نعى الصحافي اللبناني بيار ابي صعب الاعلامي والكاتب والناقد السينمائي وليد شميط، الذي توفي مساء الثلاثاء.
وكتب:
كلهم يذهبون. يمضون واحداً تلو الآخر من دون أن تلاحظ المدينة، أو تلبس الحداد. هذا يعني أن المدينة لم تعد نفسها، أو أن زمنهم، زمننا، قد سبقهم إلى كتب السيرة التي لن يكتبها أحد، أو لن يقرأها إلا حفنة من المسكونين، الباحثين عن ذهب الوقت.
لا أعرف كيف أرثي الكاتب والاعلامي والناقد السينمائي #وليد_شميط. صفة ناقد سينمائي تشبهه تماماً. عندما كان هناك معنى لهذه الحرفة التي تتطلب معارف وأدوات وتجارب كثيرة لم تعد متوافرة في أيامنا.
اقرأ: بيار ابي صعب دافع عن نانسي عجرم وجلد ماجدة الرومي
لم يسعفني غوغل في الحصول على صورة واحدة قديمة له، صورة تشبهه، كي أنشرها هنا. هو في ذاكرتي بالأبيض والأسود، بنظارتيه الطالعتين من مجلات وافلام الستينيات، مثل #غودار أيام «دفاتر السينما». أين الصورة؟
كأن وليد امحى اراديا قبل أن تحين الساعة مع أن الساحات تعرفه في باريس حيث عاش وعمل، وبيروت وديار العرب. مع انه ترك بصماته على طريقة الكتابة عن السينما، وبالتالي طريقتنا في مشاهدة الافلام مع #سمير_نصري و #ابراهيم_العريس و #يسري_نصرالله (قبل ان يبدأ صناعة الافلام) و #عدنان_مدانات و #سمير_فريد وقلة غيرهم.
أستعيد ذكراهم هنا، كما كانوا في الماضي المتعدد، تحيةً لذلك الزمن، زمن بلا صور ولا ورثة. عايش هؤلاء وواكبوا مرحلة مهمة من تاريخ السينما العربية والعالمية.
سينما المؤلف التي تغيرت تجلياتها ومفاهيمها مع العالم الرقمي. أذكر كتابه المرجعي عن السينما الفلسطينية، كتاب مشترك مع المؤرخ السينمائي الفرنسي الراحل #GuyHennebelle. أذكر كتابه المرجعي أيضاً عن سينما #يوسف_شاهين! وليد من سلالة خاصة كانت تمضي عمرها في الصالات المعتمة، وغرف المونتاج وحلقات النقاش وبين الكتب.
كان خجولاً، خفيفاً، بالكاد تشعر بعبوره، إلى أن يخرج عن صمته، يقول كلمته بصوت هادئ لطيف مهذّب وانيق وها هو الناقد الظريف، قبل أن يمضي، يمحو بصماته،ويزيل بنفسه أثار “الجريمة”. لقد أتينا، وكتبتا، وانهزمنا…