نحن لا نثق بأرقام شركات الإحصائيات كثيرًا، وندرك أن أي نتيجة لا يساوي سعرها أكثر من خمسة آلاف دولار، لذا لا نعتمدها كمعيار لتحديد نجاح المسلسلات خلال رمضان أو خارجه.
أصدق المعايير التي يمكن اللجوء لها: إحصائيات محرك البحث العالمي (غوغل) لأننا جميعنا نستخدمه عندما نبحث عن مسلسل نحبه، ولا يمكن لأحد أن يزور نتائجه لأن من يديره أمريكيون وغربيون وعرب نزيهون لا يشبهون العربان الذين يحكمون مؤسساتنا وأوطاننا!
كذلك لوائح الترند عبر (السوشيال ميديا)، شرط ألا يكون (الهاشتاغ) المتصدر مدفوعًا أي تتداوله حسابات وهمية ليصبح بالصدارة، كما تفعل بعض أحزاب السلطة في لبنان.
في لبنان لم تدخل كارين رزق الله السباق الرمضاني ككاتبة هذا العام، بعدما طرحت نفسها ككاتبة من العيار الثقيل وأحب اللبنانيون نصوصها لأنها تشبههم ولا تتجرد من واقعهم اليومي أو تقدم قصصًا مكسيكية خيالية.
إقرأ: كارين رزق الله تغيب وقلبت الطاولة على الجميع؟
كارين غابت لأنها لم تكتب لهذا الموسم، وربما ما مر به لبنان من أزمات سياسية واقتصادية خانقة جعلها غير راغبة بكتابة أي سيناريو، ونفهمها فكلنا فقدنا الطاقة ولم نعد نرغب إلا أن نحاسب هؤلاء القتلة والفاسدين الذين يستولون على وطننا.
لكن النجمة اللبنانية لم تغبْ بعدما قررت (أم تي في) إكمال عرض مسلسلها (بردانة أنا) الذي كتبته كلوديا مارشيليان.
ظننا لوهلةٍ أنها لن تستطيع منافسة الأعمال الأخرى لأن عملها عُرض من قبل وليس جديدًا.
لكن النتائج فاجأتنا فكارين يوميًا تتصدر الترند، وتحتل المرتبة الأولى ولا تغيب ليومٍ واحد عن الصدارة، عكس كل الأعمال التي تعرض في لبنان والتي تتقدم وتتراجع بشكل يومي.
(بردانة أنا) يحصد نتائج جيدة عبر محرك البحث (غوغل)، أما شركات الإحصائيات فرغم عدم إيماننا بمصداقية نتائجها إلا أنها تعطي هذه السنة نتائج منطقية تتفوق بها كارين على الكل، ولا يسبقها سوى مسلسل تركي يُعرض على الجديد تحت عنوان (البحر الأسود).
ماذا يعني هذا؟
- كارين رزق الله أصبحت نجمة اللبنانيين الأولى إن كتبت أو لم تكتب؟
- أي عمل تلعب بطولته تؤمن له الصدارة، وهذا لا يقلل من حجم شعبية زميليْها بديع أبو شقرا ووسام حنا اللذيْن يقاسمانها البطولة؟
- بسنوات قليلة احتلت قلوب اللبنانيين ونالت ثقتهم لذا يشاهدون كل ما تقدمه ويفضلونها على الآخرين مهما قدموا؟
كارين رزق الله تستحق كل ما تحصده من إنجازات، لأنها أجمل من كتب واقعنا بالسنوات المنصرمة.
عبدالله بعلبكي – بيروت