منذ 7 سنوات 
أيةُ لعنة حلّت على أسمهان، الليدي ديانا، سعاد حسني، ذكرى وسوزان تميم؟
هل هي لعنة توت عنخ أمون الذي مات مقتولاً؟!
سؤال طرحته على نفسي بعدما سمعتُ النكتة التي يتداولها الناس كثيراً في لبنان بعد مقتل الفنانة سوزان تميم، والتي تقول بأنّ ذكرى والليدي ديانا جاءتا إلى سوزان في الحلم، وحذرتاها من «الرجّالة» المصريين قائلتين لها: «مش قلنالك تبعدي عن الرجّالة المصريين، لأنن هيجيبولك آخرتك»!
كلاهما ذكرى وديانا ماتتا مع الحبيب المصري وبظروف غامضة، وسوزان لا تزال قضيتها عالقة مع قاتل مصري حتى يثبت العكس.
وأتساءل: أية لعنة حمل كلّ من المصريين دودي الفايد، أيمن السويدي وهشام طلعت إلى حبيباتهم؟
وكبرت القصة في رأسي، عندما تذكّرت سعاد حسني المصرية ذات الأصول السورية، التي ماتت في لندن، وأسمهان السورية التي ماتت في مصر أيضاً!
كلّ من النساء الخمس متن بطريقة بشعة يلفّها الغموض، وكان الدم سيد الموقف.. أهي مصادفة أن تتشابه أقدارهن وتتشابك بين لندن ومصر؟
لنحلل في حكاية القتيلات الخمس قبل الغوص في اللعنة التي حفرت قبورهنّ!
– أسمهان قُتِلت في مصر في ١٤ تموز/ يوليو ١٩٤٤ إثر فقدان سائقها سيطرته على السيارة هذا ما قالوه لكن مقتلها كان مدبراً.
اسمها الحقيقي آمال الأطرش، ولدت في ٢٢ تشرين الأول/ أوكتوبر ١٩١٢. تزوّجت من الأمير حسن الأطرش، وأصبحت أميرة على جبل الدروز لسبع سنوات، قبل أن تطلب منه الطلاق، وتعود إلى مصر حيث تزوّجت من المخرج أحمد بدرخان، وحصلت منه على الجنسية المصرية.
حُكي الكثير عن كون أسمهان جاسوسة للاستخبارات البريطانية، وافترقت المعلومات بعد المسلسل الذي عرض على الشاشات خلال رمضان.. والأهمّ أن الصبية الرائعة والفنانة الكبيرة ماتت في ظروف غامضة العام ١٩٤٤، حين فقد السائق سيطرته على السيارة، فانحرفت عن الطريق.. وماتت أسمهان مع صديقتها، واختفى السائق وما زال مختفياً!
لذا، كثرت التساؤلات عن الجهة التي تقف خلف موت أسمهان، فتوجّهت أصابع الاتهام نحو الاستخبارات البريطانية وزوجة الملك فاروق التي تحدّتها أسمهان، وفريق اتهم أم كلثوم، وأنا أتهم توت عنخ أمون.
– سعاد حسني السورية توفيت إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن في ٢١ يونيو/حزيران ٢٠٠١ أو ما قيل أنه سقوط.
ولدت سعاد حسني في القاهرة عام ١٩٤٢من أب سوري وأم مصرية، وكان لها ١٦ أخاً وأختاً. تزوّجت خلال حياتها أربع مرات، وأكّد الإعلامي الكبير مفيد فوزي زواجها من عبد الحليم حافظ بالسرّ. توفيت سعاد حسني إثر سقوطها من شرفة منزلها في لندن في ٢١ يونيو/ حزيران ٢٠٠١ ولا زالت ظروف موتها غامضة، إذا استثنينا ما قاله محاميها الأستاذ عاصم قنديل بأنها ماتت مقتولة.
– الليدي ديانا البريطانية قُتلت مع حبيبها المصري الملياردير دودي الفايد في باريس في حادث سير مروّع وقيل أن السائق كان مخموراً وقالوا أن الملكة البريطانية قتلتها كي لا تتزوج مسلماً.
ولدت الأميرة ديانا سبينسر في ١ يوليو/ تموز ١٩٦١، وكانت الزوجة الأولى لولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز. توفيت عام ١٩٩٧ هي وصديقها المصري دودي الفايد ابن الملياردير المصري محمد الفايد بعد حادث سيارة قيل إنه مدبّر في نفق Pont de Alma في باريس، لكن الملف أقفِل على «لا اتهام»!
* ذكرى التونسية قيل إنها قتلت على يد زوجها المصري في ٢٨ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٣، حين أطلق عليها الرصاص ثم انتحر!
ولدت ذكرى في ١٦ سبتمبر/أيلول ١٩٦٦ في تونس. وخلال السنوات العشر التي سبقت انتقالها إلى مصر، صدرت لها ٣٠ أغنية، غير أنها لم تختبر الشهرة الكبيرة إلا في هوليوود الشرق، مصر.
وفي ٢٨ نوفمبر/تشرين الثاني ٢٠٠٣، قتلها زوجها المصري أيمن السويدي بعد أن أفرغ ١٦ طلقة في جسدها قبل أن ينتحر فوقها، حسب التقارير!
وحتى الآن، لا تزال ظروف موتها غامضة والشائعات والحكايات كثيرة وهي أنهم قتلوها وقتلوا زوجها معها لأنها غنت ضد آلـ سعود قصيدة هجائية من كلمات الراحل معمر القذافي.
* سوزان تميم اللبنانية نُحرت في دبي على يد المصري محسن السكّري.
ولدت سوزان عبد الستار تميم في بيروت في ٢٣ سبتمبر/أيلول ١٩٧٧. تزوجت مرتين: من علي مزنر ثم من عادل معتوق الذي لاحقها قضائياً ومنعها من الغناء لسنوات. أقامت في مصر ثمّ انتقلت إلى لندن ثم دبي، حيث لاقت حتفها على يد المصري محسن السكري الذي ذبحها في ٢٨ يوليو/تموز ٢٠٠٨. ولا زالت القضية مفتوحة حتى اللحظة لمعرفة كلّ من يقف وراء الجريمة، والمتهم حتى الآن هو رجل الأعمال المصري الكبير هشام طلعت.
أليست هي مفارقة غريبة أن تكون مصر بطريقة أو بأخرى هي حفّارة قبور هاته النجمات الخمس؟ أهي مفارقة فقط أم أنّ لعنة أحد الفراعنة هي السبب، خصوصاً وأنّ النجمات الخمس ارتبطن بمصر بطريقة غريبة ومثيرة، فقتلن بطريقة شنيعة ودُفن سرّ موتهن معهنّ؟
* أسمهان كانت على خلاف مع زوجها المصري عندما قتلت.
* الليدي ديانا كانت حاملاً من حبيبها المصري، فقتلا سوياً.
* ذكرى، قيل إنها كانت على وشك الطلاق من زوجها، فقتلها وقتل نفسه معها.
* سوزان تميم تركت حبيبها المصري هشام طلعت، فقُتِلَت في دبي على يد رئيس جهاز الأمن لديه.
لم يكشف القاتل أبداً في الجرائم الأربع السالفة الذكر، باستثناء جريمة سوزان تميم التي لا تزال قيد التخمينات رغم الحكم الصادر.
- ما هي لعنة الفراعنة؟
على مقبرة الفرعون توت عنخ أمون، الذي يقال بأنه مات مقتولاً، قرأ العام ١٩٢٢ عالم الآثار الإنكليزي هاورد كارتر مع زميله اللورد كارنافون العبارة التالية: لا تفتح التابوت، فسيذبح الموت بجناحيه كل من يجرؤ على إزعاجنا.
