عُرضت الحلقة الأولى من مسلسل (خمسة ونص)، والذي تراهن عليه شركة (آلـ الصباح) في السباق الرمضاني، وحقق المرتبة الأولى بلائحة الـ (Trending).
تبدأ الأحداث بوفاة إبن أحد الشخصيات السياسية المرموقة في المجتمع اللبناني، ما يُفجع والديه رفيق علي أحمد ورولا حمادة، ما يؤدي إلى عودة قصي خولي الإبن من أم ثانية ومعه مرافقه معتصم النهار إلى القصر، ليشارك بمراسم العزاء.
نادين نجيم تلعب دور طبيبة العائلة، وصاحبة شخصية رصينة ومستقيمة، يصادفها قصي عند علاجها لوالده فيُعجب بها، ولديها والدة تطمع بمالها متزوجة من رجل مقامر.
المسلسل يطرح عدة فرضيات متعلقة بالجشع ومدى تأثير العذاب والتهميش الذي يعاني منه الطفل على شخصيته عندما يكبر، ورفض العائلة الأرستقراطية للمرأة الفقيرة أو السورية (والدة قصي)، والرغبة بالإنتقام التي ستدفع حتمًا قصي إلى تدمير زوجة والدهِ المحطمة أصلًا بعد وفاة إبنها، والحصول على كل النفوذ الذي حلم بها لتعويض النقص العاطفي الذي لازمه منذ صغره.
- قصي أسطورة في التمثيل، يبدو كممثل روسي يلعب دورًا عظيمًا في أهم مسرحية في العالم، يرتدي الشخصية يغرق في تفاصيلها، ينظر ويتحرك ويمشي ويتفاعل مع الممثل الآخر بحرفية غير متوفرة كثيرًا على المستوى العربي، يبدع ويمتعنا ويجعلنا نتفاعل مع شخصيته، نصدقه ويزيل بيننا وبينه حاجز الشاشة، وهذا ليس غريبًا على ممثل بحجمه، نشك بوجود منافس له على الصعيدين السوري أو حتّى العربي!
كل شيء أعجبنا: التنهيدة التي يخرجها، النبرة التي يتلاعب بها، يخفضها ويرفعها حسب الموقف الدرامي، لغة جسده التي حافظ على إتزانها فلم يحرك يديه ولم يغمض عينيه، بدا حازمًا وكأنه يرغب بالإنتقام بعد كلّ السنوات الضائعة التي لم يحظ بها بفرصة الإستمتاع بسلطات وأموال ونفوذ والده السياسية. - نادين نجيم تلعب دورها بالنمط الكلاسيكي، وكأنها ممثلة هوليوودية تعتمد على إمكاناتها الداخلية وعلى إحساسها الذي تظهره بنبرة صوتها ونظرات عينيها وتعابير ملامحها، ولا على التمثيل الخارجي والسطحي المجرّد من الإنفعالات.. نعلم جميعًا إنها تخطت مرحلة الإختبار، وإنها أصبحت النجمة اللبنانية الأكثر إنتشارًا ونجاحًا عربيًا، إلا أننا نتوق لنراها بأدوار غاضبة تتمرد بها، كفتاة شعبية أو إمرأة مكسورة وضعيفة لا تملك ثقتها التي نلحظها دائمًا من خلال طريقة سيرها في غالب أدوارها، نادين ملكة وجميلة وموهوبة وبحاجة لنص يخرج ما لم نراه سابقًا.
- معتصم النهار الحكم عليه مبكر كما الكل، المساحة التي خلقت له جيدة لإستثمارها لاحقًا لتحقيق المزيد من الإنتشار، لعل تجربته الحالية أهم وأكثر ثقلًا من مشاركته بمسلسل (ما فيي) الذي سقط جماهيريًا، ومشاهد الحب التي ستجمعه مع نادين كفيلة برفع أسهم نجوميته لبنانيًا وعربيًا.
- رولا حمادة ورفيق علي أحمد أستاذان محترفان في التمثيل، وأداؤهما أمس أثناء وداعهما لنجلهما، لعله أسكت أفواه بعض المراهقين الذين يشككون بموهبة وقدرة الممثل اللبناني على إتقان أدواره، وعلى منافسة الممثل السوري.
- الصورة الإخراجية الرائعة لفيليب أسمر، ذاك الشاب اللبناني الذي أخرج أنجح الإنتاجات اللبنانية، يبرع بعمرٍ صغيرٍ، ويكتسب خبرةً تجعله يعرف أين يوظف مواهب ممثليه، وكيف يديرها أو على الأقل يريحها لكي تخرج أفضل ما عندها، غير اللقطات القريبة التي إعتمدها في التصوير من (Close Up) و(Over Shoulder) التي أظهرت براعة أداء قصي تحديدًا من خلال تعابيره.
- الموسيقى التصويرية الجميلة التي أعطت إنطباعًا عن مشاعر كل شخصية في كل مشهد.
عبدالله بعلبكي – بيروت