اليوم وخلال توجهي من الجبل إلى مركز عملي في (الجرس) المتواجد في بيروت، مررت من منطقة (غاليري سمعان) حيث زحمة السير الخانقة، وبعد أن وقفت على الإشارة الحمراء رأيت شاباً يقترب صوبي ومعه أغراض منزلية، فقال لي: (أنا شاب لبناني عم بشتغل على الطريق، ممكن تاخدي مني هالقطعتين بـ 10 آلاف ليرة لبنانية، أنا أكد وأتعب) ومن دون أي شعور تضامنت معه وابتسمت له وأعطيته ما طلبه وأعطاني ما عرضه عليّ.

وقبل أن تتحوّل إشارة السير من الأحمر إلى الأخضر، قال لي: (شكراً كتير وأنا على عجلة من أمري حتى ألحق المظاهرة، هيدا وطني وجيشي عرضي) فنظرت إليه وتابعت طريقي.

والمظاهرة التي قال لي عنها ذلك الشاب هي التي دعا إليها أهالي شهداء الجيش اللبناني تزامناً مع المظاهرة التي دعت إليها صفحة (اتحاد الشعب السوري في لبنان) ضد الجيش اللبناني، ولكن وزير الداخلية نهاد المشنوق لم يوافق على التظاهرتين منعاً لأي مشاكل قد تحصل بين اللبنانيين والسوريين النازحين إلى لبنان.

وأنا في الطريق لم يغب عن بالي ذلك الشاب الوسيم الذي اختار عملاً خفيفاً في الشارع بدلاً من أن يشحذ على باب علان أو فلان ووضع كرامته فوق كل اعتبار، وهذا الشاب أيضاً أراد المشاركة في المظاهرة بكل حب دفاعاً عن جيش بلده لا عن سياسي أزعر.

ليتنا نأخذ هذا الشاب عبرة، ونلحق جيشنا لا زعيمنا، ونضع وطننا ضمن أولوياتنا هكذا نعيد لبنان نحن كسويسرا الشرق عندما نمنع السياسيين من التحكم بزمام أمورنا وحياتنا..

سارة العسراوي – بيروت

Copy URL to clipboard


























شارك الموضوع

Copy URL to clipboard

ابلغ عن خطأ

لقد تم إرسال رسالتك بنجاح

نسخ إلى الحافظة

أدخل رقم الهاتف أو بريدك الإلكتروني للإطلاع على آخر الأخبار