في بداية اللقاء الذي أطل من خلاله النجم المصري محمود حميدة مع الإعلامية المصرية سمر في برنامج (أنا وأنا) وبينما كان يؤكد أنه لا يعزل نفسه وإنما يمتنع عن متابعة ما يحدث لكن سمر لم تسأله سمر عن الأسباب التي فهمتُ منها متكهنة، أنه يعيش حالة قرف من الوضع الذي تمر به الأمة الإسلامية خصوصاً وأنه أشار إلى العنف الديني..

لكن الأهم.. وحين بدأ حميدة يطالب بالحديث عن ضرورة تغيير الخطاب الديني ورغم أنه كان واضحاً ومختصِراً لاحظنا مقص المونتاج يقطع لسانه أي يقطع ما أراد قوله خصوصاً وأنه قال للمذيعة منبهاً إياها قائلاً: لا أقصد بالخطاب الديني البيانات أو ما نقوله الآن أنت وأنا.. ثم رفع صوته ما يعني أنه يريد قول أمر مهم وقال: هذا ليس تصنيف الخطاب في الفكر، هذا التصنيف المعتمد يعود إلى العصور الوسطى أو ما قبلها.

محمود حميدة يقص المونتاج خطابه الديني
محمود حميدة يقص المونتاج خطابه الدين

للأسف مقص المونتاج الغبي وغير الفاهم للمحتوى قطع ما أردنا سماعه من محمود حميدة عن وصفه للخطاب الديني:

هل أراد القول بأن الخطاب الديني يشمل الحوارات والمحاضرات والتأليف والبرامج الإعلامية والمسلسلات الدرامية والمناهج التعليمية.. وهل قصد أنه يمكن أن يوسع مفهوم الخطاب الديني ليشمل النشاط الإسلامي والنشاط الدعوي وعمل الجماعات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية بشكل عام الفقهي منها والعلمي والدعوي والتربوي ونوع النشاط الذي تقوم به لتقييم مدى نجاحه وفشله وقربه من المقاصد العامة للتشريع ومن بعد ذلك تقويمه وإصلاحه وتجديده.

وحسب د. سلمان بن فهد العودة فإن لخطاب الديني جزء من هذا الدين، والذين يقومون بالتجديد هم الفرد والجماعة، وفي ظل توسع الأمة واتساع رقعتها والانفتاح العالمي وتضخم الخلل الموجود في واقعها فإن هذا الواقع يفرض هذا العمل التجديدي الذي هو ليس شأن فرد واحد، بل مجموعات تتكامل فيما بينها، وتؤدي أدواراً مختلفة وتخصصات علمية متباينة وحقول معرفية كلها تنتهي عند مصب المصدر الأصلي..

ويقول د. سلمان بن فهد إن تجديد الخطاب ضرورة فطرية وبشرية، لأن الخطاب الديني الحالي مفكك وفردي بينما يشهد العالم تجمعات وتطورات هائلة في مجال التقنية والمعلومات والاختراعات، ويعتقد بأن أية نهضة أو تنمية في العالم الإسلامي التي ينادي بها المخلصون من دعاة الإصلاح إن لم تصدر من مفهوم ديني فهي محكوم عليها بالفشل، فلا بد من خطاب ديني واعٍ ومعاصر ومنضبط يستطيع أن يرفد هذه النهضة ليخرج الأمة من هذا التيه والدوران الذي تدور فيه حول نفسها.

ويقول: لا بد من التجديد الحي عبر قراءة واعية واعدة للنفس والآخر والواقع، و قراءة قادرة على إيجاد الحلول الشرعية المناسبة لمشكلات الواقع.

ويؤكد د. سلمان بن فهد، أنه لا مناص من التجديد، وإذا لم نؤمن بذلك فأمامنا خياران: الأول وهو الجمود ويعني ذلك الإطاحة بحق الحياة وسحقها في عصر تكتنفه الحركة الثائرة من كل جهة.

والثاني: الذوبان، وذلك معناه الإطاحة بحق الدين والشريعة والثقافة والتراث.

لا أعرف ماذا قال محمود حميدة وكيف يرى تحديث الخطاب الديني ولماذا قصوا كلامه الذي نرتجيه.. لا أعرف سوى أني أوقفت متابعة الحلقة غضباً.

ولأن سمر تبدو مثقفة عليها أن تحاسب المعدين لا المونتير لأنه تقني وهذه ليست مهمته.. قليل من الانتباه لدى أي مذيعة يجعلها في القمة.. لكن.. للأسف.

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار