علّمتنا رئيسة التحرير والزميلة نضال الأحمدية إن الصحافي عليه أن يكون صاحب شخصية مستقلة، سيدًا، حرًا، ومستقلاً لا يُشترى بحقيبة ولا يحملها، يعقّب ويكتب كيفما يشاء طالما أنه مؤمن بما يفكر، ينقل الحقيقة بمسؤولية للقارئ، لأن عينه ترى بوضوح وهذا ما لا يراه الآخرون، ويحق له أن ينتقد الكلّ ضمن الأصول المهنية المتفق عليها، والمعايير الأخلاقية التي علينا جميعًا أن نلتزم بها.
نحبّ إيلي باسيل لأنه لا يشبه أحدًا، واستطاع خلق هوية مختلفة عن الكلّ، ويحدث حالةً جدليةً مكّنته من الفوز بقلوب المئات من المتابعين الذين ينتظرون إطلالاته عبر (السوشل ميديا)، ونتابعه ويضحكنا ويتناول المواضيع بأسلوب فكاهي لا يزعجنا، إلا أنه تجاوز كل الحدود المسموح بها باللايف الأخير.
لأننا نعزه فنعاتبُه، ونقول بناءً على ما تعلّمنا إن الصحافة لم تكن وسيلةً يومًا للتطاول على شرف الناس، ولا لهتك أعراضِهم، فكان على باسيل اثبات ذلك.
خرج يشتم شذى حسون بسبب رأيها بنهاية مسلسل (خمسة ونص)، والذي عرّضها لهجومٍ كبير، وكنا أول من انتقدناها، لكننا رفضنا أن نتدنى وسمحنا لها أن توضح موقفها، لأننا نعرفها ونعرف طبيعة المرأة العراقية التي تغضب وتتسرع وتقول ما تفكر به، وتحكي رأيها دون أن تخاف أحد.
إقرأ: شذى حسون تهدد بالمقاضاة ولانا مدور: تفه ما أحقرك وتهدد بقوى الأمن – وثائق
شذى حسون أنا مع قتل قصي الخولي لنادين نجيم لكني ضد القتل
لم ينتقدها ايلي بل شتمها وتطاول على شرفها، ولمح بأنها آلة جنس تمارس الرذيلة مع الرجال وأوهم المتابعين إنها سلعة جنسية رخيصة يحصل عليها كلّ من يريد عاهرةً لقضاء ليلة حمراء، ولا نفهم ما علاقة كل تلك الإهانات لأنها قالت رأيها، وما الداعي للتحقير بها أمام الملايين، والتعرض لكرامتها التي تمثّل المرأة العراقية، الماجدة.
(آلة الجنس) التي قصدها، كبرت في المغرب مع أبٍ عراقي صحافي محترم له شأنه، وأم مغربية درّست وعملت أجيالاً، اجتهدت شذى وأكملت دراساتها الجامعية ونالت الشهادات العليا (Masters) في فرنسا، وتثقفت وتعلّمت الحديث بخمس لغات أجنبية، آمنت بموهبتها وبصوتها الجميل الذي جعلها تشارك بالموسم الرابع من ستار أكاديمي عام ٢٠٠٧.
شاهدناها لثلاث أشهر على مدار أربع وعشرين ساعةً عبر ستار أكاديمي، وراقبناها وبرهنت للكل إنها لم تدخل الأكاديمية كغيرها لتقبل شابًا وتحضن آخر، وتفتعل قصة حب رخيصة لأجل لفت الأنظار، بل لتثبت إنها تستحق أن تمثّل بلدًا عظيمًا كالعراق، غنت وأطربت ونالت شهادات من أهم الفنانين واستحقت الفوز باللقب بعدما حصلت على ٧ ملايين صوت عراقي.
بدأت مشوارها مع المخرج طوني قهوجي الذي اختارها من كل مواهب البرنامج، وغنت أجمل الأغنيات، وحققت نجاحًا كبيرًا بفترة زمنية قصيرة، وتعاونت مع الموسيقار الراحل ملحم بركات الذي أعجب بصوتها وأعطاها لحنًا مميزًا، وكلنا نعرف عقلية ملحم المختلفة التي ترفض الوساطات، ولم يدعم يومًا سوى من يستحق.
نجاحها جعل روتانا تعرض عليها عقدًا، ليتعاونا سويًا وينتجا اصدارات فنية موفقة، وطيلة مسيرتها لم نسمع عنها يومًا قصصًا معيبةً، لا ليلة ساخنة ولا علاقة مشبوهة مع أحدهم، بل حافظت على شرفها وسمعتها وسمعة والديها البعيدين عنها.
على الأستاذ إيلي أن يوضّحَ ما قاله، لأن التعرض لكرامة شذى يعني التعرض لكرامة المرأة العراقية، التي لم تتنازل يومًا عن عرضِها من أجل مصلحة أو شهرة أو حفنة من الأموال، وخلفها آلاف العراقيين الذين يحبونها والذين غضبوا منه ولن يسامحوه على ما تفوه به إلا إن اعتذر، والإعتذار من شيم الكبار ولا يقلل من شأنه، ولا شأن أحد.
عبدالله بعلبكي – بيروت