توفي البارحة السبت 1 سبتمبر – أيلول 2018 الإعلامي الأردني الزميل سعد السيلاوي.

وسارع كثيرون من أردنيين ومنهم نجوم للتعبير عن أسفهم لرحيل الأستاذ السعلاوي وكان يشغل إدارة مكتب قناة العربية، في عمّان منذ تأسيسها ولغاية إصابته بالمرض. السعلاوي كان كبير مراسلي العربية وأخبارُه ملأت الدنيا كما الأخبار عنه في مرحلة معاناته مع المرض اللعين.

من الآسفين كان النجم العربي الأردني منذر رياحنة، الذي كتب بالحرف: (الإعلامي.. سعيد سعلاوي راح أبويا مع خلفية سوداء. بعد قليل نشرت كبريات الصحف والدوريات عبر مواقعها عناوين متشابهة ومنها مطابق تخبر أن منذر الرياحنة فقد والده!

أنا لم أقرأ الخبر لأني لا أتجول لا على كبير ولا على صغير من المواقع، لكني أتابع الأستاذ منذر، وأقرأ ما يكتب، وفوجئت به يصدر بياناً يكذب فيه الصحافيين الذين نشروا خبر وفاة والدِهِ. كيف يموت والده مرتين؟

جاء في البيان ما يلي: (نفيًا لما تم تداوله عن خبر وفاة والد الفنان منذر رياحنة خلال الساعات الأخيرة على الصحف والمواقع العربية، كان لا بد من التنويه إلى أن الخبر ليس صحيحًا فكما يعلم الجميع أن الفنان منذر رياحنة تربى يتيم الاب مع أم عظيمة وان التعليق الذي كتبه اليوم كان يقصد بهِ الاعلامي الاردني سعد السيلاوي مدير مكتب قناة العربية الذي وافته المنية منذ ساعات والذي اعتبره في منزل الوالد فكان الاب الروحي له).

كُتّاب الخبر في مواقع لا تعد، هم صحافيون أليس كذلك؟ وهم متخصصون في الصحافة الفنية، كي يهمهم خبر وفاة والد فنان، أليس كذلك؟

لنقل أن البوست الذي وضعه الرياحنة على صفحته، أعمى عيون الصحافيين “لطوله” فما تمكنوا من قراءة اسم الإعلامي الكبير بين أربع كلمات! ولأفترض أنهم لا يعرفون سعيد السعلاوي، ولا خبر لديهم بأنه مات، وبأنه أردني، طيب، إذاً لا بد أن يكونوا متابعين لمنذر الرياحنة، الذي أطل قبل أسابيع قليلة في برنامج (واحد من الناس) على شاشة الحياة مع د. عمرو الليثي، وأبكى الملايين وهو يروي قصة غريبة جداً، لا يمكن أن ينساها أحدٌ، وهو يخبر كيف مات والده قهراً على أختِه فلحقها خلال أسبوع وأصبح يتيماً وهو في سن الـ 9 سنوات. منذر الرياحنة ملأت دمعةَ يتمِهِ كل المواقع وكل البيوتات.. أليس كذلك؟ إذاً كيف مات والده البارحة؟

هذه الأسئلة أتوجه بها إلى رؤساء التحرير ورؤساء الأقسام في الصفحات، آملةً أن يحافظوا على ما تبقى من هيبة الصحافة العربية، التي تنازع في مرحلة التحولات التكنولوجية. الأولاد من العاطلين عن العمل، والذين دخلوا المهنة بحثاً عن راتب، أو ربما بحثاً عن أضواء، يجب إقصاءهم، وإلا أصبحوا أمراً واقعاً لو تم تكريسهم، فتخسر الصحافة ما بقيَ لها من كرامة في مرحلة المواجهات الخطيرة مع منصات تحاول إلغاء المهنة، ودحرها نهائياً، خصوصاً الصحافة العربية العالقة بين سندان الجهل باللغات، والجهل بالتقنيات، ناهيك عن المآزق المالية. هؤلاء الدخلاء، ليلعبوا على صفحاتهم على الفايسبوك وغيرهِ، كي تبقى السوشيال ميديا في تعاستها، ومرارتها، على مستوى الخبر معهم وبهم، أمام فخامة الصحافة وعِزِها مع المحترفين وذوي القيمة والقامات بالصدق والشجاعتة والكفاءات.

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

هنا الفيديو الذي حكى فيه الرائع منذر رياحنة عن مأساة طفولتهِ:

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار