نجوى كرم الفاشينستا: كل عمري عندي خصر بس كان ممنوع
نجوى كرم الفاشينستا: كل عمري عندي خصر بس كان ممنوع

اعشق الحديث مع نجوى كرم لأني أستفيد مما تقول. ليس في حديثها تكرار ولا هبل ولا ادعاء.

وخلافاتي مع نجوى كرم، بل معاركنا، وتبادل الإتهامات فيما بيننا عبر كل وسائل الإعلام كانت كمثل خلافاتي مع أهلي وخلافاتها مع أهلها.. كلكم تتذكرون أننا مرة لم نقلل أدباً في لغة إرسال الرسائل لبعضنا.. وكنت أرد عليها بما يليق بمستواها، وكانت ترد عليّ بما يليق بمستواي.

لم ندخل في مهاترات.. وقعت معارك طاحنة لكنها ظلت أديبة.. لذا نتصالح ونتخاصم وأجن وترد ونسجل مواقف لكن كلها تسقط بسرعة لنعود ونتصالح بسعي منها أو مني ما الفرق.. الفرق أن كلينا ممتلئة بالشغف لحياة أشرف.

العرب يصرون على أن الفاشينستا تعني التالي

الفاشينيستا هي كل شخص لا يمشي على الموضة، بل ينسق أزياءه بنفسه، وبحسب ذوقِهِ الشخصي، ولا يقلد الناس أبداً، بل يختار ملابسَهُ حسب صيحات الموضة، وينسقها مع بعضها البعض، ليكون مميزاً بمظهره دوماً.

وإذا كان هذا التفسير صحيحاً وأنا لا أوافق عليه لكن وبحسب “عقلو دبرو” فنخرج بالتالي.

في تاريخ الوطن العربي لا فاشينستا إلا اللبنانيات وأولهن (الصبوحة) التي لم تتبع الموضة يوماً، بل كانت هي الموضة، وهي الموديل، الذي اقتدت به النساء في زمنها.

وأبرز وجه جاء بعد الصبوحة على مستوى المشاهير كانت مادونا، في الثمانيات التي ارتفعت الأعناق لتتفرج عليها وكانت الصورة الأجمل من بين كل اللواتي أطلين آنذاك على الشاشة.

ومع مادونا وفي أول التسعينات أطلت نوال الزغبي كموديل، لا تلبس كما يريد الآخرون، وأحدثت ضجة بأناقتها المختلفة عن مادونا كما اختلفت مادونا عن صباح.

وفجأة أطلت نجوى كرم التي سحرتنا.

ظُلِمت نجوى كرم من أهلها، وهي ابنة زحلة، حرموها أن تلبس ما يليق بها، خافوا فلفوها بالفساتين الواسعة شأنُهم شأن كل العائلات اللبنانية المحافظة في التسعينات. وكلنا يذكر كيف كانت تطل نجوى الجميلة وما كنا نعترض، لكنها فاجأتنا بعد سنوات حين أصبحت أيقونة جمال.

ظلموا نجوى الأنثى، لكن أليس لكل سواد، نقاط ضوء كثيرة، ومنها في ما خص حالة نجوى كرم التي وحين أطلت بكل أنوثتها، وصارت أيقونة موضة وجمال، ظلت الجماهير تقول: هذه شمس الأغنية “لا المغنية الجميلة التي تنتهي مدتها في توقيت معين”!

نجوى كرم كانت تطل وتسحرنا بغنائها، فما ساءلناها، ولا حاكمناها على فساتينها، وحين أطلت سيدة أناقة ما ضاع انتباهنا ولا تشتتنا وظل صوتها (الملك) لكننا نحن النساء نحب الست الشيك، ولو كانت تعمل في مكان لبيع الترمس..

نجوى وحسب تعريف عبارة (فاشينستا) هي واحدة من أهمهن على الساحة العربية.. (لاحقاً أعود لهذا الشرح).

هنا بعض فساتين نجوى كرم وبعدها ماذا قالت لي، عن التحولات في حياتها، ومتى استطاعت أن تهرب من سلطة أختها الكبرى “الست سلوى”، التي كانت تنفذ أوامر العائلة، وهي بمثابة أمها الثانية.

  • تعرفين ماذا تعني فاشينستا وأنتِ مرةً لم تتبعي الموضة، كانت قبلك صباح ثم مادونا ثم نوال الزغبي وأطليتِ أنتِ؟

ايه صح.. أنا يحياتي لم ألبس الموضة لأنّها موضة، إلّا إذا كانت “بتلبقلي”.عندما كنت صغيرة كنت أنا من تختار فستان العيد، وكانت تعاني معي قليلاً لأنّي كنت أصر على إختياره “عذوقي” وكانت سلوى تروي للأهل أنّه كان من الصعب عليْها أن تلزمي بخياراتها وبذوقها في اللّبس. كنت أنا من يختار ملابسي من عمر السبع أو ثماني سنوات.

ولكن عندما كبرت وبدأت في مجال الفنّ، وطبعاً الفنّ بين زحلة وبين فساتين المسرح “مع إنو بلشنا مع المصمم الكبير وليام خوري، الذي كان “بوقتا يلبس الصبوحة” وكبيرات الفنانات، سلوى أُختي آنذاك لم تقبل إلا أن نبدأعلى مستوى “مرتب وكبير” فبدأنا مع وليم خوري، حيث كنت أنا من تختار لكن هي من تقرر، فإذا كان هناك في الفستان ما لا يعجبها فتعترض، كان يهمّها كثيرا أن تكون القبّة عالية والكم طويلاً وأن يكون الظهر مكسواً، أي أن لا يكون مفرغاً من مكان معيّن.

عندما إنتقلنا الى المصمم الأستاذ إيلي صعب كذلك الأمر، كان يدللها ويناديها “سوسو” ويقول لها: “جربي شوي غمضي عيونك حتى نعرف نعمل فستان”. لم تكن تقبل بأن يكون الفستان قصيراً أو أن يكون فيه فتحات كثيرة مع إنو في حياتنا اليومية كنت ألبس لكن على المسرح لا.. في حياتي العادية أيضاً لم أرتدِ ملابس “مفتوحة كتير شي لا سمح الله في نوع من الإبتذال كنت ألبس بس شي مرتب ومقبول”.

كانت أختي سلوى تحب الملابس وحتى لو الفستان “أكبر من عمري” لا يليق بعمري ولكن كان أهم شيء بالنسبة لها أن يكون الفستان “مسكر” محتشماً.

سنة 1998 – 1999 أصبحت أنا من يختار ملابسي من دون الأخذ برأيها “أخذ شوي عخاطرها منّي بس صرت حس حالي غير أسيرة” لكن بقيت ضمن خط معين، اي الملابس التي عوّدتنا عليها بيئتنا أن نرتديها.

ونقولا كان يفرح لأنّني خرقت “قصة إنو ألبس فستان كتير هالأد قبّة وأكمام طويلة” وأصبح يشعر قليلاً بالصبا في الفستان يعني روح الشباب في الفستان. هكذا بدأنا نغير تدريجياً كي ننتقل من سلطة سلوى في التسعينات.

وفعلاً عندما صار لي رأي في الفساتين لم أعد ألتزم بالموضة، ولا بقرارات أحد، بقدر ما كنت ألتزم بما يناسب روحي وشخصيّتي، ويبرز جماليّات في جسدي. لم أستطيع في زمن معيّن أن أبرزها، حيث أصبحوا بعدها يقولون “خصر نجوى رفيع.. يه.. ما طول عمري خصري رفيع” لكنّه لم يظهر كذلك لأنّني كنت أرتدي فساتين كبيرة وواسعة وفضفاضة.

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار