حدد الباحثون النتائج الرئيسية التي يمكن أن تساعد الأطباء في التنبؤ بما إذا كان المريض مصابًا بسرطان المستقيم والقولون المتقدم سيستفيد من العلاج المناعي. نُشرت الدراسة في مجلة أبحاث السرطان السريرية كلينيكال كانسر ريسيرش Clinical Cancer Research وتُبرز إمكانية استخدام التحليل المكاني لبروتينات معينة كأداة تنبؤية لاختيار المرشحين المناسبين للعلاج المناعي بحصار PD-1 في سرطان القولون والمستقيم، ممّا يؤدي في النهاية إلى تحسين نتائج العلاج وتقليل الحاجة إلى العلاجات غير الضرورية.
وجد مؤلفو الدراسة أن المسافة بين الخلايا التي تُعبِّر عن بروتين موت الخلية المبرمج 1 (PD-1) وبروتين موت الخلية المبرمج 1 (PD-L1) داخل الورم يمكن أن تتنبأ بنتيجة العلاج المناعي في سرطانات القولون والمستقيم من خلال نظام ترميم الحمض النووي المعيب، والمعروف باسم ترميم الحمض النووي غير المتطابق. بروتينات PD-1 وPD-L1 هي بروتينات حواجز المناعة، توجد في المقام الأول على سطح الخلايا المناعية، والتي يتم حظر ارتباطها بواسطة الأدوية المعروفة باسم مثبطات حواجز المناعة.
اقرأ: منظمة الصحة الاميركية: الكحول تصيبك بالسرطان
“تُشير النتائج إلى أن هذا التحليل المكاني داخل الأورام يجوز أن يكون مفيدًا لاختيار المرضى الذين من المرجح أن يستفيدوا من العلاج المناعي،” كما يقول فرانك سينيكروب، دكتور في الطب، أخصائي الأورام وطبيب الجهاز الهضمي في مركز مايو كلينك الشامل للسرطان. “إذا كانت الخلايا التي تُعبِّر عن هذه البروتينات على بُعد 10 ميكرون من بعضها البعض داخل الورم، فإن العلاج المناعي كان قادرًا على تحسين نجاة المريض بشكل ملحوظ. تُشير هذه النتيجة إلى عتبة حرجة للحصار الفعال لمحور PD-1/PD-L1.”
في حين يستمر العلاج المناعي في تعزيز علاج السرطان، فليس جميع المرضى المصابين بسرطان القولون والمستقيم النقيلي والذين لديهم خلل في نظام ترميم الحمض النووي يستفيدون من هذا العلاج. وبناءً على ذلك، فهناك حاجة إلى مؤشرات حيوية تنبؤية للاستجابة والنجاة، كما يضيف الدكتور سينيكروب، المؤلف الرئيسي للدراسة.
وفقًا للباحثين، من بين أورام المرضى التي تم فحصها، كان لدى 60% منهم عدد متزايد من الخلايا التي تحتوي على PD-1 وPD-L1 على مقربة، ممّا يعني أن 60% من هؤلاء المرضى من المرجح أن يستفيدوا من العلاج المناعي. علاوة على ذلك، فإن مثل هذه البيانات لديها القدرة على مساعدة الأطباء في اختيار المرضى للعلاج، بينما يمكن علاج نسبة 40% الآخرين الذين تقل احتمالية استفادتهم من العلاج المناعي بالعلاج المركّب أو أي نوع آخر من العلاج.
اقرأ: تطوير علاج سرطان البنكرياس بالروبوت
يذكر الباحثون أنهم بصدد التحقق من صحة النتائج التي توصلوا إليها، وإذا كان من الممكن التحقق من صحة النتائج، فإن النتيجة ستسمح باختيار أولئك المرضى الذين من المرجح أن يستفيدوا من حصار PD-1، وتجنيب المرضى الذين ليس من المرجح أن يستفيدوا منه السُميّة المحتملة وتكلفة الدواء.
يقول الدكتور سينيكروب: “على حد علمنا، هذا هو التقرير الأول عن هذه النتيجة في سرطان القولون والمستقيم؛ ومع ذلك، فقد تم الإبلاغ عن تقارير توضح أهمية تقارب PD-1 وPD-L1 في الورم الميلانيني وسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة”. “على الرغم من أن نتائجنا واعدة، إلا أنه يجب التحقق من صحة بيانات الدراسة في مجموعة مستقلة، لذا فهي ليست جاهزة حتى الآن للاستخدام في الممارسة السريرية.”