أعرفهن كلهن.. أعرفهن من قريب ومن بعيد وعلى مختلف المستويات الشخصية والعامة.

وأن أعرف النجمات شخصياً، وعلى الشاشات، فهذا يمنحني لحظات أتأمل فيها لماذات كثيرة، وأحاول أن أجيب على الأسئلة بينما أشرب فنجان قهوتي وأستمع إلى تعليقات الناس المحيطين بي أكانوا من لحم وروح، أو من كلمات على السوشيال ميديا.

البارحة كنت على العشاء في بيت صديقة مع مجموعة من خيرة سيدات بيروت، وكان لكل رأيها بما نشاهده من برنامج The voice. وكانت ردود أفعالهن تتفاوت بين مؤيدة كثيراً لجمال إليسا وحسنها وذكائها، وبين معترضة غير قابلة لها. وحين كنت أسأل لماذا؟

كانت الإجابة تأتي سريعة وتلقائية: لأنها تابعة لحزب القوات اللبنانية!.

إذاً هناك إجماع على إليسا ولا أحد يستطيع تجاهلها وهنا القوة.. ولا أحد يستطيع أن يخاصمها بهدوء وهو حين يسبّها فلأنه على خصام سياسي معها.

حين أظلمنا الشاشة سألتهن دون أن تنتبهن بأني أحقق معهن:

وكانت الإجابات تأتي سريعة مؤيدة أو معترضة لكن ما لاحظته أن أي وجه من وجوه السيدات لم تفارقه الإبتسامة.

إذاً إليسا صانعة ابتسامة؟

نضال الأحمدية: هكذا أصبحت إليسا مختلفة عنهن؟
النجمة اللبنانية إليسا

حين تتحدث عنها النسوة تنشرح وجوههن، وحين يتحدثن عن غنائها تنسدل جفونهن، ما يشير إلى تقدير ضمني كبير رغم الإنقسام عليها واستمرار التفاوض بشأنها.

وإليسا التي أعرفها في غالب حالاتها، شخصية نبيلة لأنها صادقة كثيراً، ولأنّها لا تكذب على نفسها أولاً، ولا تدّعي ما لا تعرفه، وتفرح بما تتعلمه، ولا تغشّ ولا تتوسّل ولا تنحني فيما تقول، ولا هي تبيع مواقفها ولا تتلوّن لإرضاء الآخرين.

قد تتغير وهذا أهم ما فيها، فيتغيّر لونها ومعه النور الذي يخرج من وجهها كما القسوة التي توحي بلؤم فيها، لكنها وإني أشهد ليست بلئيمة.

إليسا شخصية نبيلة تشبه الفوارس أو الفارسات من اللواتي نتخيلهن ولم تقدمهن لنا الصورة العالمية عن المرأة وكأن النبل صفة ذكورية وبس.

إليسا إذا صاحبة الهيبة من بين النجمات، ومن ترغب في أن تكون مثلها عليها أن تكون نفسها، وأن لا تطلب ما ليس لها!

تماماً كما تفعل إليسا التي أصبحت مختلفة عن إليسا الأعوام الماضية، وأراها تتغيّر من حين إلى حين، إذ تستفيد من الوقت ولا تهدره ولا تعيش الخيلاء بنجوميتها، ولا الطغيان بمالها، وكل ما لها لها، وما عليها عليها، فلا ترمي أثقالها على الناس، ولا تعتدي عليهم، ولا تغتاب ولا تدّعي ولا تفتري. وأهم ما فيها أنها تكبر معنا، ولا تبقى حيث كانت قبل سنوات طوال كما النجمات اللواتي ألتقيهن اليوم فلا يتغيّر عليّ شيءٌ فيهن فأجدهن يراوحن مكانهن، ما يعني أنهن غارقات في شبر ضوء وتفاهة تطفو على وجوههن البلهاء.

نضال الأحمدية Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار