بهاء عبد الخالق
بهاء عبد الخالق

هل يمكننا القول أننا صمنا، وفطرنا على بصل؟! طبعا لا..

ناضلنا وانتظرنا.. تصدينا وصبرنا.. حملنا شعلة المقاومة بكل أشكالها، ومنها الإصلاح والتغيير قناعة وإيمانا ويقينا مصرين على أنها الدواء الأمثل للداء اللبناني العضال – الطائفية السياسية – سياسات الهيمنة والتهميش والتسلط والإلغاء – تداول المشاريع الطائفية السياسية، الإنعزالية منها والمتطرفة – والتي عانينا منها جميعاً على مر عقود من الزمن.. ولم تخلف سوى التقاتل والتباعد والحروب والأحقاد بين أبناء الوطن الواحد.
نعم.. هي الفرصة التاريخية، وقد تكون الأخيرة، لبناء وطن واحد موحد لكل أبنائه، إذا ما توافرت لدينا الإرادة والإلتزام الوطنيين، على قواعد الإنتماء الوطني الأوحد، بدءًا من إسقاط نظام المحاصصة المذهبي والطائفي، وهدم حدود الطوائف وسلطاتها الممزقة والمغيبة للوطن وللدولة والمدمرة للإنسانية الأنسان، وبتكريس مرجعية دولة الرعاية والإحتضان.. دولة القانون والمؤسسات.. دولة الدولة بمفهومها الحقيقي بدل دولة المزارع والقطاعات التي رسمتها الأحاديات الفاسدة المستأثرة والمستفيدة من سلطة الطائفة والمذهب.
كما بإلاصرار على إلغاء الطائفية السياسية، وعلى إسقاط القيد الطائفي – كما ورد في اتفاق الطائف – وبإقرار قانون انتخابي عصري يحقق عدالة التمثيل ويفسح في المجال أمام الطاقات الشابة المتخصصة للدخول إلى الندوة البرلمانية، والحد من هجرتها وتأمين الفرص المتكافئة لها.. وبالتالي تحقيق التقدم والإزدهار على كافة المستويات الإجتماعية والإقتصادية والسياسية وصولاً إلى قيامة وطن .
هذا ما قرأناه في كتاب الإصلاح والتغيير، الذي عنونه رجل الدولة – القانون والمؤسسات.. وخطت صفحاته سواعد المرابضين المقاومين الشرفاء، بدماء الشهداء الأبطال على تخوم العزة والشرف، من بنت جبيل إلى عيترون وعيتا ووادي الحجير – عرش الملوك، وصولا إلى ضاحية العزة والأباء في تموز – يوليو المجيد، حين أسقطوا أسطورة الجيش الذي لا يقهر.. وأسقطوا معها المعادلة المهينة والمذلة (قوة لبنان في ضعفه).. وحررنا معاً أيضا قصر بعبدا من (الاشباح) التي استقرت فيه قرابة السنتين ونصف، فتحول بفعل وحدتنا وثباتنا يومها إلى رمز لانتصار النهج وتأكيد العهد.. عهد الوطنيين المناضلين الأحرار.. اولائك الذين انتظروا طويلاً مشروع إطلاق ورشة المقاومة الداخلية – ورشة بناء الدولة تحت عنوان الإصلاح والتغيير، والتي يُفترض بها أن تكون عابرةً للطوائف، فتعكس الإلتزام والثباث الوطنيين المعهودين..
كل ذلك . وأنت يا معالي الوزير تعيش في غفلة.. وأسألك: إلى أين؟
أما إن كنت تعتقد بأنّ الخطاب الطائفي المقيت، ومطالبتك الدائمة أن ينتخب المسلمون المسلمين والمسيحيون المسيحيين، أو حتى استباحتك لمجلس الشيوخ المفترض، سيحقق لك ما تصبو إليه، فأنت واهمٌ جداً.
فطائفيتك تخطت كلّ الأصول والتفاهمات.. وتخطت كلّ النعرات المذهبية التي أثرتها تحت عنوان المظلومية المسيحية!؟
إننا ندعوكم إلى العدالة في توزيع الظلم.. ربما نُظلم بمنصب قيادة الجيش من هنا أو بحاكمية مصرف لبنان من هناك أو بوزارة الخارجية وبغيرها من الوزارات التي لا تسمن وتغني من جوع..
أخيرا وليس آخراً، إلى متى ستستمر هذه الغفلة.. إحذر يا معالي باسيل، فالغفلة أيضا هي الداء العضال!

بهاء عبد الخالق

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار