مع كل عمل درامي على الشاشات اللبنانية، يخلق بداخلنا أملاً جديدًا بأن يكون المنتج قد اتخذ طريقاً مغايراً عن تبنيه للقصص المقتبسة، وليدفع بالكتاب إلى كتابة الأعمال التي تحاكي حكايانا نحن.

كل تلك الآمال تقل يوماً بعد يوم، رغم أن الدراما اللبنانية نهضت من جديد بعد سنوات من الركود، إلا أن المنتجين، أغلبيتهم، ولكي يؤمنوا الكثير من الأرباح، يلجأون إلى الكاتب الضعيف الذي يقدم نصوصًا مسروقة من مسلسلات أجنبية أو تركية أو يطلب المنتج بنفسه من الكاتب “لبننة” المسلسلات التركية والكورية بعد سرقتها دون أدنى خجل من اقتراف جرائم القرصنة وهذا ما شاهدناه في مسلسل (بلحظة).

مسلسل 50 ألف مسروق وعلى عينك يا تاجر
النجم طوني عيسى والنجمة داليدا خليل

ولأننا بتنا نعرف مسبقاً بأن أغلبية المسلسلات مسروقة، لم نعد نتفاجأ إذا شاهدنا نفس الحكاية والتفاصيل، لكن طبعاً يختلف الإنتاج بين مسلسل أصلي وآخر _لبناني_ مسروق، خصوصاً إذا تحدّثنا عن الدراما التركية التي غزت الدول العربية منذ العام 2004 أي منذ مسلسل (مهند ونور) ولا تزال تقتحم بيوتاتنا من دون استئذان، فقط لأن عيوننا تتقبّلها بسبب ضخامة الإنتاج والإخراج والسيناريو والحوار هذا ما عدا القصة. كما أن الحلقة الواحدة في مسلسلاتهم تتخطى الساعتين أي ما يعادل مثلاً 5 حلقات في المسلسلات اللبنانية وحتى العربية التي لا تتعدى الواحدة منها الـ 40 دقيقة مع الجينيريك.

ننتقد مسلسلاتنا كي نستعيد مجد الدراما اللبنانية ما قبل حرب الـ 1975، ونطمح دائماً إلى جعل صناعتنا الدرامية من الأهم في العالم وهذا يتطلّب أخلاقاً في مشروع الصناعة الذي يقدم مادة استهلاكية المفروض أن لا تكون مغشوشة.

منذ أسبوعين، بدأ عرض مسلسل (50 ألف) بطولة طوني عيسى، داليدا خليل، كتابة آية طيبة، إخراج دافيد أوريان، إنتاج (أونلاين بروداكشن) للمنتج زياد شويري. تدور القصة حول ميا (داليدا خليل) التي تعيل والدتها وشقيقها مازن. تأخذ حياتها البسيطة منحى معقّداً عندما يصاب شقيقها مازن بمرضٍ في الكلى، فتجد نفسها في سباقٍ مع الوقت لتأمين مبلغ 50 ألف دولار أميركي كي تنقذه من الموت.

أما عماد (طوني عيسى) وهو مصمّم أزياء معروف، منغلق على ذاته، وتحاول نورما (ميرنا مكرزل) عمّته تزويج عماد من ميا بعد لقائهما في المتجر التي تعمل به ميا، لإرضاء والدها (فؤاد شرف الدين) الذي يهدّد بحرمانهم من الميراث هي وزوجها العاطل عن العمل (مجدي مشموشي) إن لم يتزوج (عماد).

طوني عيسى داليدا خليل ميرفا القاضي
طوني عيسى داليدا خليل ميرفا القاضي

هذه القصة كلنا شاهدناها في المسلسل التركي (حب للإيجار) بجزئيه الأول والثاني، والذي حقق نجاحاً كبيراً، وأستغرب وأتساءل مثلكم لم يتم سرقة مسلسلات تركية ناجحة استُهلكت ولماذا يعاد تمثيلها بوجوه لبنانية وصناعة لبنانية تبدو خرقاء أمام الصناعة التركية؟.

بطلا مسلسل (حب للإيجار)
بطلا مسلسل (حب للإيجار)

الغريب أيضاً في مسلسل (50 ألف) أن الكاتبة آية طيبة كانت ممثلة وارتأت أن تنتقل إلى عالم الكتابة بمسلسل مقتبس، لكن المشرفين على المسلسل لم يكتبوا في الجينيريك أن المسلسل مأخوذ من قصص أجنبية كغيره من المسلسلات، بل ظهر اسم آية طيبة وكأنها هي من ابتكرت فكرة المسلسل وعملت عليه كما شاركها في الكتابة، وبحسب الجينيريك، نور المجبّر. ألا تعتبر هذه سرقة علنية لمسلسل كان ولا يزال على لسان الجميع ولا يزال يعرض مدبلجًا على شاشة الـ MBC؟

شارك آية في المسلسل نور المجند
شارك آية في المسلسل نور المجند
كتابة آية طيبة ولم يكتبوا بأن مأخوذ عن قصص أجنبة
كتابة آية طيبة ولم يكتبوا بأن مأخوذ عن قصص أجنبة
Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار