تذهل النجمة اللبنانية إليسا متابعيها كلّ مرة بمدى عمقها، ونضج فلسفتها الحياتية، وتوغل نظرتها لأعماق الأشياء، لا تستسلم للقشور، غارقة أضواء الشهرة في إليسا وليس العكس.
اليوم غردت بما تضمره: “الله لا يحتاج إلى فلاسفة في الصلاة، بل بسطاء في القلب واللسان”.
وأرفقت إليسا عبارتها بكلمتين “صباح الخير” باللغة الفرنسية، كعادتها في توجيه تحية الصباح، لتصبح النجمة العربية الأكثر قربًا لجمهورها.
تثبت ملكة الإحساس أنها لا تخضع لقوانين الشهرة في أوطاننا العربية، تغرّد وحيدةً بعيدًا عن كلهن، بمستوى ثقافتها، ولإيصال الرسائل الهادفة والملهمة والمصلحة لكلّ متابع لها.
على عكس غيرها، الفلسفة بالنسبة لإليسا ليست عبارة عن كلمات وصفية مركّبة تشتت تركيز المتابع، وليست تعابير إنشائية، بل رسالة إنسانية حازمة، وهدفًا إجتماعيًا نبيلًا، يسعى لتصليح ما تمزّق داخل النفسيات العربية المحطّمة، نتاج الحروب والأزمات وسيطرة رجال الدين على عقولها، وتجيير حياتها ومصيرها نحو دفة مصالحهم الدنيئة برفقة رجال السياسة.
نعم، الصلاة التي نكفّر على عدم المواظبة عليها من رجال الدين ليست من يقربنا للخالق، بل الإيمان الحقيقي المتجلي في القلوب الشفافة والزهيدة، والصدق الذي ما عدنا نلمسه بحضرة الجوامع والكنائس ولا بالمجالس الدينية.
نحتاج إلى أكثر من إليسا في هذه الأوطان التي أنستنا مهام الفنان المرهف بحسه والمتجلية بمحاربته للفساد على أنواعه كما المشرّع الغائب بالمجلس النيابي، وبتصديه لمحاولة إستدراجه كأداة لإلهاء الشعوب عن أولوياتها.
عندما يغني الفنان على المسارح، يلتهي المواطنون فيسرق السياسيون منهم المزيد بلا انتباه، لكن إليسا هنا لتكسر القاعدة، ولتغني سرقة السياسيين وسطوة رجال الدين عبر منبرها، ولتؤدي قرار التمرد على صفقاتهم سويًا عبر ساحاتها التواصلية، وتشدو بجواب المعجبين الراغب بإستمرارها على هذا النهج بتصفيقٍ وتقديرٍ.
عبدالله بعلبكي – بيروت