يعيش ما يقرب من نصف سكان العالم في مناطق معرضة لتفشي حمى الضنك، وهي عدوى فيروسية قد تهدد الحياة وتنتقل عن طريق لدغات البعوض الحامل للعدوى. لا يوجد لهذا المرض علاج، والأشخاص الذين أصيبوا بالفعل سابقًا بحمى الضنك هم فقط المؤهلون للحصول على اللقاح. في تنبيه الخبير هذا، تشارك ستايسي ريزا، دكتورة في الطب، اختصاصية الأمراض المعدية في مايو كلينك في روتشستر، بولاية مينيسوتا، معلومات مهمة يجب معرفتها عن حمى الضنك.
إن معدل الإصابة بحمى الضنك على مستوى العالم آخذ في الارتفاع، وذلك بحسب منظمة الصحة العالمية. وفي إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، شملت البلدان التي شهدت تفشي المرض العام الماضي مصر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وأفغانستان وجيبوتي وباكستان والصومال والسودان واليمن.
تقول الدكتورة ستايسي، المدير الطبي التنفيذي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في مايو كلينك: “يمكن لأربعة أنواع فرعية مختلفة من الفيروس أن تسبب العدوى للبشر”. “وأينما يكون هناك عدد كبير من البعوض في بيئات حارة، يكون ذلك مكان تفشي حمى الضنك.”
كما أن الأشخاص الذين يعيشون في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية الحارة والرطبة معرضون بشكل خاص للإصابة بحمى الضنك.
تقول الدكتورة ستايسي: “ولهذا السبب تنتشر في أجزاء من العالم مثل جنوب شرق آسيا، وأمريكا الجنوبية، ومنطقة البحر الكاريبي، وحتى بعض أجزاء من جنوب الولايات المتحدة، حول فلوريدا ولويزيانا”.
يمكن أن يصاب الأشخاص بحمى الضنك أكثر من مرة. الناقل الرئيسي لحمى الضنك هو بعوضة الزاعجة المصرية والمعروف أنها تلدغ بالليل والنهار. يصاب حوالي 1 من كل 4 أشخاص مصابين بالفيروس بأعراض تتراوح من بسيطة إلى شديدة.
تقول الدكتورة ستايسي: “عادةً ما يلاحظون حمى ويشعرون بآلام في الجسم والعظام والعضلات. ويصفون في كثير من الأحيان، بوجود ألم خلف أعينهم”. “كما يمكن أن يصابوا ببعض الغثيان والقيء وحتى الإسهال.”
في حين أن معظم الأشخاص يتعافون في غضون أسبوع تقريبًا، إلا أن الحالات الشديدة يمكن أن تؤدي إلى حدوث حالات طوارئ مهددة للحياة.
وقد تشمل أعراض حمى الضنك الشديدة ما يلي:
– ألم شديد في البطن.
– قيء مستمر.
– نزيف من اللثة أو الأنف.
– وجود دم في البول أو البراز أو القيء.
– نزيف تحت الجلد، والذي قد يبدو مثل الكدمات.
– صعوبة أو سرعة التنفس.
– إرهاق.
– سهولة الاستثارة والاضطراب.
وللأسف، لا يوجد علاج لحمى الضنك.
تقول الدكتورة ستايسي: “لا يوجد مضاد للفيروسات أو علاج لحمى الضنك”. “وهو ما نطلق عليه علاج مساند. لذلك من الضروري الحفاظ على ترطيب الجسم بشرب الماء، خاصةً عندما يكون الأشخاص في حالة إعياء ومصابين بالحمى. كما يمكنهم استخدام عقار الأسِيتامينُوفين لعلاج الحمى، وخفض درجة الحرارة، ثم التأكد من تناولهم السوائل مع الاستمرار في الحصول على شكل من أشكال الطعام”.
وتضيف الدكتورة ستايسي: “في حالة إصابتهم بحالة مرضية وجفاف شديدين، فيجب عليهم الذهاب إلى المستشفى وقد يحتاجون إلى البقاء فيها حتى يتسنى مساعدتهم”. قد يحتاج الأشخاص المصابون بحمى الضنك الشديدة إلى حقن السوائل والكهارل من خلال الوريد ومراقبة ضغط الدم ونقل الدم لتعويض الدم المفقود.
وقد اعتُمد لقاح في العديد من البلدان للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و16 عامًا والذين أظهروا دليلاً على إصابتهم مسبقًا بحمى الضنك.
وتقول: “يُعطى اللقاح للأشخاص الذين لديهم بالفعل دليل مناعي على وجود إصابة سابقة بحمى الضنك، لذا يُعطى لمساعدتهم على الوقاية من الإصابة بها مرة أخرى”. ولكن اللقاح ليس معتمدًا في الولايات المتحدة.
الوقاية من لدغات البعوض أمر ضروري لتجنب الإصابة بحمى الضنك لذلك تقول الدكتورة ستايسي أنه يجب القيام بما يلي:
– استخدام الرذاذ الطارد للحشرات الذي يحتوي على مادة ثنائي إيثيل تولواميد (ديت – DEET) أو البيكاريدين أو
– زيت الليمون والأوكالبتوس للوقاية من لدغات البعوض.
إزالة أي مياه راكدة حيث يمكن للبعوض وضع البيض.
التخلص من الأوعية التي تحتوي على الماء، مثل المزهريات وأصص الزهور.
– التأكد من سلامة شاشات النوافذ وغلق الأبواب لإبقاء البعوض في الخارج.
– ارتداء الملابس الواقية مثل البناطيل والقمصان ذات الأكمام الطويلة.
– بعوضة الزاعجة المصرية مسؤولة عن العديد من الالتهابات الفيروسية، بما في ذلك حمى الضنك والحمى الصفراء وشيكونغونيا وزيكا.