وائل كفوري فنانٌ عاش حياتَه مسالمًا، يهرب من المشاكل ولا يقبل بها أسلوبًا ترويجيًا لاسمه الكبير، اعتمد على صوته الذي قل أن يأتي مثله، وقدراته التي لا يهبها الله إلا ندرةً.
واعتمد على اجتهاده فاجتهد ليلاً نهاراً على أعماله التي أعطته هويةً خاصةً لا تشبه أحدًا على منابر الغناء العربي وتمكن من أن يكون سيدًا لا مثيل له في الغناء كما في الأخلاق والرجولة.
وائل كفوري من الأوائل في الشرق العربي، لم يستغل يومًا خلافاته الشخصية إعلاميًا، ولم يتحدث يومًا سوى عن أعماله وبالكاد يمرر زكزكة لزميل له أو زميلة ثم يلتزم الصمت المطبق، هذا لأنه شهم ولأنه ليس جائعَ شهرةٍ، لذا نحترمه ونقول إنه رجلٌ وليس ذكرًا، وفنانٌ لحقته الشهرة ولم يلحقها، واسمٌ يفخر به لبنان كما كل العرب لم يتسم به من كبرياء وكرامة وعزةٍ وأنفة.
لم يكن يومًا من رواد صالونات الثرثرة، رجل خلوق وعقلاني لطالما فكّر بمصلحة وسمعة ابنتيه وحاول إبعادهما عن السنة الصجافيين الذين يتوسلون التقاط خبرية عن حياته الشخصية وعن بنتيهِ.
مرةً لم بقل كلمةً عن علاقته بزوجته السابقة، وأهلها الذين يوظبون على اللإساءة له، وتوزيع الكلام هنا وهناك، ويحاولون تشويه سمعته، ويدعون ما يدعونه من كلام ولم يكن هذا قبل بل بعد الطلاق، ما يترك علامة استفهام كبرى حول تلك الزوجة السابقة ومعها أهلها الذين يحرضونها بدل أن يدربوها على كيفية تحصين نفسها كأم والابتعاد عن المهاترات.
إقرأ: طليقة وائل كفوري تحاول تشويه صورته – صورة
وائل لا يتدنى إلى قيل وقال لأنه عزيزُ النفس، ورغم أن علاقة طيبة تربطنا به ومن الممكن أن يسرب لنا ما نريد أن نعرفه، لذا اتصلنا به ورفض التعليق على الموضوع نهائيًا، وراح يرمي لي النكات ويسألني عن الشغل والعائلة والرفاق والوضع في البلد وموسم الحفلات هاربًا من أي استجابة لما يقولونه عنه وعن التهديدات التي يتلقاها من منابر كثيرة ومن السوشيال ميديا فقال:
ماذا يقولون.. بتعرفي ما عمبعرف شي ولا عمبسمع.. موسم حفلات وشغل وسبور وشو بدو الواحد يقرا ويعرف تيعرف..
وائل يلتزم الصمتَ، وحين سألناه عن ابنتيه ابتسم من قلبه وطمأننا أنهما بخير.
وعن استفزازات زوجته أكد أنه لا يعرف شيئًا محاولاً الهرب من أي إجابة وهذا ما يفعله الرجال الرجال أولاد الأصل وأهل الكرامة الذين لا يتنازلون لأن يكونوا أسرى الغضب وردات الفعل.
رغم كل الصعاب، بدا النجم الكبير بطلًا منتصرًا أمام كل الحروب السخيفة والمفلسة التي تُشن ضده، ونصفّق له ونقدّر كبرياءه، وعدم استغلاله لعلاقاته ونفوذه ليسرّبَ ما يعرفه عن زوجته وأهلها ويرد الصاع صاعين، وكلنا نعي إنه يستطيع فعلَ ذلك!
وائل كفوري عظيمٌ كنجم هوليوود براد بيت، الذي التزمَ الصمت ولم يلفظْ حرفًا أثناء خلافاته ودعوى طلاقه من أنجلينا جولي، وهذه من شيم الكبار الذين يعطون أفضل نموذج عن الرجولةِ التي لا تُختصر بالعضلات إنما بالمواقفِ والأخلاق!
الجرس