رحمة رياض أحمد لمع اسمها عندما شاركت ببرنامج (ستار أكاديمي) بموسمه السابع عام ٢٠٠٩، لكنها آنذاك دخلت التجربة محترفةً لأنها سبق وشاركت ببرنامجيْ (نجم الخليج) و(سوبر ستار)، ووصلت إلى مراحل متقدمة.
العراقية التي شاغبت كثيرًا داخل مبنى الأكاديمية، نجحت تقنع العراقيين بموهبتها وعفوية شخصيتها لتحصل مرتيْن عند حلولها في مرحلة الخطر على نسبة تصويت هائلة تجاوزت مئات الآلاف، لتعيد إنجاز مواطنتها شذى حسون التي سبق ونالت ٧ ملايين صوت عراقي، ما خوّلها لاقتناص لقب البرنامج نفسه لكن عام ٢٠٠٧.
بموسم رحمة عرفنا عددًا من المواهب الجميلة التي لم تستطع إكمال طريقها مثل التونسية بدرية واللبناني رامي الشمالي الذي قُتل في حادث سير مروع، والأردني محمد رمضان، أما ناصيف زيتون فأطربنا بصوته الرائع وغنى لأساطير الفن العربي وجعلنا نصفّق له كلّ مرة يؤدي بها على المسرح ما جعله يستحق اللقب ثمّ ينضم لشركة غسان الشرتوني (Music is my life)، ويحقق معه نجاحات كبرى.
الشابة العراقية حصدت المرتبة الثانية وآنذاك لم ترتفع نسبتها عن ٢٤ في المئة، فيما جُيرت أكثر من ٦٤٪ من أصوات المتابعين العرب لناصيف، وكثرت الشكوك آنذاك لأن السوريين لا يصوتون كالعراقيين، وحتّى عندما هلعوا واعتبروا التصويت للنجمة السورية رويدا عطية واجبًا وطنيًا خسرت أمام ابنة الأردن الصغير مساحةً ومن ناحية عدد السكان ديانا كرزون.
رحمة تابعت مسيرتها وطرحت أعمالًا منفردة حققت الملايين من المشاهدات، وأصبحت من أشهر وأكثر نجمات العراق متابعةً، لتنضم لشركة الشرتوني الذي يومًا لم يفكر بإطلاق ألبوم لها بل ظلّ يعتمد معها أسلوب الأغنيات المنفردة، ولا نفهم لمَ ما دامت كلّ مرة تكسبه الرهان عليها وتجلب أرقامًا مرتفعة.
ناصيف (آكل الجو) هكذا يردون كلّ مرة نتساءل عن سبب تمييز الشرتوني بينه وبينها، ولا نعده كلامًا واقعيًا مستندًا إلى أرقام بل عاطفي كالذي يقوله (الفانز).. لمَ؟
- ناصيف لا يحصد أرقامًا أعلى منها، بل تتجاوزه في الكثير من الأحيان، وأغنيتها السابقة (وعد مني) حققت حتّى اللحظة ١٣٧ مليون مشاهدة رغم أنها لم تُطرح كفيديو كليب، أما أهم أغنية لناصيف لم تحظَ سوى بـ ١٢٧ مليون تحت عنوان (مش عمتزبط معي)، مع أنها دُعمت وأُنتج لها كليب بميزانية كبيرة.
- رحمة أيضًا بآخر أغنياتها (ماكو مني) سجّلت رقمًا مرتفعًا وصل إلى ثلاثين مليونًا خلال شهر فقط، فيما آخر إصدارات ناصيف (فارقوني) نجحت في حصد ٣٤ مليونًا لكن خلال خمس شهور!
- العراقية مطلوبة في الأعراس الخليجية وكلنا نعلم ما الأسعار التي يدفعها متعهدو الحفلات هناك، فيما قلّة من أهل الخليج يعرفون ناصيف الشهير إقليميًا (لبنان-سوريا-الأردن وبعض دول المغرب العربي).
- رحمة تنوّع بالألوان الموسيقية التي تختارها وإن كانت لا تزال تعتمد اللهجة العراقية، فيما نسمع تكرارًا من السوري طالبنه عدة مرات تجنّبه لكنه لم يسمعنا.
- رحمة أصبحت أكثر هدوءً ورصانةً بعد تخرجها من (ستار أكاديمي)، فيما تحوّل ناصيف من شابٍ هادئ إلى راقصٍ يقفز ويركض ويفتعل حركات غريبة لجذب المراهقين إلى حفلاته.
- جميع الفئات العمرية تسمع أغنيات رحمة لأنها موجّهة للجميع وتحمل رسائل إنسانية واجتماعية هادفة، فيما نلحظ أكثر مستمعي ناصيف من فئة المراهقين أو الشباب الذين لا يتجاوزون سن الثلاثين.
لا نطالب الشرتوني تقليل دعمه لناصيف لأننا نراه يستحق حتى لو أخطأ وتراجع أحيانًا، ولا شك أنه من القلة الذين استطاعوا إثبات أنفسهم بعد برامج الهواة التي تخرّج المئات ولا ينجح منهم سوى عدد أصابع اليد، لكن من الظلم حقًا تجاهل رحمة وإهمالها لا بسبب موهبتها فقط، بل لأنها أيضًا قادرة على إدخال الملايين إلى جيبه، وليفعل كروتانا مثلًا ويتملك ثقة كبار مديري شركات الإنتاج الذين ينتجون لعدة نجوم من الصفوف الأولى دون تفرقة.
عبدالله بعلبكي – بيروت