ناديا لطفي حين حضرت إلى بيروت العام 1982 وودعت ابوعمار والفلسطينيين
حين احتلت إسرائيل لبنان العام 1982، واحتلت أول عاصمة عربية بيروت، لتحقق واحدة من أهدافها الكثيرة في الشرق، كما في الغرب، ومنها آنذاك إضعاف وطَرد منظمة التحرير الفلسطينية من العاصمة اللبنانية، وفرض خططها في المنطقة انطلاقاً من العاصمة اللبنانية وتنفيذ سياستها في بيروت كاختيار ريئس للبلاد ولتفرض على اللبنانيين توقيع معاهدة سلام، وكان لها ما أرادت حيث فرضت معاهدة الذل والإذعان، على اللبنانيين واسمها آنذاك معاهدة 17 أيار الشهيرة، والتي وقعها أعضاء مجلس النواب في العام 1983 في عهد الرئيس أمين الجميل، وقع عليها كل أعضاء مجلس النواب وكان مقر اللقاء في خلدة، ونالت الاتفاقية على أغلبية أصوات مجلس النواب اللبناني آنذاك، 62 صوتاً من أصل 72 نائباً حاضراً، مع التصويت ضده من النائبين زاهر الخطيب ونجاح واكيم، وامتناع وتحفظ وغياب عدد آخر من النواب.
المعاهدة التي أسقطها الشرفاء اللبنانيون وطردوا المحتل عبر المثاومة الوطنية اللبنانية التي اسسها كمال جنبلاط قبل اغتياله العام 1977.
العام 1982 طردت اسرائيل باتفاق دولي عربي ياسر عرفات، والمنظمة الفلسطينية من بيروت، وتجمهر اللبنانيون لوداع ياسر عرفات والمناضلين من الفلسطينيين والفنانة العربية الوحيدة التي حضرت من مصر لتشارك في وداع المناضلين الفلسطينيين كانت البطلة ناديا لطفي التي ودعت الأبطال وبكت.
لناديا لطفي صولات وجولات في نضالها لصالح القضية الفلسطينية وقد سجلت بكاميرتها في بيروت جرائم السفاح الإسرائيلي (شارون) في مذابح صبرا وشاتيلا في بيروت، ونقلتها عبر كاميرتها للعالم، وقالت الصحافة العالمية عنها آنذاك:” لم يكن مع نادية لطفي كاميرا بل كان معها مدفع رشاش بوجه قوات الاحتلال الصهيوني”.
والآن جاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن ليزور الفنانة نادية لطفي، ويقلدها وسام القدس ليكرم نفسه لا ليكرمها، وزارها في مستشفى المعادي العسكري، وهنأها بعيد ميلادها الـ82، الذي احتفلت به قبل أيام.
وكانت زارت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة المصرية، الفنانة الكبيرة في مستشفى المعادي للقوات المسلحة، قبل أيام لإهدائها جائزة الدولة التقديرية التي نالتها خلال عام 2018، ولم تتمكن من تسلمها في حفل التكريم الذي خصص لذلك بسبب مرضها.
واحتفلت الوزيرة وبرفقتها عدد كبير من الفنانين والمثقفين بعيد ميلاد الفنانة المصرية، وأشادت بمواقفها الوطنية والإنسانية، واصفة إياها بإحدى أيقونات السينما المصرية.