يشرفني سال (وسيم صليْبي)، الذي يتهمه صبي لبناني يدعي العفة، بأنه يطبّع مع إسرائيل. وأتشرف بزوجته أول ملكة جمال عربية، فازت على كل أميركا وهي ابنة الجنوب البطل ريما فقيه، التي هَجرت لبنان وعمرها سبع سنوات إلى أميركا، مثل زوجها، مثل أهلنا، مثل 12 مليون لبناني وأكثر، ويتهمها الولد بأنها تطبع مع إسرائيل. هذا يحدث منذ أكثر من يومين ويستمر التحريض على هدر دم ريما فقيه وزوجها.

ريما فقيه وزوجها في حضرة البابا
ريما فقيه وزوجها في حضرة البابا

هذا الولد ليس يفعل ذلك لأنه لبناني عربي ووطني، وهو وأهله لم يقاتلوا الإسرائيلي حين غزا لبنان العام 1982. ولا هو أخ ولا صديق ولا قريب لبناني بطل استُشهد في عملية انتحارية ضد العدو الصهيوني. هو ليس من الذين وقفوا على الجبهات مثلنا يقاتل الصهيوني، ولا هو تم اعتقاله من الصهاينة مثلما تم اعتقالي أنا 17 يوماً.

هذا الصبي لا يفهم ماذا يعني التطبيع، ولا يعرف شيئاً عن نضالنا لأجل إسقاط اتفاق العار (اتفاق 17 أيار 1982). اتفاق قضى بخلق علاقة سلمية بين إسرائيل ولبنان. ولا شارك في الدفاع عن لبنان في حرب تموز 2006، ولا حمل المؤن للمهجرين من الجنوب والمناطق التي استهدفها الصهاينة، كما فعل معظم الشعب اللبناني.

وليس له شهيدة كما شهيدتنا في الجرس الزميلة المصورة ليال نجيب قتلها العدو الصهيوني العام 2006 وهي تعبر إلى قانا الجنوب لأنها بطلة وأرادت تصوير وحشية العدو الصهيوني في حربه على العزل والأطفال وكان عمر ليال 22 سنة فقط وهربت منا ولم نعرف أنها سافرت إلى الجنوب ولن تعود. هنا ما كتبته جريدة الشرق الأوسط عام 2006 كما كتبت كل صحف العرب دون استثناء (ليال نجيب: أول صحافية لبنانية تقتل في غارة إسرائيلية على الجنوب).

ليال-نجيب نضال-الاحمدية-2003
ليال نجيب وبداياتها مع الجرس في مكتب رئيسة التحرير  نضال الاحمدية-2003

سارة الهاني حين أنشدت الشهيدة البطلة ليال نجيب..

لو أن الشهيدة البطلة ليال نجيب لا تزال بيننا، لكانت بصقت بوجه كل الأولاد الذين لا يقرأون كيف يجب أن نحب لبنان. ولكانت قالت: دع أيها القاصر شأن الوطنية للمثقفين، لبنان يحتاج إلى أهله في كل أصقاع الأرض.. دع المتألقين من اللبنانيين المُهجّرين بقوة القهر يعودون إلينا بمهاراتهم لتحسين وضعنا نحن الذين نعاني من مزبلة الجهلة الذين عادوا وانتخبوا الطقم السياسي نفسه ليعيث فساداً بالشعب اللبناني فأهلك لبنان وشعب لبنان.

ليال البطلة كانت سألت الولد: هل تعتقد أننا أغبياء ولا نعرف أنك تهدر دم ريما فقيه وزوجها لأن قريبتك لم تُقبل في Miss Lebanon 2018؟. ولكانت ليال نجيب أخبرتك أن ريما فقيه تعيش منذ طفولتها في لوس أنجلس مع زوجها وأهلها ولا تتعاطى مع أصدقائها الأميركيين على أساس دينهم أو عرقهم أو جنسيتهم. هناك في أميركا لا أحد يسأل، ولا أحد يعرف اسم عائلة صديقهِ ولا اصله ولا فصله. كل ما نعرفه أن هذا أميركي. الأغلبية العظمى من الأميركيين يعرفون بعضهم بأسمائهم الأولى.

وسال زوج ريما فقيه اللبناني، والمهجر إلى أميركا كمثل أكثر من 12 مليون لبناني، تم قهره وإذلاله فهرب من البلد الغبي، وصنع لنفسه مكانة. سال أو اللبناني وسيم صليْبي يعمل مدير أعمال لأهم نجوم هوليوود، وتم اختياره بين أهم مائة منتج للموسيقى عالمياً ورقمهُ 52 على لائحة بيلبورد (Billboard) العالمية.

وسال وريما لا يقومان بتحريات خاصة عن خلفية فلان أو علان، وإلا لن يكون لهم صديق أميركي واحد، ذلك أن معظم الأميركيين صهاينة، وحتى السياسة الأميركية صهيونية، فهل نسقط جوازاتنا الأميركية وهل قوانين الدولة اللبنانية تحرم علينا الباسبور الأميركي؟ هل نتهم ريما فقيه وزوجها سال (اللبناني وسيم صليبي) بالصهينة لأن رئيسهما ركع على جدار المبكى أو جدار البراق في فلسطين المحتلة وأعلن القدس عاصمة صهيونية!

ترامب في إسرائل - الأراضي المحتلة برفقة الحاخام-2017
ترامب في إسرائل – الأراضي المحتلة برفقة الحاخام-2017

لا طبعاً لا.. لكن الأصوليين المتعصبين سيقتلون ريما وزوجها في ظل هذه التعبئة السخيفة.. هذا الصبي يعمر حقداً لصالح الفكر الداعشي ضد ريما فقيه وزوجها.. وما يفعله جريمة يعاقب عليها القانون وعلى ريما التحرك فوراً وإقامة دعوى قضائية ووضعه في السجن.

Nidal Al Ahmadieh نضال الأحمدية

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار