنهم لا يفهمون اللعبة ولا يعرفون أن المنتِج هو كل الحكاية من ألف الدراما إلى يائها.
وفي العرب ندرة هم المنتجون الفنانون.. غالبيتهم من التجار مع كرافات سينيا أو من السوقيين، لكن كل من الجانبين هو من يشكل المشهد الدرامي عبر التلفزيون أو السينما حسب وسع مداركه وإحساسه بالمسؤولية الاجتماعية والإقتصادية والوطنية.
نادراً ما نرى أعمالاً جميلة لأن المنتج العربي غبي ويعمل على نطاق فردي ولا فريق عمل متخصص يساعده، يتفرد هو باللعبة التي يعتقدها شيكات أو كريديت كارد.. ولذا نحن في حالة تراجع في الصناعة الدرامية ولم نتمكن من إيصال مشهدنا إلى العالم في حين أن تركيا مثلاً غزت 50 دولة في أعمالها الدرامية وكذلك من دول العالم الثالث البرازيل والمكسيك.
لكننا بدأنا نلحظ لمسات جديدة من الشباب المنتج.. هذا العام مثلاً قدم محمد محمود عبد العزيز وشريكه ريمون مقار عملاً يضاهي العالمية من حيث الجودة في القصة والتصوير والإخراج الجديد عربياً! (أتحدث عن الحلقات الثلاث الأولى راجية أن يستمر المسلسل على ذات المنوال وهو مسلسل ظل رئيس)
محمد محمود عبد العزيز وفريق عمله الكبير عرفوا كيف يختارون القصة وهي بوليسية سياسية تنعكس على الجو الاجتماعي والإنساني وعرفوا كيف يوظفون أموالهم في عمل يمكن أن تتم ترجمته أو دبلجته وبيعه إلى اي دولة في العالم كخطوة أولى باتجاه تصدير الدراما المصرية إلى الغرب.
مسلسل (ظل رئيس) يجلس برأيي على قمة الأعمال الدرامية في رمضان 2017 من تلك التي شاهدتها حتى الآن، وأراه شبيهاً بالأعمال الأميركية في إيقاعه ونخبويته ولم أشعر بتغير المناخ وقد انتقلت من متابعة مسلسل أميركي The Good Wife مؤلف من ثماني فصول ويناقش في كل حلقاته القضايا القانونية في أميركا.. لم ألحظ أن (ظل رئيس) أقل منه رتبة بل يميزه عن The Good Wife مثلاً أن بطله خارق وأقصد به ياسر جلال الذي سأتوقف عنده في مقالة لاحقة.
)
