منذ 7 سنوات هل تذكرون الممثل اللبناني القدير كمال الحلو الذي مات على أبواب المستشفيات في لبنان؟ أم الممثلة اللبنانية القديرة أماليا أبي صالح التي بكت مستغيثة الدولة اللبنانية بتأمين أدويتها الباهظة الثمن وماتت حزينة على حالتها المرضية وقتلوا حلم الفن فيها وتجاهلوها!
تشاهدون المقابلة التي أجريناه مع أماليا قبل وفاتها بأسابيع وهي تبكي حالها لكن بكبرياء
أم مثلاً الممثل اللبناني القدير صلاح تيزاني أبو سليم المعروف بأبو سليم الذي أطل عبر إحدى الشاشات اللبنانية مؤخراً وهي ينعي حالته المادية الصعبة وبكى بتأثر على حال الفن في لبنان خصوصاً حال نجوم الزمن الذهبي؟
وهل تذكرون كيف عاشت الشحرورة صباح آخر أيامها، وكذلك العملاق الكبير وديع الصافي فماتا بصمت وبداخلهما الكثير من الكلام والعتب تجاه الدولة اللبنانية التي لم تعلن الحداد عليهما رغم كل ما قدّماه للبنان.
على الأقل تلك الحالات التي عشتها في زمني أنا، ولا أعلم إن كان كل نجومنا الكبار رحلوا بصمت وبغياب الدولة أم أنهم تعذبوا كثيراً خلال أيامهم الأخيرة وتألموا من المرض ومن أوضاعهم وربما ندموا على كل ما قدّموه للبنان..
ولم تنتهِ مأساة نجومنا الكبار حتى عرفنا بأن الممثلة اللبنانية القديرة رينيه ديك تموت جوعاً بسبب الفقر الذي تعيشه وهي وحيدة ولا يسأل أحدٌ عنها حتى أصدقاء دربها في التمثيل والدولة كعادتها نائمة وكذلك نقابة الممثلين في لبنان التي لا تعمل بجدية على الأرض بل أن أعضاءها يتقاتلون فيما بينهم للحصول على البريستيج لا أكثر وعلى Position “لشوفة الحال”.
أليس من المعيب أن يصل حال نجومنا إلى هذه المرحلة من الفقر المدقع والذي لا يتقبله أي إنسان على وجه الأرض؟
أين حقوق النجوم الذين يفنون حياتهم لتقديم أجمل الأدوار لنا؟
رينيه ديك ممثلة من لبنان تعيش وحيدة غير قادرة على التكيف مع الغلاء في لبنان، وبعد أن تداولت الصحف خبر فقرها وتفاعل النشطاء مع قضيتها وحالتها، تحركت وزارة الشؤون الإجتماعية لمساعدتها ونشر السيد زاهي الهيبي، مدير مكتب وزير الشؤون الاجتماعية بيار بو عاصي، التالي: (بعد أن وردتنا إتصالات ومراجعات عدّة الى مكتب وزير الشؤون الإجتماعية بشأن الوضع الإنساني للممثلة اللبنانيّة رينيه ديك، قمنا بالإتصال بها وبإرسال فريق من المساعدين الإجتماعيين لزيارتها والقيام باللازم)
الغريب أن دولتنا الكريمة تتحرك فقط عندما تصبح القضية قضية رأي عام، والأضرب أن نقابة الممثلين اللبنانيين تتجاهل نجومنا ولا تقوم بإحصاءات ولا مراجعات حتى أنها لا تطمئن على حالاتهم الاجتماعية أو الصحية.
اليوم وصل صوت رينيه ديك إلى اللبنانيين وكذلك الدولة، ولا نعلم إن كان إحد كبار نجومنا القدماء يعانون مثلاً تماماً ولكن لا صوت لهم!
في لبنان فقط كل شيء يصبح له قيمة إلا الإنسان فقيمته ترخص بوجود هكذا نقابات وزعماء!
سارة العسراوي – بيروت
)
