لم يزدها الوضع المزري في سوريا إلا حزنًا، وساء وضعها المادي كباقي نجوم سوريا، لكنها حاولت جاهدة الحصول على لقمة عيشها بالحلال، لأنها ليست من نوعية الفنانات اللاتي تتاجرن بأجسادهن، لا تعرف كيف تسامر المنتجين، وتصب لهم كأس ويسكي، وتقضي ليال حمراء تبيع ما تبقى من كرامتها التي إنتهكها الكبار في كل العالم.
كانت تتكلم عن واقعها المرير بصعوبة، تحكي معاناتها، كيف أنها تعيل والدتها وأشقاءها، كيف فككت الحرب عائلتها، قصت عليّ الكثير وآلمني بكاؤها من شدة الفقر وعدم قدرتها على توفير لقمة لوالدتها العجور وأشقائها.
ما زاد في ألمها وحدتها، خلو حياتها من الصداقات والأحبة، الكآبة تنال منها يومًا بعد يوم، حاولت يوما بعد يوم إخراجها من عزلتها بدأت أقلقُ عليها، أصبحت مرشدًا لها، أقول لها أن تفعل هذا وذاك، لكني بعيد، ولوكنت بالقرب منها لما تركتها لوحدها، لأنها طيبة وحساسة لأبعد الحدود.
سألت عنها، ونحن نعاني جميعًا من الحجر المنزلي بسبب وباء كورونا الذي عزلنا عن العالم، وجدت حالها أسوأ من ذي قبل، مريضة لا تستطيع حتى شراء دواء يسكن آلامها، بكيت بشدة من شدتي حزني عليها، لم أبكِ في حياتي هكذا، لكني نصحتها كالعادة، محاولا الترويح عنها ولو قليلا، خفت عليها من الإستسلام والإنتحار، لأن الموت بالنسبة لها أفضل حل.
أضحكتها قليلا كعادتي، نصحتها بكتابة أغانٍ جديدة، وأن الله لن يتركها لأنها من أحسن وأطهر خلقه، تمنيت في قلبي أن لا تستسلم وإلا أكون قد فشلت في مهمتي.
سليمان الجزائري – الجرس