قد يكون (قضم الأظافر Onychophagia-WR) سلوكًا مؤقتًا، غير مدمر نسبيًا، وذا أهمية تجميلية فقط، لكنه قد يتطور أيضًا ليصبح مشكلة خطرة وطويلة الأمد. ويُعتبَر قضم الأظافر عادة فموية مَرضية، و(اضطرابًا سلوكيًا موجهًا نحو الجسد – grooming disorder)، يتصف بقضم مزمن للأظافر يتعذر ضبطه ويكون مؤذيًا للأظافر والأنسجة المحيطة بها
تدفع مشاعر الإثارة والتوتر التي تنتاب كثير من الأشخاص عند مشاهدة فيلم تحتبس له الأنفاس أو عندما يقعون فريسة للشد العصبي في العمل، إلى قضم أظافرهم حتى خلال نومهم دون وعي. وليس الأطفال وحدهم هم الذين يقضمون أظافرهم، فالكبار أيضاً يفعلون ذلك في كثير من الأحيان، ويوضح خبراء علم النفس أن 10٪ تقريباً من كل الرجال والنساء يعانون هذه العادة السلوكية المذمومة، وأن كثيراً منهم يضيقون ذرعاً بها، غير أنهم لا يعرفون سبيلاً للخلاص منها.
أسباب قضم الأظافر كثيرة، فهناك من يقول انها ناتجة عن وسواس قهري، ومن يقول انها تشير إلى شخصية عصبية ومتوترة أو إلى شعور بالملل، لكن بالنتيجة فإن عادة قضم الأظافر تبقى من العادات الشائعة وغير المستحبة في أي سن، مع العلم ان البعض قد يتعلمها من أفراد أسرته أو المحيطين به، خصوصا الأطفال. وتنضم عادة قضم الأظافر إلى عادات أخرى تعبر عن التوتر والعصبية وغيرها من المشاعر السلبية، مثل مص الأصابع وحك الأنف ولف الشعر أو جذبه وحك الجلد وإصدار صوت بالأسنان وغيرها، وكلها عادات يمارسها اصحابها بدون شعور أو تفكير، سواء كانوا في بيوتهم أو على مرأى من الناس.
وتشير العديد من الدراسات ان ضحايا هذه العادة من كل الشرائح والأعمار. فحوالي 50 في المائة، مثلا، من صغار السن، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10-18 عام، يعانون منها وتبدأ لديهم في الغالب مع بدء التغيرات التي يمر بها المراهقون عند مرحلة البلوغ، في حين يعاني منها حوالي 23 في المائة من البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10-22 عام. بيد أن المطمئن في الأمر ان الغالبية تقلع عنها عند بلوغ ال30 عاما، فحوالي 10 في المائة فقط ممن تجاوزوا ال 30 عاما يمارسونها. كما يلاحظ ان نسبة الذكور أكبر من نسبة الإناث، ويرجع البعض الأمر إلى أن الفتيات يعتنين بأظافرهن أكثر، بدءا من تطويل الأظافر إلى طلائها وغير ذلك، عدا الضغوطات الاجتماعية التي تفرض بأن يكون مظهرهن انيقا. أما بالنسبة للأطفال فقد تكون مؤشرا على تعرضهم لمشاكل في مدارسهم أو مع أصدقائهم، ولذا على الآباء الانتباه إليها والتعامل معها بحذر، بأن تتم مناقشة أسبابها بهدوء مع الطفل. وعلى الأرجح فإنهم يقلعون عنها عندما يدركون أسبابها. ويجب ان يتفهم الوالدان ان قضم الاظافر حالة يتم التخلص منها عادة دون علاج لذا فانه من المهم التعامل مع الحالة بهدوء وعدم التوتر لان ذلك قد يزيد من توتر الطفل وبالتالي ازدياد الأمر سوءاً.
كأي عادة فإنه ليس من الصعب التغلب عليها بواسطة بعض الخطوات البسيطة مثل:
– الحرص على تقليم الأظافر والعناية المنتظمة بها، هذا يشجع على المحافظة عليها جذابة طوال الوقت.
– محاولة ملأ أوقات فراغك بممارسة هوايات ونشاطات تستدعي استعمال اليد مثل الرسم أو الكتابة أو استخدام كرة الضغط Stress Ball .
– تناول حبة من فيتامين المغنيزيوم كل يوم لأنها تقوي الأظافر.
– ضع قطعة من شريط لاصق على أطراف أصابع لتذكرك بالمشكلة كلما حاولت القضم.
– ارتداء قفازات إذا استدعى الأمر وإن شعر المرء بأن إرادته ضعيفة، لاسيما إذا عرف المشاكل التي يمكن أن تترتب على هذه العادة
العصبية.
ما المشاكل التي يمكن أن تظهر بسب قضم الأظافر؟
– قد تؤذي أسنانك في أثناء القيام بذلك، وقد تسبب مشاكل فكية.
– قد يؤدي ذلك إلى إمراضك، فالأيادي مرتع الجراثيم، والأظافر مخبؤها المثالي، وعندما تضع أصابعك في فمك عدة مرات في اليوم، فإنك تزيد من فرص إصابتك بالمرض. بالإضافة إلى ذلك، فإن تلف الجلد الناتج عن قضم الأظافر، يجعل لدخول الجراثيم طريقًا سهلًا.
– عدا مظهرها غير الجذاب، فإنها يمكن أن تتسبب في احمرار أطراف الأصابع أو حدوث قرحة أو حدوث نزيف. ويزيد قضم الأظافر من احتمال الإصابة بالعدوى حول الظفر وفي الفم، وليس ببعيد ان يعاني المرء من مشاكل في الأسنان أو اللثة أيضا وعلى المدى البعيد يمكن ان يؤثر على نمو الأظافر وتشوهها.
تشترك المغنية الامريكية بريتني سبيرز مع الممثلة الأمريكية أوليفيا وايلد في عادة قضم الأظافر السيئة حتى أنهن في بعض الأحيان فقدن السيطرة على التحكم في الأمور ولا يستطيعون الإمساك عن هذه العادة حتى أمام الناس.
د. وليد ابودهن