منذ 9 سنوات 
أصبح المرض الخبيث شائعاً بين النجوم وعامة الشعب، نسمع عن إصابة هذا وذاك، وموت يلاحقنا أينما وُجدنا وأخبار عن رحيل شخصيات كثيرة، نتأثر ونقف حائرين أمام ذلك المرض الذي يتغلغل بيننا وينقض على معظمنا ولا يترك بيتاً إلا وحشر نفسه بداخله ليحول السعادة إلى آلام، تماماً كمعركة الخير والشر وبنهاية الحرب ينتصر المؤمن والقريب من الله الذي يتحدى عقبة المرض الصغيرة كما يراها المؤمن.
أنجلينا جولي كانت أولى النجمات اللواتي أعلنت عن احتمال اصابتها بمرض السرطان وشجعت معظم نساء العالم للقيام بالفحوصات اللازمة للوقاية من السرطان، وبدأت حملات عالمية لإرشاد النساء على ضرورة اكتشاف المرض باكراً قبل الدخول في مرحلة صعبة، ومن بعد أنجلينا كثُر المرض وأراد أن يفتك بنجومنا العرب، ومن بينهم المخرج اللبناني – العالمي الكبير الذي شارك في فيلم The Transformer كأول مخرج لبناني يدخل عالم هوليوود.
نشرنا الخبر على موقعنا وكلنا آمال بأن يكون سعيد قد تخطى خبر إصابته، ولكن أكبر “رجال” ينهار أمام المرض الخبيث بداية ليستعيد بعدها قوته بالإيمان وحب الله.
لم نعلم أن ذلك الخبر، قد يدفع سعيد إلى لإنهيار أكثر وبحسب ما قالته لنا زوجته السيدة جيهان الماروق بإتصال مباشر مع الزميلة رئيسة التحرير نضال الأحمدية فإن سعيد بكى حين قرأ الخبر على موقعنا، ودخل غرفته وأغلق الباب رافضاً أن يتحدث إلى زوجته التي كانت عائدة معه من المستشفى.
جيهان عاتبتنا بلطف بالغ، وهذا حقها، لكننا لم نكن نعرف بأن سعيد لم يستفق من الصدمة بعد خصوصاً وأنه لم يشعر بأي مضاعفات قبل معرفته بخبر الإصابة.
وفي التفاصيل، كان سعيد ذاهباً إلى الطبيب بسبب إصابته بالكريب ليتبين بعد الفحوصات أنه مصاب برئته وأن الأطباء لن يتمكنوا من إجراء عملية سريعة له قبل إخضاعه لعلاج متعب بالراديو ثيرابي والكيمو ثيرابي (Radiotherapy والـ Chemotherapy) ما يستدعي سفره العاجل إلى ألمانيا.
لمن لا يحفظ سعيد الماروق:
سعيد مخرج ذاع سيطه خلال السنوات العشر الماضية كواحد من أهم المخرجين في لبنان والعالم العربي وشارك في أعمال عالمية حيث استعان به المخرج الأمريكي مايكل باي، وأسند له مهمة إخراج فيلم (المتحولون) خصوصاً المشاهد المقرر تصويرها في العاصمة المصرية القاهرة.
وقع سعيد مجموعة من الكليبات الضاربة مع أهم نجوم العالم العربي، بين حالة وأخرى نقل لنا واقعية وخيال وجنون وإبداع بالإضافة إلى تفاصيل أخرى نتفاجأ بها في كل عمل جديد يخرجه.
كان له مجموعة من الأعمال مع فارس الأغنية عاصي الحلاني مثل: (وإن كان علي، غالي، قولي جاي، خليك بقلبي، سألوا عينيا) وغيرها.
أما النجمة اللبنانية نانسي عجرم فكان لها أيضاً عدداً من الأعمال مع الماروق مثل: (شخبط شخابيط، بتفكر في إيه، مين ده اللي نسيك، مش فارقة كتير) وغيرها من الكليبات، إلا أن كليب نانسي (إحساس جديد) من أكثر الأغنيات المصورة التي لاقت إعجاباً كبيراً من قبل جمهورها ومن قبل الرأي العام العربي ككل، حيث استطاع الماروق أن يسرد قصة حياته خلال هذه الدقائق هو الذي ولد من أبوين (صم بكم) استطاع أن يحول قصة حياته إلى قصة حب بين نانسي وشاب أصم أبكم، وكرّم من خلال هذه الدقائق والده ووالدته ولم يخجل منهما ولا من اعاقتهما.
كما تعاون سعيد مع النجمة اللبنانية إليسا في كليب (كل يوم في عمري)، وقتها حقق الكليب نجاحاً كبيراً. ألبوم إليسا حصل على جائزة World Music Award، وغنت إليسا أغنيتها على أشهر المسارح العالمية.
في أرشيف سعيد تجربة سينمائية واحدة، فيلم (٣٦٥ يوم سعادة) من بطولة أحمد عز، وشاركت في الفيلم لاميتا فرنجية.
مسيرة فنية طويلة قدّم خلالها الماروق أعمالاً ترفع لها القبعة فكان المخرج اللبناني الذي حقق نجاحات عربية واستطاع أن يجعل إسمه بين قائمة أغلى المخرجين أجراً.
سعيد عاش مؤخراً مشكلة كبيرة مع سيدة الأعمال الإماراتية رباب النعيمي التي أقامت ضده دعوى قضائية ولا تزال الدعوى في القضاء ولم يبت الحكم فيها بعد لكن رباب ستتنازل عن الدعوى الآن وعلها ستكون من أهل الخير لتقف إلى جانب سعيد الذي يعاني من خطر الموت إن لم يسافر للعلاج في ألمانيا والأوراق التي تقدمت بها رباب تمنع سعيد من السفر!.
سعيد قبل إصابته بأيام كان قدّم عدداً من الكليبات وأهمها كليب النجمة اللبنانية قمر (مع نفسي)، هذا الكليب دفع الرأي العام والنقاد والصحافيين للحديث عنه كأهم كليب صوّر بطريقة سينيمائية عالية. هنا عاد سعيد بطلاً في الإخراج وبرهن لنا أنه رغم الأوضاع السياسية الصعبة لا يزال هناك من يبدع ومن يمتلك قدرات وطاقات كبيرة لتحويل الألم إلى أمل.
لا شك بأن سعيد سينتصر.. فمن انتصر على كل هذه الصعاب وأصبح نجماً خلف الشاشة سينتصر على الألم ليحوله بسعادة إلى إبداع أمام الجميع.
)
