منذ 7 سنوات 
أصدر السوبر ستار راغب علامة أغنيته الجديدة (تركني لحالي) من كلمات الشاعر طوني أبي كرم، ألحان اليوناني كرياكوس بابادوبولوس، توزيع ناصر الأسعد وإنتاج شركة Back Stage Production.
الأغنية حققت نجاحاً كبيراً، حتى الآن، حيث قدّم لنا السوبر ستار أغنية Single ستكون Hit الموسم، ربما لأننا اشتقنا لراغب الذي يذكرنا بالأغاني القديمة مثل (آسف حبيبتي، بعشقك، حبيني والحب الكبير) وغيرهم من الأغنيات التي لا تزال محفورة في قلوبنا رغم مرور سنوات طويلة على إصدارها أو طرحها في الأسواق.
شهادتنا بالعلامة الفارقة كما لقبه الراحل الكبير جورج ابراهيم الخوري تبقى مجروحة دائماً لأننا من عشاقه ومن متابعيه لكن الجميع يعلم أننا لا نساير أحداً ولا نصفق لأحد لأننا نحبه بل لأنه يستحق وكثيراً ما أصدر راغب أغنيات وبالكاد ذكرناها لأنها لم تعجبنا رغم النجاحات الشعبية التي حققتها. لكن أغنية (اتركني لحالي) ستتفوق على معظم إصداراته ليؤكد هذا الشاب الـ Gentle man أنه سيد النجوم وأنه لا يزال يتربع على عرشه منذ العام 1981 حين أطل عبر شاشة تلفزيون لبنان وحصل على الميدالية الذهبية من برنامج استديو الفن ليصبح معشوق الجماهير..
راغب سحب البساط من تحت اقدام كثر سبقوه أو حاولوا اللحاق به وإن أحداً لم يستطع الإقتراب من مكانه ولا مكانته، لا بالقوّة ولا بالسلاسة ولا بالحيلة ولا بما يحزنون. وكل من حاول تقليده غرق في شبر أعماله المقلِّدة وبقيَ يتنفس بصعوبة تحت الماء.
في (تركني لحالي) يتناول راغب قصة العاشقين اللذين أحبا بعضيهما حتى دخلت المشاكل بينهما وهدّمت كل آمالهما في بيت صغير يجمعهما، وأصبح الهروب وسيلة للتخلص من ألم الماضي والحبيب الذي لا يفهم شريكته بل يوهمها دائماً بأنها الخاطئة حتى جاء اليوم وانتفضت فيه ووجهت له الكلام القاسي ووعدته بأنها لن تعود مجدداً.
راغب أراد أن يؤكد بأن الحب تضحية وشراكة وتفاهم ومنطق وإن لم يكن كذلك فلن يُفضي إلى الفرح الذي يسعى إليه كل مخلوق بشري. فهل معنى الحب أصبح صعباً في زمننا هذا؟
كم نحتاج لراغب وأمثاله من النجوم الفاهمين للوضع (السيكوسوسيولوجي) أن يقدموا لنا جرعات من الحب عبر أصواتهم كي يتم التوازن السمعي فينا ونحن الذين نعيش تحت صوت المتعنتين الصارخين بهبل وبكثير من الغباء والحقد.. إنه زمن راغب علامة لا نريده زمناً لداعش ومجرميه.
نحن في زمن الكراهية والتوترات والمشاكل الاجتماعية التي باتت تؤثر على علاقاتنا الانسانية؟
راغب ذكي جداً ومن خلال أغنيته عدنا لنتساءل ونبحث عن الحب وعن الإخلاص حيث وضعنا أمام مفاهيم عدّة وعلينا أن نحلل ونستنتج!
Chapeau Bas على الفن الراقي الذي قدّمه راغب ولا يزال، ويساهم بإنقاذنا من الفن المبتذل “وطق الحنك” عبر توجيه رسالة باطنية لنا كمستمعين بأن الفن لا يزال بألف خير بوجود راغب وأمثاله.
سارة العسراوي – بيروت
)
