عندما عُرض برومو مسلسل (الهيبة الحصاد)، أعجبنا أداء سيرين عبد النور، وتوقعنا أن تلعب أجمل أدوارِها على الشاشة، ايمانًا منا بموهبتها الكبيرة واختياراتها الذكية، ولأن اللقطات التي رافقت أغنية ناصيف زيتون (أزمة ثقة) آنذاك ارتكزت على تعابيرها وملامحها ومدى اجادتها وغوصها بأعماق الشخصية التي ظنناها محورية لا هامشية.
إقرأ: هل تسرق سيرين عبد النور نجاح الهيبة من نادين نجيم؟ – فيديو
مرت الحلقات الأولى والخيبة بدأت تكبر، قلنا إنها ربما بحاجة لبعض الوقت لكي تتألق، وأعطيناها فرصة وتأملنا أن تتسع مساحة دورها، توقعناها بطلة بوجه تيم حسن لا ممثلة ثانوية وحبيبة اعتيادية كنيكول سابا التي فشلت الموسم السابق، لكن لا شيء تغير، وكل حلقة أسوء من قبلها.
(الهيبة) بدأ قويًا لأن نادين نجيم لم تطل بدور يمكن إلغاؤه أو تعويضه، ما يشوه نصه ويعرضه للنقص، فرضت نفسها وكانت اسمًا تسويقيًا لامعًا أنجحه لبنانيًا وعربيًا، ولا ننسى إنها كانت كذلك سببًا باعادة تيم إلى الشاشة الصغيرة بقوةٍ بعد غياب، وشاركته أنجح ثلاث مسلسلات قدمها ربما في مسيرته.
على عكسها، سيرين لعبت دور اعلامية (نور رحمة) تبيع مبادئها ومهنتها وشغفها لكي تحظى بعلاقة أو قبلة من (جبل)، وكأنه أضيف إلى السيناريو ولم يخلق من صلبه، ما جعل حضورها كغيابها، شيء يمكن لرواد العمل تعويضه أو تبديله بدور آخر.
دورها أصغر منها ومن موهبتها ومسيرتها المكللة بالنجاحات اللبنانية والعربية، ولا تقل شأنًا عن النجم السوري لكي ترضى أن تقف جانبه كجارية تنفذ أوامره وتلبي ما يريده (السي السيد)، ولا نصدق إنها نفسها التي جعلت مكسيم خليل يركض خلفها بـ (روبي) وتفوقت عليه وعلى أمير كرارة، والتي نافست عابد فهد بـ (٢٤ قيراط)، فما الذي تغير الآن؟!
تسرق نادين بالمقابل الأنظار بـ (خمسة ونص)، تلعب دور دكتورة متمردة ترفض بيع مبادئها حتى لحبيبها وزوجها ووالد طفلها، تقف بوجه المبدع قصي خولي وتتحداه، ولا تخاف أن يأكل (كل الجو)، تصل الى المجلس النيابي وتصبح النائبة التي تمثلنا وتطرح معاناتنا وظلم وسرقة الطبقة السياسية لنا، وتذكرنا ببولا يعقوبيان، التي تُحارب منذ انتخابها لأنها لم تقل سوى الحقيقة التي تفضحها.
نص العمل لا يُقدم بغيابها، لا ينجح دونها، ليست لأنها تقدم دورًا حميدًا وسيرين دورًا سيئًا بالمعايير الأخلاقية، بل لأن شخصيتها ثقيلة ومحورية وأساسية ومتجذرة ببنيته، وتدور حولها أحداثه.
نادين بطلة أولى وسيرين حبيبة عادية تمر على سجل البطل، ذلك الفارق الذي جعل الكفة تميل لصالح نجمة (خمسة ونص) لتكتسح الكل، وظلم بالتالي موهبة سيرين وجعلها خارج المنافسة هذا العام.
عبدالله بعلبكي – بيروت