لا يعرف الرأي العام الفرق بين نجومهم، لأنهم لا يملكون مفاتيح شخصياتهم الحقيقية، ويكتفون بمتابعة إطلالاتهم التي يغلب عليها النفاق أو التجميل الكاذب.

بينما في عملي، فإني أعرفهم، لأني أحتك بهم في أحلك الظروف وعلى اختلافها. وهنا أعطي مثالاً بسيطاً حدث بالتزامن بيني وبين نادين نجيم وبيني وبين سيرين عبد النور.

دائماً كتبت عن سيرين عبد النور، وشجّعتها، ومدحت بها، وتضامنت معها، ونصحتها كثيراً خصوصاً خلال مرحلة خلافها مع شركة (إيغلز فيلم) حين أوقعت نفسها بمحنة كبيرة بعد خلافها مع النجمة ماغي بو غصن عقب مسلسل (24 قيراط).

نضال الأحمدية: نادين نجيم وسيرين عبد النور وأسرار الفرق بينهما
النجمات أم كلثوم ماجدة الرومي نادين نجيم سيرين عبد النور

وحين قدمت مسلسلها (قناديل العشاق) في رمضان الماضي 2017، كتبت رأيي، وهو أنه عمل فاشل وأن مسلسل أوركيديا ينقذ الدراما السورية 2017 من هزيمتها، فسارعت سيرين إلى الهجوم عليّ بأوسخ العبارات والوسائل التي أخجل من ذكرها، وأكتفي بإعلامكم أنها رفعت دعوى قضائية ضدي، ستخسرها قطعاً، بل ستخسرها في أول جلسة. وهكذا تدخل سيرين في خانة النجمات اللواتي خسرن توازنهن، لأنها نكرت عليّ حقي في أن أقول رأيي، كما تنكر على أي صحافي حر وفاهم في أن يبدي رأيه خارج إطار التبجيل والتبخير.

قبل ذلك، أي قبل مقالة الرأي التي كتبتها عن (قناديل العشاق) كانت سيرين اتصلت بي، وعلى مدار اتصالها تلك الليلة، كانت تصرخ وتصرخ وتصرخ، وكنت أمرر بين صراخ وصراخ عبارة واحدة لا غير: قولي لي ماذا حدث؟ وكانت تدعي كل شيء غير صحيح فأسألها أن تقدم برهاناً فتعود لتصرخ بأعلى صوتها، إلى أن تعبتُ منها وأقفلت الخط بوجهها وأنا حزينة لأجلها.

قبل أسابيع شاهدت مسلسل (الهيبة) عبر اليوتيوب لنادين نجيم وتيم حسن ومنى واصف، فكتبت مقالة نقدية قاسية بعنوان هل تيم صنع نجومية نادين نجيم وبعد أن نشرت المقالة قال لي الزملاء في المكتب: ستفعل نادين نجيم كما فعلت سيرين عبد النور، ورددت بعفوية قالبة شفتي وقلت: هذا رأيي، من لا يقبله لا يستحق صداقتي.

بعد أقل من ساعة على نشر مقالة (هل تيم صنع نجومية نادين نجيم) أرسلت نادين نجيم رسائل تعاتبني بتهذيب عبر الواتس أب، لكنه تهذيب لم يخلُ من القسوة والاتهام، فردّدت عليها واستمر الحوار بيننا في رسالة وردٍ، إلى أن اتصلنا ببعضنا وتحاورنا، ووصلنا إلى اتفاق بأن نحترم بعضنا، أي أن لا يؤدي اختلافُنا في الآراء، إلى خلاف، ولتنتهي الاتصالات بيننا على ضحك، وتمنيات لبعضنا بالخير، ولا نزال نتواصل بشكل دائم.

هذا يؤشر إلى شخصية نادين الموزونة والمتصالحة مع نفسها، والفاهمة لحقوق الآخر وخصوصاً الناقد. ويدل على شخصية سيرين التي تعاني من الفوقية، شأنها شأن الذين ما حققوا إلا انتصارات وهمية وما تابعوا مسيرة العمالقة أمثال أم كلثوم التي كتب عنها ذات يوم الكبير جورج ابراهيم الخوري أنها “نشزت” خلال أدائها في إحدى حفلاتها، فغضبت الست، لكن حين التقت جورج ابراهيم الخوري في بيروت، صافحته وحاورته وظل صديقها ولم تقاضهِ ولم تشتمه. وهكذا تفعل فيروز وهكذا فعلت صباح وهكذا يفعل كل ذوي القامات ومنهم ماجدة الرومي التي كتبت ضدها في منتصف الثمانينات وكانت مقالة رأي قاسية، وحين التقينا في عزاء والدة الراحل الكبير ملحم بركات اقتربت مني وصافحتني، ثم التقينا وجلسنا سوياً لاحقاً وتحاورنا دون أن تملي عليّ ماجدة الرومي ما تريد، بل حاولت أن تفهم وجهة نظري أكثر. وهذا ما تفعله إليسا ونانسي عجرم وعاصي الحلاني وراغب علامة ورامي عياش وغادة عبد الرازق والأغلبية الساحقة من نجوم الوطن العربي. الأمثلة كثيرة لسلوك الكبار هل ستفهم سيرين عبد النور أن الجرس ليست سلعة من سلع الصحافة الدخيلة والمستعدة لأن تقبل بفستان هدية كي تسكت عن قول رأيها!.

للفستان حكاية يأتي الوقت وأُفشي.

نضال الأحمدية – Nidal Al Ahmadieh

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار