سيرجي كريكاليف هو رائد فضاء سوفيتي روسي شارك في عدد كبير من المهام الفضائية المهمة، بما في ذلك مهمة المركبة الفضائية سويوز TM-7 ومهمة استكشاف الفضاء الدولية. كما عمل كريكاليف كرائد مهمة في محطة الفضاء المير الروسية في عدة مهام.
ولد كريكاليف في عام 1958 في كازاخستان، ودرس الهندسة الكهربائية في جامعة لينينغراد. بعد التخرج، عمل في مجال الهندسة وساهمفي تطوير العديد من المشاريع الفضائية.
في عام 1985، تم اختيار كريكاليف كمرشح لبرنامج رواد الفضاء الروسي، وفي عام 1988، شارك في أول مهمة فضائية له على متنالمركبة الفضائية سويوز TM-7. وبعد ذلك، شارك في عدة مهام فضائية أخرى وعمل كرائد مهمة في محطة الفضاء المير.
ومن بين أهم الإنجازات التي حققها كريكاليف هو بقاؤه في الفضاء لمدة 311 يومًا خلال مهمة استكشاف الفضاء الدولية في عام 1998. وبذلك، أصبح كريكاليف رائد فضاء روسيًا يملك أطول فترة إقامة في الفضاء على الإطلاق.
وعلاوة على ذلك، كان كريكاليف أول رائد فضاء يشارك في مهمة فضائية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991، عندما شارك فيمهمة المحطة الفضائية المشتركة مير-شتيلا. وكان هذا الإنجاز يمثل إنجازًا مهمًا في مجال الفضاء ودليل على استمرارية العمل الفضائيبين روسيا والولايات المتحدة على الرغم من التحولات السياسية التي شهدتها العلاقة بين البلدين.
ومنذ تقاعده من برنامج رواد الفضاء الروسي في عام 2005، عمل كريكاليف كعالم فلك في وكالة الفضاء الأوروبية، حيث قاد العديد منالمشاريع الفضائية، بما في ذلك مهمة رصد الأرض ومهمة دراسة الأقمار الصناعية.
تعد إسهامات سيرجي كريكاليف في مجال الفضاء بمثابة مصدر إلهام للعديد من العلماء والفضائيين في جميع أنحاء العالم، وتعكس روحالاستكشاف والابتكار التي تحتويها البشرية.
ماذا حصل حين عاد إلى الأرض؟
عندما تفكّك الاتحاد السوفياتي إلى 15 ولاية منفصلة أواخر 1991، قيل لكريكاليف إنه لا يستطيع العودة إلى وطنه، لأن البلد الذي وعده لم يعد موجوداً، ولا يستطيع أحد متابعة قرار برنامجه العلمي أو إدارة عملية عودته والإشراف عليها أو حتى إيجاد الموازنة الكافية.
كان سيرغي كريكاليف في الفضاء ضمن برنامج رحلته خارج الكوكب عندما انهار الاتحاد السوفياتي في 26 ديسمبر/كانون الأول 1991، فأصبح بين عشية وضحاها غير قادر على العودة إلى الأرض، وانتهى به الأمر إلى قضاء مدة كانت أطول مرتين مما كان مخططاً له في المدار، إذ رفض المسؤولون إعادته.
وفيما كانت الدبابات تسير عبر الميدان الأحمر في موسكو، تم بناء الحواجز على الجسور، وانتهى عهد ميخائيل غورباتشوف والاتحاد السوفياتي في ذلك التاريخ.
في هذه الأثناء، كان كريكاليف عالقاً في الفضاء، على بُعد 350 كيلومتراً من الأرض، في محطة “مير” الفضائية التي أصبحت موطنه الموقّت إلى أن عاد أخيراً بعد مماطلات طويلة هددت سلامته وحياته. وقد عُرف منذ تلك اللحظة بـ “آخر مواطن في الاتحاد السوفياتي