معارك عديدة حدثت بين المتظاهرين وعناصر الجيش اللبناني في طرابلس منذ عدة أيام، سقط جرحى من الطرفين وشهيد من طرابلس أُصيب بطلق ناري برأسه يُدعى فواز السمان.

الآراء انقسمت بين اللبنانيين كالعادة، لا يمكن لأحد ما، أن يزايد على محبة الشعب اللبناني لجيشه، ولا يوجد على هذه الأرض شعب يحب جيشه كما نفعل نحن اللبنانيون، لكن هذا لا يعني تقديس عناصره.

لمَ نقول هذا؟

  • عندما حدثت المواجهات، نشرت صفحة الجيش اللبناني صورةً لجنودها يقدمون المساعدات للعائلات الفقيرة وكتبت: (هكذا تردون الجميل)، ما يعني أن المسؤول عن الصفحة أراد إذلال الناس متناسيًا أنهم يشحذون حقوقهم وأموالهم المسلوبة أصلًا من الطبقة السياسية.
  • الجيش اللبناني اعتذر عن قتلهِ لـ فواز، وقال إنه سيحقق بالقضية لأن الشاب لم يتواجه مع الجيش بل ظل يرفع العلم اللبناني في طرابلس.

هذا يعني أن عناصر الجيش اللبناني يخطئون كما الكل، لكن الولاء للجيش موجود في قلوب كل الشرفاء من اللبنانيين.

من يضع الجيش أمام المتظاهرين؟ لمَ لم تعمل حكومة حسان دياب خلال مئة يوم على إقرار خطط إنقاذية، ولم نرَ فاسدًا في السجون حتى الآن، ولم يحاكم رياض سلامة، ولم تتحرر ودائع الناس، وسقطت الليرة أمام الدولار، وتضاعفت أسعار السلع الغذائية، وأصبح ٥٠ بالمئة من اللبنانيين غير قادرين على دفع إيجاراتهم، ما يعني أنهم سيصبحون خلال أيام في الشوارع؟

اللبنانيون ملّوا، خسروا كل شيء، لم يعد الجائع يهمه من يضرب ومن يصرخ بوجهه وحتى إن مات.

أما من تديرهم الأحزاب وتحركهم فقلّة لا يمثلون الجميع، لكن الإعلام يصر على الإضاءة عليهم، ثم من يتحمل مسؤوليتهم؟ ألا يحق أنهم يصرخوا حتى لو كانوا حزبيين؟ من جعلهم يُباعون ويشترون؟ من جعل الوطن لديهم أرخص من رغيف خبز عفِن؟ أبرأيكم لو عاشوا في وطن يؤمن حقوقهم للجأوا لخيانته يومًا؟

أما نجوى كرم فكتبت تؤيد الجيش الذي نؤيده كلنا، وطالبت كل من يعترض على أدائه أن يرحل ويبحث عن أوطان أخرى.

كتبت: (الجيش اللبناني خط أحمر وبالعريض، الي مانو بدمو جيش بلادو، خليلو يلاقي بلد تاني).

لكن إلى أين يا نجوى ترحليننا ومعظمنا لا يمتلك سعر بطاقة السفر؟

أنتِ صاحبة الملايين لا يهمك كلّ ما يحدث على أرض الوطن، لن تجوعي يومًا ولن تعاني من الغلاء، لكن ماذا عن أولاد وطنكِ؟

هل يتركون أهاليهم وأبناءهم ويهاجرون؟ أتستكثرين عليهم أن يطالبوا بحقوقهم؟ أتظنينهم لا يشعرون بمعاناة عنصر الجيش اللبناني الذي لا يقبض الآن سوى مئتي دولار راتبه الشهري؟

لكن انظري أيتها العونية الحزبية أين أوصلتِ أنتِ ورفاقكِ الطبقة التي يومًا لم تهاجميهما كما يجب!

ألا يفترض بكِ أن تهاجمي الطبقة بكل أحزابها دون استثناء، التي تزج بالعسكري بوجه المواطن، وكلاهما ضحية فسادها؟

نعم ذكرتِنا برئيس الجمهورية الذي طالبنا الرحيل إن لم يعجبنا أداء الطبقة الحاكمة عند بداية ثورة ١٧ أكتوبر (تشرين الأول).

لا تقلقي نجوى سنهاجر، لكن ليس قبل أن نسقطهم عن عروشهم ومعهم كل الفنانين الذين لا يعنيهم وجع الناس، ولا يطرحون سوى الشعارات.

عبدالله بعلبكي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار