في حفل التريو نايت المُنظّم أمس ضمن فعاليات موسم الرياض، ارتفع نجوم لبنانيون، شرقيون عرب، على سلم الموسيقى، وآخرون ارتبكوا قليلًا في تفاصيل الأداء، نظرًا لقصرِ فترة التدريبات رغم ضخامة التنظيم وجماليّته.
الرياض أمس أصبحتْ محور الفنّ العربي بعدما كانتْ بيروت لسنوات وتبقى بيروت المنارة الأولى للفنّ الشرقي ومن القاهرة تقاسمنا الدورَ بشرفٍ، لكنّ بين العاصمتيْن السعودية واللبنانية، لا فارق شعرناه والسعادة ظلّت واحدةً بالنجاح الباهر ومدى تقدير السعوديين لفنّ أصدرناه بطعمِ وشموخ الأرز، ولأنّنا عربٌ وأينما نكون، نتحدّ وننبذ كلّ الخلافات.
أنغام الكبيرة تفوّقت على الجميع بنقطةٍ، بعدما ارتفعت على سلم الأخلاق، وكأنها قفزت خطوات مجيدة عابرة للزمان والمكان.
انقطع الصوت تمامًا من مايكروفون النجم الكبير جورج_وسوف، الشهامة تظهر هنا، هذه مساحتها، وهذه فرصتها، فكانتْ من النجمة المصرية الأنيقة، التي أجادتْ دومًا تمثيل المصريين بكلّ ثقل الكون وهيبته.
اقتربتْ من الوسوف، أعطته المايكرفون وضحّتْ بمساحتها وعوضًا عن الغناء، ابتسمتْ وردّدتْ معه الأغنيّة بصوتٍ لم يظهرْ كثيرًا، وأصرّت عليه كيّ يكملَ الغناء بكلّ تهذيبٍ وتقدير، بوقفةِ انتصارٍ أخلاقيّة سيذكرها التاريخ الفنيّ، كإحدى أهم المبادرات النبيلة التي حدثت على مسرحٍ عربي.
إقرأ: أنغام تتألق بمواصفات عالمية!
كانتْ ليلةُ الجميع، نجم أنغام الذي سطعَ فغلبَ، ولتوثيق هذا فجأة ظهرتْ أمامي امرأة كبيرة في السنّ كانت تشاهد الحفل مع أفراد أسرتي، ثقافتها الموسيقيّة ضخمة لا تخجل إظهارها، همستْ بصوتٍ جهوري: (هذه النجمة من زمن الكبار، لا من زمننا الآن)، بحرقةٍ قالتها.
آنذاك رديتْ دون تفكيرٍ وبسعادةٍ: (ستُقدّر حتمًا أنغام كما كرّمتْ الوسوف، لا من نجومٍ يلحقونها أجيالًا، بل من رأي عامٍ ضخمٍ لا ينسى وقفات عظيمة كوقفتِها اليوم).
عبدالله بعلبكي – بيروت
#انغام في مشهدٍ لافت، تقترب من الكبير #جورج_وسوف بعدما انقطع الصوت عن المايكروفون الخاص به، وتمنحه مساحتها بكلّ تقدير وإيثار فنيّ.. لم تغنِّ، بل ارتفعتْ النجمة المصرية وهذا انتصار أهم، لتقفز خطوات مجيدة على سلم الأخلاق. #تريو_نايت pic.twitter.com/VY3m43KnMi
— عبدالله بعلبكي (@ABDALLAH_B2) December 31, 2022