ما غابت نادين_الراسي، ما دامت قادرةً على التأثير واحتلال اللوائح الرقميّة وإثارة القدر الأعلى من التفاعلات الشعبية والإلكترونيّة.

غيابها ليس كأي غياب، وابتعادها ليس كأي ابتعاد، سنوات عبرناها وتغيّرات عدّة شهدناها، لكنّ أسهمها لم تعرف لغة الانكماش، عكس اقتصادنا مثلًا الذي تحطّم على أيادي حكامنا القذرة!

أطلّت نادين ضيفةً استثنائيّة على برنامج المذيع اللبناني رودولف_هلال (المواجهة) أمس، والذي يعدّه الزميل علاء مرعب.

إقرأ: نادين الراسي: النجمات منافقات ولا أحب جبران باسيل وميشال عون ليس عونيًا!

ما كنا نقوله دائمًا عن نجوميتها المستقرة أثبتته أمام بضعة مشككين، أما الغالبية من المشاهدين، فتسمّروا أمام شاشاتهم المنزليّة والهاتفيّة، يتابعون بشغفٍ هذه النجمة الأولى التي أثرت الدراما اللبنانية بأعمال شتّى قيّمة، وبقيت من الأوائل رغم اكتظاظ الساحة بعدها.

الجمهور اللبناني وفي لنجوم شاشاته عكس كلّ ما يُقال، ونادين البرهان الأكبر، ولو أنها لا تثق كثيرًا بوفاء بعض البشر، ونشاطرها هذا الهاجس.

متزنة كانت، واثقة، خارجة برأسٍ مرفوع من حلبة المعارك الحياتيّة المُرّة، بوعدٍ قاطع ألا تعيد أخطاءها مَرّةً.

الإنسان يتعلّم من جيبِ آلامه والطعنات التي تنهش جسده، ما أن يتعافى حتّى تتخطى مناعته، كلّ احتياجاتها للقاحات المُضادة لغدر البشر وقسوتهم.

ما خرجت نادين من قلوب اللبنانيين حتّى تعود إليها أساسًا، بحلقةٍ غنيّة تحدّثت بها عن السياسة، فطالبت بطرد كلّ الطغمة الحاكمة من البلاد المشوّهة كما وصفتها، لكنّ واقعيتها جعلتها تعترف بحاجة اللبناني اليوم إلى الاغتراب قائلةً بنبرةٍ زادت حسرتنا: (نحنُ أنانيون، لمَ ننجب الأطفال في هذا الوطن رغم أنّنا نعلم بمستقبلهم الأسود المجهول؟!).

نادين لا تحب رئيس التيار الوطني الحر جبران_باسيل، لكنّ عمه أي رئيس الجمهورية العماد ميشال_عون الذي لم يعد عونيًا بالنسبة إليها بعدما جلس على الكرسي الأول مقيّدًا غير قادر على الإصلاح وتنفيذ وعوده المتعلّقة بالانقضاض على الفساد، بوصفٍ دقيق للحالة التي نعيشها على أرض الجمهورية الضعيفة!

(لستُ مع عودة سعد_الحريري إلى سدة الرئاسة الثالثة، ولا أريد أحدًا منهم بعد بالسلطة)، قالت الثائرة نادين على كلّ من أذلونا وسرقونا ودمّروا أحلامنا واغتالوا شبابنا.

عن الفن بضعة مواقف جريئة، أطلقتها جعلتها الأكثر جرأة وشفافيّة بين زميلاتها المقنّعات.

(نجمات لبنان وسوريا ومصر كلهنّ منافقات، وكلهنّ يحاربن بعضهن عندما يتنافسنّ، بعيدًا عن العمل يجاملنّ بعضهنّ عند حدوث أي لقاء بينهنّ، لا صداقات حقيقية بهذا الوسط)، تابعت نادين.

عن نجمات الصف الأول في لبنان اختارت نادين_نجيم، سيرين_عبد_النور، ورد_الخال، وكارين رزق الله التي أشادت بها مطوّلًا ورأت إن نجاحها خرقَ كل التوقعات.

مفاجأة محزنة عائليّة نتمنّى أن تجتازها وكلّنا ثقة بصلابتها، تمحورت حول جفاء مشاعر ابنيْها الصغيريْن من طليقها جيسكار أبي نادر نحوها، بسبب عدم رؤيتهما لها منذ سنتيْن، لكنّ نادين عادت لتلتقي بهما ومع الوقت سيعتادان عليها مجددًا، ولا يمكنهما إلا أن يعودا لحضنها بعد كلّ التضحيات التي قدّمتها من أجل سعادتيْهما ومستقبليْهما.

قريبًا جدًا ستتزوج جميلتنا من خطيبها مجد عبدول الذي أعاد لها الأمل، وتحديدًا بشهر أيار.

إقرأ: نادين الراسي وخطيبها الرجل يمشط شعرها – صورة

جرأة وتصالح نادين مع الذات وشفافيّة مواقفها وآرائها، كلّها عوامل تجعل منها نجمةً من الطراز النادر بزمنٍ مزيّف ومخادع ككثيرٍ من نجماته.

‏نجوميّتها مُختلفة تدخل كلّ المواجهات وتخرج منها منتصرةً.

و(مواجهة) رودولف_هلال مع النجوم حتّى اللحظة تحقّق نجاحًا لافتًا لا نستغربه من مذيعٍ متمكّن من حواره وتقنيات تواصله مع ضيوفه، ومعدٍ كعلاء يشرف على كلّ التفاصيل بدقةٍ، فيعدُّ أجمل المضامين، ما ساهم بصناعة برنامج متين وناجح على كافة المقاييس الجماهيريّة والفنيّة.

عبدالله بعلبكي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار