يصادف اليوم في ٨ آذار – مارس العيد العالمي للمرأة التي لم تُمنح حقوقها بعد في أوطان الشرق العربي، ولا تزال تعاني من الاضطهاد والظلم ويعدها الكثيرون من الذكور سلعةً نافعةً لتفريغ شهواتهم وإنجاب أطفالهم وخدمتهم في منازلهم.

رغم كلّ التطور الذي ندعيه وإغراقنا في زمن التكنولوجيا الغربية، لم تتبدل الصور النمطية عن النساء اللواتي تُقتل بعضهنّ إن مارسنّ الجنس مع من أحببنه دون عقد نكاح، فيما يصفق المجتمع للذكر الذي نكحنّ، وأخريات تُمنعن من إكمال تعليمهنّ وإثبات وجودهنّ في سوق العمل.

المرأة جسد يتلطخ بالعار، هكذا علمونا أن نصوّرها في خيالنا كرجال منذ ما خُلقنا، لذا كبر معظمنا يظنّها خاضعة له، من غير المسموح أن تحظى بسلطة أو تقاسمه النفوذ، لا يحق لها أن تعيش مغامرة عاطفية أو تخرج مع أصدقائها أو تتحدث معهم، بل خُلقت لكي تُربى خادمةً في منزل أهلها وتكمل مهنتها في دار زوجها، مجبرةً على طاعته حتّى لو خانها وضربها وأذلها، وإن نطقت يقع اللوم عليها وإن أصرت على التمرد تقضي حياتها تتنقل بين المحاكم والقضاة للحصول على ورقة طلاق لتكمل حياتها بلقب مطلّقة، ما يفسّره بعض الذكور جسدًا متاحًا لأنه فقد ختم عذريته، أي أنها لا ترتاح مهما فعلت.

في لبنان الذي لطالما أشتُهر ببلد الحريات الأول في الشرق العربي، كان وضع المرأة أفضل نسبيًا من الأوطان الأخرى، إلا أنها عانت الأمرين كلما قررت أن تعاكس الطريق الذي يرسمونه لها، وحوربت وهوجمت عبر ورقة الشرف التي يجيد استعمالها رجال الدين والسياسيين الذكور ومعهم أشباه الرجال.

رغم كلّ النقاط السوداء، وكل الفتيات اللواتي فقدناهنّ لأنهنّ طالبن بأدنى حقوقهنّ، إلا أن العديدات من النساء الأقوياء استطعنا أن تصبحن رائدات، رغم كلّ الضغط الذي مورس ضدهنّ، وسجّلن بصمات لامعة على كافة الأصعدة بتحدٍ لكل الأعراف والعادات المتخلفة التي تجعل أوطاننا من فئة العالم الثالث وأدنى حتّى، نذكر منهنّ اللاتي لا يزلنّ على قيد الحياة:

  • أمل علم الدين 

محامية وناشطة حقوقية وكاتبة، وأشتُهرت كمحامية في مكتب دوتي ستريش تشاميز، كما عملت كمتخصصة في القانون الدولي وحقوق الإنسان.

أمل رافعت عن نخبة العالم مثل مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، ورئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو، والصحافي الكندي من الأصول المصرية محمد هشام.

الناشطة الحقوقية من مواليد بيروت عام ١٩٧٨، لكنها غادرت عند بلغت العاميْن أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، ووالدها رمزي علم الدين صاحب وكالة كوميت للسياحة.

أمل كانت مجتهدة جدًا، وحصلت على الجائزة التذكارية كاتز جي جاك بعدما تفوقت في قانون الإعلام، وبعد إكمالها فصل دراسي واحد في جامعة نيويورك، عملت ككاتبة قضائية في محكمة الاستئناف في الولايات المتحدة للدائرة الثانية التي ترأس المحكمة العليا في أمريكا.

تزوجت اللبنانية من النجم العالمي جورج كلوني الذي أُعجب بثقافتها وأغرم بها عام ٢٠١٤، وأنجبت منه بعد ثلاث سنوات توأميْن.

  • بشرى الخليل

محامية وناشطة حقوقية مهمة من بلدة جويا في الجنوب، تُصنّف واحدة من أشطر المحاميات العربيات وأكثرهنّ شهرةً، ولمع اسمها بعدما سافرت إلى العراق لتدافع عن الرئيس الراحل صدام حسين عام ٢٠٠٣، وفضحت المحكمة العراقية المسيّسة والخاضعة لإرادة الأميركيين الذين سرقوا نفط العراق وثرواته.

بشرى تحدّثت عنها كبار وسائل الإعلام الأجنبية مثل (سي أن أن) و(بي بي سي)، واتخذوا منها مثالًا للمحامية النزيهة واللامعة في عدّة محاضرات أُجريت في جامعات عالمية.

المحامية اللبنانية رشحت نفسها عدة مرات عن المقعد النيابي في صور، وآخرها منذ عام وكادت تفوز أمام مرشح تابع لحزب الله الذي تؤيده لكنها لا تنتمي له، وعادت وانسحبت تلبيةً لطلب أمين عام الحزب سماحة السيد حسن نصر الله الذي تواصل معها وطالبها الابتعاد عن هذه المعركة الانتخابية.

  • راغدة درغام

راغدة درغام صحافية ومحللة سياسية لبنانية تعمل كمديرة مكتب جريدة الحياة في نيويورك في مقر هيئة الأمم المتحدة منذ عام ١٨٩٨، وتكتب في العديد من الصحف والمجلات الأميركية والعربية.

تقدّمت كثيرًا في مهنتها واجتهدت لتصبح برتبة (كبير المراسلين الدبلوماسيين) في هيئة الأمم.

راغدة من النساء القليلات اللواتي تمرّسن في مجال النقد والتحليل السياسي على أرفع المستويات الدولية، وتستضيفها بشكل مستمر كبار شاشات الغرب مثل (سي ان ان) و (ان بي سي).

  • بولا يعقوبيان

أشتُهرت بولا يعقوبيان كمذيعة سياسية لسنوات طويلة، وكانت تقدّم برنامج سياسيًا عبر شاشة (المستقبل)، لكنها قررت أن تتخلى عن مهنتها وتتجه للنيابة بنيةٍ منها لإحداث تغيير كبير في بنية المجلس النيابي الذي ضم لأكثر من ثلاثين عامًا الطقم السياسي نفسه الذي أهلك وأفسد وأفلس البلاد.

بولا رشحت نفسها عن دائرة الأشرفية عام ٢٠١٨، ومثلت المجتمع المدني ورفضت أن تكون على لائحة أحد الأحزاب السياسية، واستطاعت أن تسجّل خرقًا كبيرًا وفازت وأصبحت النائبة المعارضة التي تفضح صفقات النواب والوزراء داخل عقر دارهم، أو دار الشعب الذي استولوا عليه.

النائبة التي ارتفع صوتها قبل الثوار في ١٧ تشرين الأول – اكتوبر، عارضت المحرقة التي كانوا ينوون إنشاءها، كما فتحت العديد من الملفات العالقة وطرحت عدة مشاريع، وخلقت وعيًا عند اللبنانيين بضرورة التحرك سريعًا لإنقاذ وطنهم قبل فوات الأوان.

تتعرض بولا كلّ أسبوع تقريبًا لحملة مغرضة من أدوات السياسيين ومؤيديهم الذين يحاولون تشويه صورتها عبر اختلاق العديد من الشائعات الدنيئة حول سمعتها ونزاهتها، لكنها لم تأبه وظلت تصرخ ضد الفاسدين وتؤيد ثورة الشعب العظيم.

  • إليسا

رغم أنها فنانة لبنانية، إلا أنها استطاعت أن تصبح من أكثر النساء اللبنانيات تأثيرًا على متابعيهم، بعدما سردت رواية إصابتها بمرض السرطان، وأصبحت تحضر العديد من المؤتمرات الهادفة لدعم المرضى نفسيًا، وصارت تُعد مثالًا أعلى للعديد منهم لمحاربة المرض والقضاء عليه.

سياسيًا، برز اسمها بعدما أصبحت تكتب يوميًا ضد الطبقة السياسية الحاكمة وتحفّز اللبنانيين على الانتفاض ضد زعمائهم الذين اعتدوا مرارًا على حقوقهم، وتنال تغريداتها السياسية تفاعلًا كبيرًا يصل إلى عشرات آلاف الإعجابات.

عبدالله بعلبكي – بيروت

بولا يعقوبيان
أمل كلوني
راغدة درغام
بشرى الخليل
Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار