(بتغيب بتروح) صنعت إليسا النجمة.. (من أول دقيقة) رسخّت هذه النجمة في إحدى أوجّ صفاتها: الذكيّة..
دويتو هزمَ مقولةً تنصُّ على ما يلي: (الأعمال الآنيّة التي تفتقر للجودة، وحدها تحلّق عاليًا، فتصلّ سريعًا إلى قمة سلم الأرقام).
الذوق الفنيّ ينتصرُ أيضًا مع المغربي سعد_لمجرد، الذي سجّل نجاحًا في ملعب الأغنيات العاطفيّة، فجعلهم يتخبّطون في ملاعب حقدهم وأحكامهم الاستباقيّة وتهمهم الباليّة.
إقرأ: سعد لمجرد: إليسا دخلت قلبي من أول دقيقة!
نحن أمام رجلٍ أطلق أداءً مُرهفًا من لبّ قلبه.. كيف من يجعلنا نتمنّى الحبّ يرتكب جريمةً نكراء كالتي حاولوا مرارًا وتكرارًا إلصاقها به؟
الانتصار ُهنا إنسانيّ، أما في الفن فكانت الإجابة الصاعقة..
خلال يوميْن، عشرة ملايين للمجرد ولإليسا التي تقتنص نجاحًا تلو الأخرى، بفعل قراراتها ورؤاها واختياراتها.
الرقم غير ثابت.. هنا نراقب رقمًا يرتفع وسيرتفع.
(أتريد معرفة رقم المشاهدات قبل قراءة بقيّة المقال أو بعد؟).. على صيغة السؤال الذي طرحه المذيع السعودي علي العلياني على إليسا أثناء حواره معها!
نحن أمام امرأةٍ هنا لا تُقهر، لا في الفنّ، ولا في السياسة، ولا في المرض، ولا في مواجهات الحياة.
إقرأ: شريهان تعلّق على أغنية إليسا ولمجرد
الشاعر المصري أمير طعيمة كتب حبًّا يقول بجرأةٍ عن نفسه: (أشعرتني أنّني إنسانٌ، وأنّ لحياتي حياة)، وأكثر: (في الضعف أنا القوة، وفي صراعات الكون أنا السند، وفي عينيْك ألمع وتلمعان معي).
رامي_جمال الفنان والملحن المصري، رادف الكلمة بلحنٍ حالم، ليتوه بنا بين الحقيقة والخيال.
التوزيع لأحمد إبراهيم الذي أجمعَ آلات الموسيقى، فأصبحتْ للعشق الورديّ آلات وآلات.
استثنائيًا يضعنا المشهدُ الفنيّ أمام مبدعين تكاتفوا لإنتاجٍ ذهبيّ، وفي الصورة عفويّةُ عاشقيْن يتمايلان ويرقصان ويتغزلان ويغنيان في استديو، ببساطة ذلك الحبّ رغم عمقه، بصدقيّة الحالة وشفافيّتها..
لا بذخٌ سوى بالعاطفة.
إنّه العملُ الأول على لوائح الترند، يمكنك توقّع كلّ تلك الإحصائيات، منذ الاستماع الأول، ومنذ الدقيقة الأولى.
(من أول دقيقة) أغنيّةٌ موجّهةٌ من الإرادةِ الصعبة إلى الزمنِ الأصعب..
فلنستمرْ إذًا بمكافحةِ هبوط لا يعيش أكثر من دقيقة ولا أكثر من استماع!
إليسا ولمجرد يكفيان للأمل!
عبدالله بعلبكي – بيروت