في حلقة حديثة من برنامج “سيكوريتي برييف” على “ب ب س”، قدم المحلل العسكري “ميكي كاي”، وهو ضابط بريطاني سابق وقائد طائرات مروحية هجومية في سلاح الجو الملكي البريطاني، تحليلاً معمقاً حول كيفية تحول تقنية الطائرات بدون طيار إلى عنصر أساسي في الحروب الحديثة، مع التركيز على الهجوم الأخير الذي شنه حزب الله على القوات الإسرائيلية كمثال رئيسي.
اقرأ: هزيمة ساحقة تلوح في الأفق لإسرائيل: تحركات إيران وحزب الله قد تقلب الموازين!
الطائرة بدون طيار الإيرانية الصنع تمكنت من تجاوز نظام الدفاع المتقدم *القبة الحديدية* الإسرائيلي. وكشف هذا الهجوم عن نقاط ضعف كبيرة في تكنولوجيا الدفاع الصاروخي الحالية، خصوصًا في التعامل مع الطائرات بدون طيار التي تحلق على ارتفاعات منخفضة وبسرعات بطيئة، مما يجعلها أصعب في الاكتشاف والاعتراض.
تطور قدرات الطائرات بدون طيار:
استعرض ميكي كاي الأنواع المختلفة من الطائرات بدون طيار التي تستخدمها حركات المقاومة حالياً في مناطق النزاع، وقسمها حسب الحجم والوظيفة. تشمل هذه الطائرات طائرات الاستطلاع الصغيرة والطائرات الانتحارية المتقدمة التي يمكنها حمل ما يصل إلى 40 كجم من المتفجرات والطيران بسرعات تصل إلى 370 كم/ساعة. وأكد كاي أن حركات المقاومة مثل حزب الله وجماعات أخرى تستخدم الطائرات بدون طيار للتغلب على أنظمة الدفاع المتطورة، خصوصاً عند استخدامها بالتنسيق مع إطلاق الصواريخ لإرباك أنظمة الرادار وتعطيل فعاليتها.
استخدام أسراب الطائرات بدون طيار كتكتيك مقاوم:
أبرز ميكي كاي في تحليله أهمية تكتيك *أسراب الطائرات بدون طيار* الذي تستخدمه حركات المقاومة كوسيلة فعالة للتغلب على أنظمة الدفاع المتقدمة. يتم نشر العديد من الطائرات بدون طيار في آن واحد بالتزامن مع إطلاق الصواريخ، مما يربك الدفاعات الإسرائيلية مثل القبة الحديدية ويحد من قدرتها على التصدي. وأوضح كاي أن المقاومة، بما في ذلك حزب الله، أصبحت بارعة في استخدام هذه الاستراتيجيات، مستغلة بطء سرعة الطائرات بدون طيار وارتفاعها المنخفض لتفادي الرادارات واختراق أنظمة الدفاع. وأكد كاي أن هذا التكتيك، الذي يعتمد على طائرات قليلة التكلفة ولكنه عالي التأثير، يعزز من قدرة المقاومة على إلحاق أضرار كبيرة بالعدو بتكاليف محدودة، مما يجعله سلاحاً فعالاً في الحروب الحديثة.
اقرأ: زياد عراجي: حزب الله تأذى لكنه لم ينته!
التحديات التي تواجه الاحتلال في مكافحة الطائرات بدون طيار المقاومة:
تحدث ميكي كاي عن التقنيات المستخدمة حالياً لمكافحة الطائرات بدون طيار التي توظفها حركات المقاومة. وأوضح أن الوسائل التقليدية، مثل الطائرات المقاتلة والصواريخ، غالباً ما تكون غير فعالة عند التعامل مع أسراب كبيرة من الطائرات بدون طيار التي تطلقها المقاومة. وأشار كاي إلى أن الاحتلال يسعى لتطوير تقنيات جديدة، مثل نظام الليزر المضغوط الذي طورته شركة “بوينغ”، لمحاولة التصدي لهذا التحدي. يمكن لهذا النظام تحييد العديد من الطائرات بدون طيار في وقت واحد عن طريق تعطيل أنظمة التوجيه أو تدميرها بالليزر. ومع ذلك، يظل هذا النظام في طور التطوير، وقد يواجه الاحتلال صعوبة في نشره بشكل فعّال في مواجهة تكتيكات المقاومة المتطورة.
الخلاصة: عصر جديد في المقاومة والحروب – رأينا في تفوق تكتيكات المقاومة:
تحليلات “ميكي كاي ” توضح كيف أن تطور تقنية الطائرات بدون طيار خلال العقد الماضي شكّل تحديًا كبيرًا لأنظمة الدفاع التقليدية. الطائرات بدون طيار التي تستخدمها حركات المقاومة تتميز بقدرتها على التهرب من الاكتشاف والعمل في أسراب، مما يهدد حتى أكثر الأنظمة الدفاعية تقدمًا. رغم محاولات الاحتلال تطوير تقنيات متقدمة مثل أنظمة الليزر، تبقى المقاومة في مقدمة الابتكار وتستفيد من هذه التقنيات لتعزيز قدرتها على مواجهة التفوق التكنولوجي.
في النهاية، صعود الطائرات بدون طيار يعيد تشكيل ملامح الحروب ويثبت أن المقاومة قادرة على تحقيق تفوق نوعي باستخدام تكتيكات مبتكرة