لم تدرس الإعلام، غنت لأكثر من ١٥ عامًا ومثلت اليمن خير تمثيل، شهيرة في مصر والخليج والمغرب والمشرق كمغنية، والآت برعت على الشاشة كمقدّمة برامج بخمسة نجوم لما تتمتع به من أخلاقيات مهنية عالية وذكاء وحنكة في نيل إجابات دون الاعتداء على الضيف.
تتقن دورها وتحترم أدبيات الحوار التلفزيوني أكثر من أغلب المقدّمات المتخصصات والمتفرغات للتقديم!
والأهم كم الإحترام والمحبة التي نالتها من المشاهدين، والحضور الرصين اللطيف في آن الذي فرضته على الشاشة، والذكاء الخارق بإستخراج كلّ الأجوبة من ضيوفها دون إحراجهم أو التطفل على خصوصياتهم، كما يحدث مع أغلب المذيعين والمذيعات اللبنانيات والعربيات الذين يدعّون قدرتهم على إستفزاز الضيف، وكسب لعبة الـ (Rating) عبر أساليب رخيصة تثير الإشمئزاز لدى الرأي العام، ولعل أبرز مثال الآن مذيعات الـ MBC!
أروى الآن مشروعٍ مقدّمة من طراز مختلف وهذا ما بشرت به منذ بداية مشوارها عبر شاشة الـ MBC، حيث قدّمت برامج ناجحة مثل (لمن يعلم)، و(لو)وغيرهما.
تعي أروى كيف تسأل ضيوفها على تنوّع فئاتهم، وكيف تستخرج أسرارهم، هادئة وواثقة وجميلة وأنيقة.
تنقلت أروى بين برامج عدّة، وكان لمصر حصة كبرى، عبر إطلالتها على شاشة الـ CBC، قبل أن تطل في لبنان، بوابة الإعلام العربي الأولى، لتظهر على شاشة )الجديد)، في برنامج مبتكر تحت عنوان (تحت السيطرة).
البرنامج جريء فيما يطرح، وجدلي فيما يقدّم، بمضمون ليس سخيفًا مقيتًا، بل ممتعًا ورصينًا، تجلس أروى على كرسيها، وكأنها لبنانيّة في كيفية نطقها وفي حديثها مع ضيوفها.
نجاحها في برنامجها (تحت السيطرة) جعل المحطة المصرية (النهار) تشارك (الجديد) بعرض حلقات برنامجها، والناحية الأجمل أنها لا تنافس إحداهن وتفتعل الحروب الوسخة معهنّ، بل تنافس وتتحدى ذاتها كلّ أسبوع لتتطوّر، ولتقدّم مضموناً أفضل وأكثر جودةً.
عبدالله بعلبكي – بيروت