مع أعياد الإخوة المسيحيين، تعلو حملات مقاطعة تهنئتهم، وحرمة توجيه المعايدات لهم، لكن بالرجوع الى الشريعة الإسلاميةنجد أن تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، يقول ابن القيم-رحمه الله- في كتاب احكام أهل الذمة: ( واما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم باعيادهم وصومهم، فهذا ان سلم من الكفر فهو من المحرمات.
وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراما وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى:(إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم)، وقال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً)، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .
وإذا هنئونا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا،ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى،لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق، وقال فيه: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).
وهناك عدد كبير من الأحاديث النبوية، تكلمت عن حرمة تهنئة غير المسلمين باعيادهم من بينها:
قال النبي صلى الله عليه وسلم(من تشبه بقوم فهو منهم)، وعن انس رضي الله عنه قال قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة و للأنصار يومان يلعبون فيهما فقال صلى الله عليه وسلم (إن الله قد أبدلكم خيرا منهما عيد الأضحى وعيد الفطر).و الحديثان صحيحان.
أما شيخ الإسلام ابن تيمية في(مجموع الفتاوى)، (2/488) قال: ( لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء , مما يختص بأعيادهم , لا من طعام , ولا لباس ولا اغتسال , ولا إيقاد نيران , ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة , وغير ذلك ، ولا يحل فعل وليمة , ولا الإهداء , ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك ، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ، ولا إظهار زينة).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (من تأسى ببلاد الأعاجم , وصنع نيروزهم ومهرجانهم , وتشبه بهم حتى يموت , وهو كذلك , حشر معهم يوم القيامة).
سليمان البرناوي-الجزائر