التروما أو Trauma وهي كلمة يستخدمها أطباء النفس، وكبار المطلعين والمثقفين في هذا المجال، وهي ليست كلمة شعبية، ولا يفهمها إلا البليغين في اللغة الإنكليزية. التروما أو Trauma وعلى سبيل المثال، ليست مثل كلمة شوك Shock التي يستخدمها العامة أو يفهمونها في حال استُبدلت بالعربية بمعناها أي (الصدمة).

منى واصف هل تفهم معنى التروما
منى واصف هل تفهم معنى التروما

التروما أو Trauma استخدام طبي لوصف حالة أُصيب بها فلان، على أثر تعرضه لصدمة، وتعني الجرح النفسي، أو الرضة النفسية، أو الكدمة النفسية. ولا أتوقع من زعيمة عشيرة في أرض نائية من لبنان تفهم بالرصاص والأنشطة الممنوعة، وتتحدث عن الأعراف والتقاليد الخاصة بمجموعة من أهل بلدتها، تشبه بكل سلوكها وطريقة عيشها أهل القبائل والبدو.

في مسلسل الهيبة الذي أتابعه الآن عبر اليوتيوب، حيث لم أتمكن من مشاهدته خلال عرضه في رمضان الماضي، كما أتابع أعمالاً عربية أخرى، فوجئت بكم الترهل في نصه، كما البخل في الإنتاج الذي أدى إلى ركاكة في الإخراج. في أحد المشاهد تقول نادين نجيم (ولا أقول عليا) لأني لم أر عليا في العمل بل نادين نجيم المرأة الجميلة، تقول لوالدة زوجها منى واصف (أم جبل أي أم تيم حسن) أن طفلها جو أُصيب بالتروما بعد تعرضه لحادثة إطلاق رصاص. وتجيب السيدة منى واصف (أم جبل) بشكل صادم، فاهمة ما قالته نادين، بل مرددة عبارة (تروما) لأكثر من مرة معلّقة على الحادثة.، هذا رغم أن القرية النائية التي تعيش فيها لا يوجد فيها إلا طبيبة أسنان واحدة عدا عن أننا كلنا يعرف بأن الطبيب النفسي لا يزال حتى عند العائلات المتعلمة في المدن الراقية، لا يزال غولاً، والكل يتهرب منه أو يتنكر له وأن كل ما يتعلق بعلومه أو مصطلحات علوم النفس لم تصبح سارية المفعول على الألسنة الشعبية بعد نتيجة أزمة مفاهيم وعقليات متخلفة.

من أين فهمت السيدة من واصف (أم جبل) معنى كلمة تروما!

منى واصف: هذه وصيتي "وما عنا وطن"
الممقلة السورية القديرة منى واصف

كنت أتوقع أن تستفهم أم جبل من نادين نجيم علّه بإجابة نادين يفهم المشاهد معنى التروما! لكن الإستسهال سيد البلاتوهات في تصوير الدراما اللبنانية والسورية (التي شاهدتها فقط).

الكاتب كما كل فريق العمل مسؤول عن هذه التفاصيل التي أذكر منها واحدة على سبيل المثال، والتي تجرّد شخوص العمل عن ميزات شخصياتهم المصنوعة أو المُتخيَلة وعن خصوصيات الشخصيات.

أم جبل تحمل العصا وتتحدث بالصح والغلط، تبعًا لعالمها المفصول تمامًا عن عالمنا، وهي تطالب بأن يحمل الطفل البندقية أو المسدس، ويطلق النار ليصبح رجلاً، لكنها في الوقت نفسه تفهم بالتروما؟!

أتابع مشاهدة العمل، وقد شعرت بعيب كبير نيابة عن الكاتب وكل فريق العمل، وأعود لاحقًا لأسجل ملاحظاتي، لأني أحلم بأن أشاهد دراما عربية متفوقة. أليس من حقي كعربية على صناع الدراما وأبطالها، أن أشاهدهم على أكبر قناة عالمية وهي النت فليكس Netflix التي اجتاحها الأتراك ويبيعون أعمالهم إلى العالم ويتفوقون علينا لنظل نحن في الظل وفي المراتب غير المرئية.

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار