يتجه الذهب إلى الارتفاع قليلاً بنسبة 0.3% ويتماسك أعلى مستوى 2610 دولاراً للأونصة في التعاملات الفورية فيما يحاول إيقاف سلسلة خسائره الممتدة منذ اسبوع.
اقرأ: مصير الذهب في ظل التوترات الجيوسياسية
يحاول الذهب الاستفادة من المنسوب المرتفع للغاية للتوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط مع ترقب المزيد من التصعيد الذي يلوح في الأفق. في المقابل، فقد يستمر الضغط على الذهب للتخلي عن المزيد من مكاسبه على ضوء التيار الصاعد لعوائد السندات.
تترقب الأسواق الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني غير المسبوق من الأسبوع الفائت، والذي من شأنه أن هجوماً ذو طابع تصعيدي للحرب الإقليمية أكثر من أي وقت مضى. حيث تحدث وزير الدفاع الإسرائيلي – المشهور بخلافه المعلن مع رئيس الوزراء لجهة تصعيد الحرب – عن أن الهجوم سيكون قوياً ومفاجئاً. كما نقل مسؤول إسرائيلي لـ CNN أن المجلس الأمني يستعد اليوم للتصويت على خطة الهجوم. عليه، فإن الرد قد يكون وشيكاً.
اقرأ: الذهب قرب أعلى مستوى له على الإطلاق
فيما كان قد تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفياً الأمس لبحث طبيعة الهجوم، إلا أن تفاصيل المكالمة لم تتكشف باستثناء مع قد صرح به البيت الأبيض عن حث بايدن للدفع أكثر للجهود الدبلوماسية لتسوية النزاع في مختلف جبهات الاقليم. في حين لم أعد أرى أن الحديث المعلن من الإدارة الامريكية عن السعي للدفع نحو وقف إطلاق النار يحمل أي طابع من الجدية.
اقرأ: الذهب يواصل مكاسبه التاريخية
الولايات المتحدة قد حذرت سابقاً من استهداف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية نظراً للتداعيات التصعيدية المحتملة له والتي قد تلحق الضرر بمصالح الولايات المتحدة. حيث تحدثت صحيفة The Washington Post عن إمكانية استهداف المنشآت النفطية لحلفاء الولايات المتحدة في الإقليم في حال ضرب المرافق النفطية الإيرانية. في حين أن امتناع الجانب الإسرائيلي، على الأقل لما قبل المكالمة الهاتفية الأمس، عن مشاركة تفاصيل الهجوم قد يعكس النية لتجاهل المخاوف الأمريكية.
اقرأ: الذهب يكمل مكاسبه وسط تفاقم الاوضاع في الشرق الاوسط
على الجانب الاقتصادي، فقد حمل محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إشارات متباينة للأسواق. فعلى الرغم من التأييد الواسع في النهاية للخطوة الأخيرة التي قام بها الفيدرالي بالخفض الكبير بمقدار نصف نقطة مؤية، إلا أن المحضر تحدث عن أن صناع السياسية النقدية لا يرغبون بأن يصبح ذلك الخفض بمثابة دافع للمزيد من التخفيضات الكبيرة في المستقبل.
هذا الحديث من أعضاء الفيدرالي يضاف إلى حديث جيروم باول الأسبوع الفائت حول حذر البنك المركزي من التخفيضات الكبيرة للمعدلات مستقبلاً، وهذا ما جاء في ذات الأسبوع الذي استضاف سلسلة من بيانات سوق العمل الأفضل بكثير من المتوقع. فيما ان هذه السردية قد عزز من انتعاش عوائد سندات الخزانة ليبلغ العائد على تلك لأجل عشرة أعوام اليوم أعلى مستوى له منذ أواخر يوليو الفائت.
فيما أن انحسار التوقعات المتفائلة للغاية حول الخفض السريع لأسعار الفائدة يقدمان المزيد من الدعم للدولار الأمريكي والذي يحظى في نفس الوقت بالدعم من تعزيز مكانته كعملة ملاذ آمن على ضوء تفاقم الصراع في الشرق الأوسط.
كما تترقب الأسواق اليوم قراءة شهر سبتمبر لمؤشر أسعار المستهلك في الولايات المتحدة. فيما أن عدم تباطؤ التضخم كما هو متوقع أو حتى تسارعه من شانه أن يعزز فرضية الخفض البطيء لأسعار الفائدة، وهذا بدوره قد يشكل ضاغطاً على الذهب للتخلي عن مكاسبه.
اقرأ: أسعار الذهب بلا بوصلة
أما الأن، فلا تتوقع الأسواق خفضاً بأكثر من نصف نقطة مؤية مع نهاية هذا العام، وذلك مع إمكانية تحقيق خفضين بمقدار ربع نقطة مؤية لكل منهمها في اجتماعي نوفمبر وديسمبر المقبلين، وفق CME FedWatch Tool.
في كل الأحوال، لا ننسى أن عودة المخاطر الصعودية للتضخم إلى الواجهة مع احتمالية عودة أسعار الطاقة إلى الارتفاع في حال تصعيد الحرب الإقليمية على نطاق واسع للغاية قد يدفع البنوك المركزية للتريث في خفض المعدلات تجنباً للسيناريو الاسوء وهو خفض أسعار الفائدة بالتزامن مع عودة التضخم إلى الارتفاع. عليه، فإن التطورات المستقبلية من شانها أن تحمل تأثيرات متعاكسة على الذهب وهذا ما قد يفسر جزءاً من الاستجابات المتباينة لسعر المعدن الاصفر.