منذ 6 سنوات البارحة، حصلنا حصرياً على نسبة مشاهدة المسلسلات في لبنان، للأسبوع الأول، بحسب شركة الإحصاءات Ipsos، وكان اللافت احتلال مسلسل (كل الحب كل الغرام) المرتبة الأولى بنسبة مشاهدة عالية جداً، وصلت إلى 18.5 وتعتبر أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ المسلسلات اللبنانية، وهو من بطولة باسم مغنية، كارول الحاج ونُخبة من النجوم اللبنانيين.
تدور أحداث (كل الحب وكل الغرام) في الفترة من بين العام 1914 وحتى العام 1943، ضمن إطار رومانسي اجتماعي، مرتبط بالأحداث التي طبعت هذه الحقبة من تاريخ لبنان، حيث الفتاة اليتيمة نسرين (كارول الحاج) التي نشأت في منزل الخواجة وجيه (فادي ابراهيم)، وزوجته (حنان) مع ابنائهما ربيع (باسم مغنية) ورانيا (تانيا مرعب)، ونرى تطورات علاقة نسرين بالعائلة وسط تجاذب سطوة الوالد وبخله، وغيرة رانيا، وحب يجمعها بربيع منذ الطفولة، وصولاً إلى موت الخواجة وجيه، وطرد نسرين من المنزل لتذهب إلى الخارج لسنوات ومن ثم تعود إلى الضيعة وتصبح غنية جداً، وتموّل الوطنيين بالأموال والمساعدات تحت اسم (بنت الأرض).
ورغم الأخطاء الإخراجية التي يُعاني منها هذا المسلسل، ورغم ركاكة النص في بعض المشاهد، إلا أنه حقق ولا يزال نسبة مشاهدة عالية فاقت كل التوقعات، ولا نعلم السبب، بما أنه لا يُحاكي واقعنا اللبناني، ولا مشاكلنا الإجتماعية، لكنّه ربما لأنه يوجه رسالة إلى ضرورة مقاومة الأعداء الذين يحاولون بشتّى الطرق الإعتداء على أرض لبنان.
الممثلة اللبنانية القديرة، وفاء طربيه، انضمت إلى (كل الحب كل الغرام) بجزئه الثاني، وتجسد دور أرملة تواجه الإحتلال، وتناصر الوطنيين الأحرار الذين يقاومون لأجل سيادة لبنان والتخلص من الإنتداب، ورغم أن ظهورها لم يكن كبيراً إلا أنها تركت أثراً كبيراً في المسلسل، وبدت صادقة بتمثيلها إلى أعلى درجة حتى اندمجنا بشخصيتها الوطنية، وحتى أن لهجتها القروية طاغية في (كل الحب كل الغرام) ومقنعة كثيراً.
ودورها الذي تجسّده ضرب كل الممثلين في المسلسل، حيث أكدت لنا بأنها سيّدة الممثلات في (كل الحب كل الغرام) وبأنها رغم سنّها إلا أن لا تزال قادرة على مواجهة نجمات اليوم، وتتقدّمهن بأشواط من حيث الخبرة وبكيفية العمل على شخصيتها ودورها، وكيف تتقمّص الدور من دون “أوفرة”، بل تقدّم شخصيتها بطريقة السهل الممتنع.
وفاء طربيه من الممثلات القديرات، لها مسيرة فنية كبيرة في عالم التمثيل، إلا أنه وبوجود موجة النجمات الحاليات فإن النجمات القديمات بات مكانهن البيت وليس موقع التصوير، وبات المنتج يعتمد على اللواتي تحققن نسبة مشاهدة، وإن لم يكن لديهن الموهبة، وتناسى المنتج بأن لبنان يضم ممثلات وممثلين قدماء يمكنهم انقاذنا من المسلسلات الفاشلة ومن الشخصيات المتكرّرة.
سارة العسراوي – بيروت
)
