يحظى مسلسل (البرنس) لمحمد رمضان بأعلى نسبة مشاهدة وتفاعل في مصر، ويشيد به المتابعون لأنه يحكي قصة رائعة، ولأول مرة نرى محمد بشخصية الشاب الهادئ والمتزن بعيدًا عن المشاكل والخلافات والبلطجة.
العمل يضيء على عائلة رمضان الذي يمتلك سبعة أخوة، كل منهم لديه همومه ومشاكله وسقطاته النفسية، أما هو فيبدو الأكثر اتزانًا بينهم فيسعى دائمًا لمساعدتهم ومساندتهم رغم أنه يعيش عذابًا كبيرًا بسبب حبه الكبير لنور اللبنانية التي تقاسمه البطولة.
الممثلة المصرية روجينا تلعب دور (المعلّمة) التي يخافها الرجال ويحبها أخ رمضان أحمد زاهر، وتسيطر على الجميع بقراراتها ولا يمكن لأحد الهروب منها أو عدم تنفيذ تعليماتها.
روجينا تحبّ أحمد لكنها تخضعه تحت سيطرتها، تظهر للناس أنها طيبة لكنها بالواقع خبيثة تستخدم مشاعرها وطاقاتها لتتحكم بالأشخاص الذين يسقطون دائمًا بمواجهتها.
النجمة الكبيرة تلعب أحد أفضل أدوارها، وتجعلنا نعجب بأدائها للشخصية الصعبة، ولا نصدق أنها نفسها الراقية التي لطالما عهدناها، والممثلة التي تخجل بلقاءاتها وتتحدث بلباقة كبيرة.
الممثل المحترف وحده من يتقمص الأدوار التي لا تشبهه بل تناقضه بالكامل، وهذا ما فعلته روجينا التي أبدعت، وضمن المشهد الواحد أظهرت عددًا من المشاعر بين الطيبة والحقد واللؤم والأنانية والتسامح وحبّ السيطرة.
أبهرتنا كيف بدّلت نظراتها عندما اجتمعت بحبيبها وبعاملٍ خانها، فتنظر بحب نحو أحمد زاهر، وتعود وتنظر بغضب نحو العامل فتبلغه أنها أرسلت رجالًا ليضربوا زوجته الحامل عقابًا له، ثم تعود لحبيبها وتطعمه وتبتسم له.
لا شك أن (البرنس) سيحقق نقلة نوعية للممثلة المصرية، ولعله يكون أحد أهم نجاحاتها بعد التفوق الكبير الذي حصدته بمسلسل (مع سبق الإصرار)، عندما فاجأت الجميع بإتقانها لعب شخصية الفتاة الشعبية لأول مرة.
عبدالله بعلبكي – بيروت