لم يهتم العالمان بالمكتوب، فحصل ما ليس في الحسبان:
– أول ضحايا اللعنة، كان عصفور الكناري الذهبي الذي حمله كارتر معه إلى القاهرة والذي أطلق عليه مع افتتاح المقبرة اسم «مقبرة العصفور الذهبي». ويوم حفل افتتاح المقبرة، ابتلعت أفعى كوبرا ظهرت من العدم عصفور الكناري.
– خلال الاحتفال الرسمي بافتتاح المقبرة، أصيب اللورد كارنافون بحمى، وتوفى في الليل، وانقطع التيار الكهربائي في القاهرة دون أي سبب في لحظة الوفاة نفسها.
– توفى سكرتير كارتر دون سبب، ثم انتحر والده حزناً عليه.. وخلال تشييعه، داس الحصان الذي كان يجرّ التابوت طفلاً صغيراً فقتله.
– أصيب كثيرون من الذين ساهموا بشكل أو بآخر في اكتشاف المقبرة بالجنون، وبعضهم انتحر.
– توفى عالم الآثار والتر إيمري دون سبب أمام عيني مساعده في الليلة نفسها التي اكتشف فيها أحد القبور الفرعونية.
– تحدّث الدكتور عز الدين طه في محاضرة عن الفطريات والسموم المنتشرة داخل قبور الفراعنة، وتوفى بعد أسابيع بحادث سيارة.
– انتحر عالم الآثار إيفيلين هوايت في ظروف غامضة بعد أن ترك رسالة يقول فيها: حلّت بي اللعنة .
– مات مصمم الأزياء الفرنسي ليون باسكت الذي صمّم مجموعة إيزيس ليلة عرض مجموعته.
¯ مات أمين قسم الآثار المصرية في متحف اللوفر جورج بتيريت، وهو يغادر مقبرة توت عنخ أمون.
¯ مات فجأة الأستاذ الفرنسي كازانوفا وهو ينقّب في وادي الملوك.
– الطبيب بلهارس الذي اكتشف دودة البلهارسيا توفى بعد يومين من زيارته آثار الفراعنة في منطقة «الأقصر».
– مفتش الآثار المصري محمد إبراهيم الذي رافق مجموعة من الآثار كي تعرض في باريس، مات بعدما دهسته سيارة.
– في الطائرة الحربية البريطانية التي شحنت آثار توت عنخ آمون لعرضها في لندن عام ١٩٧٢، ركل الضابط الفرنسي لاتسدون بقدمه الصندوق الذي يحوي قناع توت عنخ أمون الذهبي، وهو يقول متفاخراً: ركلت أغلى شيء فى العالم. وبعد فترة، انهار سلّم تحت رجليه، أما أحد الجنود الذي جلسوا على الصندوق في الطائرة الحربية، حُرِقَ بيته، والمضيفة أجرت عملية جراحية أدّت إلى صلعها!
– وفي بريطانيا يخاف الكثيرون عندما يتأملون في المتحف مومياء كاهنة أمون رع، ويعتقدون بأنّ لعنتها هي التي قتلت أشخاصاً كثراً هناك بطريقة غريبة.
فهل وصلت تأثيرات لعنة توت عنخ أمون إلى بريطانيا بما أنّ مكتشفي مقبرته هما إنكليزيان؟
وما سرّ هذا الارتباط الوثيق بين بريطانيا ومصر حتى أنّ أشهر المصريين قتلوا هناك، أذكر منهم: سعاد حسني، أشرف مروان والليثي الذين ماتوا بالطريقة نفسها أي رمياً عن شرف منازلهم في لندن؟!
قد تكون هذه مفارقات غريبة وقد يكون الأمر أبعد من ذلك بكثير، طالما أنّ لا شيء يحدث بالصدفة في حياتنا!
رنيم مطر – بيروت
)
