أطلق الفنان الأردني الشاب أدهم نابلسي أغنية (حدا ما بينتسى) على طريقة الفيديوكليب منذ أسبوع، وحققت حتّى اللحظة ملايين المشاهدات، ما يثبت إنه الأنجح بين شباب جيله، ويتفوق أحيانًا حتّى على ناصيف زيتون الذي ينافسه، ويتميز عنه إنه ينوّع أكثر بإختياراته، ولا يقيّد موهبته بلون غنائي واحد.
لمرة جديدة يبدع الشاعر علي المولى الذي كتب الكلمات الرائعة، وأجاد نقل واقع الرجل الذي يرفض أن يُهزم عاطفيًا على يد إمرأة عشقها، على عكس الأغنية التي أعطاها لإليسا تحت عنوان (كرهني) وتعكس واقع انتصار كبرياء المرأة على حبيبها، لتمنعه من إكمال حياته فيما تستأنف علاقاتها بأنانية جارفة، لينتقم منها هذه المرة مع أدهم ويستعيد حق الرجل.
علي من أمهر وأذكى الشعراء في لبنان والشرق العربي، يكتب مواضيع لافتة وجريئة لم يطرحها أحدٌ قبله، ويبتعد عن مناقشة القضايا العاطفية المستهلكة، ليطرح قضية المطلقة مع كارول سماحة، المرأة الجبارة التي تذّل حبيبها مع إليسا، الرجل الذي يفرض كبرياءه على معشوقته مع أدهم، والصراع المزعج بين العقل والقلب مع شيرين عبد الوهاب، وغيرها.
الشاعر اللبناني لا يتفلسف، ويكتب العبارات والجمل التي نرددها بالشوارع والجلسات الاجتماعية، لا يغوص كثيرًا بوهم الحب الحالم الذي نحلم به ونقرأه بالروايات الخيالية ولا يعيشه سوى قلّة، بل يعالج الخيانة والأنا العليا التي ترفض الخضوع، وحب السيطرة، والتمرد، وكلّ الأفكار الثورية الجريئة التي تنقمها العادات والتقاليد الشرقية المتزمتة، ليصبح (حدا ما بينتسى) عند المتابعين.
الملحن فضل سليمان ألف لحنًا ملائمًا ومتناسقًا مع الكلمات، أوحت نغماته بالغضب والعنفوان والتعالي، فيما ساعد التوزيع الجيّد لعمر صباغ بتقسيم الجمل الموسيقية بنجاحٍ، لتبدأ الأغنية بالقرار المنخفض ثم تعلو تدريجيًا وتصل للجواب المرتفع الذي يجيد أداءه أدهم.
النجم الأردني انطلق من برنامج (اكس فاكتور) منذ سنوات، وشبّه المستمعون والنقاد آنذاك صوته بالنجم اللبناني الكبير وائل كفوري، لكنه تمكّن لاحقًا رغم خسارته اللقب من إثبات نجوميته، ووجد هويةً خاصةً لا تشبه أحدًا وحاول الابتعاد عن التكرار كلّ مرة وظلّ يبحث عن الجديد في الكلمات والألحان والتوزيع، وبات يمتلك قاعدة جماهيرية واسعة، وطريقه الذي يسلكه للصف الأول بات أسرع.
عبدالله بعلبكي – بيروت
https://youtu.be/PyrlwwMtfL0