ليس كل ما يُكتب على السوشيال ميديا، أو المواقع الإخبارية يكون صحيحًا، ومن مصادر موثوق بها. كثيرًا ما يقع القارئ ضحية الأخبار المزيفة أو الأخبار غير المؤكدة. لكن يُصبح الأمر أسوأ عندما تكتب الصحافة الغربية أخبارًا غير صحيحة عنّا وعن ثقافتنا ومجتمعاتنا، إذ كثيرًا ما تُعطي صورة مغلوطة عنّا.

ومن بين ما نُشر من مقالات عنّا كشعب عربي وما يُمثلنا، كان لائحةً بعنوان The 15 Most Inspiring Women In The Middle East، أي أكثر 15 امرأة تأثيراً في الشرق الأوسط! وذلك عبر صحيفة كوزموبوليتان Cosmopolitan الشرق الأوسط، حيث تُدرج 15 امرأة ملهمة في الشرق الأوسط. دخلت لقراءة المقال منتظرًا أسماء نساء عربيات مشهورات ألهمتنا فعلاً أكان من خلال أعمالهن أو مسيراتهنّ المهنية، لكنني تفاجأت وخاب ظنّي وأحسست بالظلم.

كوزموبوليتان الشرق الأوسط

تضمّنت اللائحة، التي أعدّتها رئيسة تحرير صحيفة Cosmopolitan الشرق الأوسط Kavita Srinivasan وهي من أصول هندية، أسماء نساء لم نسمع بمعظمهنّ من قبل ولا يمثّلن مصدر إلهام لنا كشعب عربي.

من الناحية الشكلية وقبل الغوص بمضمون المقال وما ذُكر فيه، أشارت Kavita Srinivasan في المقدمة إلى أن أسماء النساء لا تأتي بترتيب معين، لكن المقال يُظهر العكس، إذ كانت قائمتها مُرقّمة بشكل تصاعدي، إذاً، ما هذا التناقض؟

على أي حال، لم يكن هذا التناقض الوحيد في المقال، إذ كان التناقض أيضاً واضحًا بين قائمة النساء العربيات الملهمات بالنسبة لها وقائمة النساء الملهمات بالنسبة لنا.

ومن بين الوجوه المعروفة التي ذكرتها الكاتبة الهندية، كانت ملكة الأردن، الملكة رانيا العبدالله، النجمة اللبنانية نانسي عجرم، خبيرة التجميل هدى قطان ونجوى كرم، أما كل ما تبقّى من اللائحة من نساء “ملهمات” حسب الصحيفة فلم نسمع بهنّ.

من هنّ هؤلاء النساء اللواتي يشكلن مصدر إلهام بالنسبة لي كشاب عربي بينما لم أسمع بأسمائهنّ أبدًا؟ أو بالأحرى من هي تلك الكاتبة أو رئيسة التحرير التي ستفرض علينا لائحة “نساء ألهمتنا” بينما معظم النساء اللواتي ذكرتهنّ لا يعنين لنا شيئًا؟ أين هنّ النساء الملهمات الحقيقيات في العالم العربي ضمن هذه اللائحة؟

فيروز

أين السيّدة فيروز في هذه اللائحة؟ فيروز التي تعتبر رمزًا لبنانيًا وعربيًا وسفيرتنا إلى العالم والتي ترافقني منذ وُلدت إلى الآن يومياً في غربتي في أميركا. أين أم كلثوم كوكب الشرق؟ والشحرورة صباح؟ وكل أسماء المطربات اللواتي حُفرت أسماؤهن ليس فقط على لائحة ما، بل بعمق ثقافتنا العربية. أين ملكة الإحساس إليسا مثلاً، وأسماء لا تحصى ولا تعد ومنهن الإعلامية نضال الأحمدية التي كانت ولا تزال أول لبنانية تؤسس مطبوعتها وترأسها ولا ترثها؟ أين الكاتبات الملهمات في شرقنا؟ لم أتمكّن من إيجادهنّ.

سأتوجّه لمُعدّة هذه اللائحة وأقول: بصفتك مَن تضعين لائحة نساء ملهمات في الشرق الأوسط؟ وما أدراك مَن هن النساء العربيات الملهمات الحقيقيات وأنتِ من ثقافة لا تمتّ لثقافتنا بصلة؟ وإن أمضيتِ بضعة سنوات في دولة عربية ما، هذا لا يعني أنك أصبحتِ خبيرة بشؤوننا، وتدركين من يشكل مصدر إلهام لنا ومن لا يعني لنا شيئًا. ولا يمكنكِ أبدًا إعداد لائحة مماثلة من دون تكريم النساء اللواتي يستحقن ذلك فعلاً وبالطريقة الصحيحة.

هل هذه اللائحة تعتبر إعلانًا مدفوعًا؟ هل تقاضيت الأموال مقابل ذكر هذه الأسماء التي لا نعرف معظمهن في لائحة النساء الملهمات في الشرق الأوسط؟

حان الوقت لكي يتحمل أحد ما مسؤولية ما يُكتب على وسائل الإعلام.، لذا كونوا موضوعيين وحقيقيين.

روني الأحمدية مطر

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار