يجب أن توضحي للناس!

عبارة أسمعها كثيراً من الغيورين على سمعتي وحضوري الإعلامي فيطالبوني أن أوضح للآخرين ما هو واضحٌ لي!

وضحي أسباب فعلتكِ؟

وضحي لماذا أقدمتِ على ذلكَ!

ويقولون: الناس لا تعرف لم تصالحتِ مع فلانة فجأةً، وتطلين فتغيرين مواقفكِ من ذاك وهاتيك ومن فلان وعلان ومن قضية وأخرى.

وأهمس في صدري: هل يعرف الناس أني أبني مواقفي بحسب المعطى الجديد وأغير رأيي لأني لست جثة ولأن كل واعٍ لا يتجمد على فكرة واحدة؟

وهل أنا مديونة للناس كي أستأذنهم لأسجلَ مواقفي وكي يستدعي الأمرُ تعقيباً في حال لم أستأذنهم؟

وكيف أوزع وقتي حصصًا ولا أهدر منه كي أحافظ على الثروة الوحيدة التي أملكها وأتحكم بمخزونها..

آه.. لا يعرفون بثروة الوقت وماهيته؟

طبعاً لأن مفردة ثروة منحوها لكل ما هو ملموس لأننا أبناء اللمس وأولاد الهمس ولا شيء في حياتنا واضح كالشمس..

وغالباً ما أجبتهم أني سأفعل.. لكني أحب أن أنسى.

لا أمتثل للقواعد البشرية المجتمعية المصنوعة وكأني أرغب بأن أُخلي سبيلي من قبضة المتعارف عليه، وإلى الأبد..

ماذا أقول وقد ارتأيت أن أفعل ما يدلني عليه عقلي مرة وقلبي مرتين..

ولماذا تقديم صكوك الاعترافات وأنا ما انتخبني الناس لأكون موظفة عندهم!

لم أتقدم منهم ببيان استلطافي وما ضحكت عليهم ونافقت واعدة إياهم بأن يعطوني صوتهم كي أعطيهم كلي..

ما جاء بي الناس إلى مكاني أو مكانتي، بل جئت من كد الليالي والنهارات العصيبة والمواقف الشجاعة المجيدة، ومن غفلتهم صنعت وعيي، ومن تنكرهم لذواتهم صنعت اعترافاً منهم بي فما قتلتها روحي وما سممتها وما اعتديت عليها بل كبرتها وعافيتها وصليت لها كي تصلي عليْ..

أوضّح لمن؟

للذين ما رغبوا إلا باتهامي وتعليق مشنقتي وسرقة ما لي وإرغامي على الإقرار بما ليس علي..

أريد أن أظل الرحالة على سفينتي الخاصة.. وفي يميَ الخاص

وأطير في رحلات أحقق فيها حضوراً غير مألوف..

يقولون:

(هذه تنقلب علينا ولا أحد يعرف متى ترضى ومتى تغضب.. يا ويلاه إنها الشريرة)

أسمع ولا أصدقهم..

بل لا أريد أن أصدق كي لا أصير كما يعتقدون

لكلٍ زمنه، قبل دينه..

ولكل حقوقه التي تلاها على نفسه غير تلك التي يتلوها الأهل وبعدهم الأقرباء يليهم الجيران ثم الفئران في الساحات وبعدها جرذان السلطة!

لكلٍ ما فعله.. ولي ما أفعل..

وليحل الغيورون عني..

الناس تنتقم مني لأني.. ما كنت منهم

ولا أريد الاصطفاف في طوابيرهم ولا الغرق في حماماتهم الجماعية.. ولا أريد لرأسي أن ينصاع ل شاور غسل الدماغ

أنا حرة.. وأنتم كذلك

ما آخذه خذوه بنفس القوة

ولا تُؤتمروا بجهل من حولكم

خذوا من فم الحياة بوش ابوش

عانقوها وارتجوها فهي لكم

لكن الناس.. لا

لا توضحوا!

Copy URL to clipboard

شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار